أيام قليلة ويسدل الستار علي عام 2014 الذي شهد خلاله المسرح المصري الكثير من الظواهر والأحداث المهمة، منها نجاحات تحسب له وإخفاقات تحسب عليه. ونرصد خلال هذا التقرير أهم هذه الظواهر والأحداث، وآمال الفنانين وتوقعاتهم للمسرح خلال عام 2015 . افتتح خلال عام 2014 منارتي إبداع وهما مسرح أوبرا ملك والمسرح القومي، واللذان لهما تاريخ كبير في المسرح المصري، ولم يكن افتتاحهما بالأمر البسيط حيث تم تأجيل افتتاح مسرح أوبرا ملك أكثر من مرة بسبب التنسيق الحضاري وعدم ملاءمة الشكل الخارجي للمسرح مع معالم القاهرة القديمة، وقبلها كان بسبب عدم وجود ميزانية للترميم، وأثناء ذلك تمت إقامة ورش فنية داخل الفرقة، تم وقفها بسبب عدم وجود مخصصات مالية داخل الهيئة لتلك الورش بعد استمرارها أكثر من 3 شهور. وبعد كل تلك المشكلات تم افتتاح المسرح، ولكن تم إغلاقه سريعاً بسبب انفجار مياه الصرف الصحي داخل المسرح، بسبب غرفة التفتيش الخاصة بالصرف الصحي الخاصة بالمسرح كانت تصرف علي الماسورة الرئيسية بشارع خليج الخور أمام باب المسرح، وخلال فترة التجهيزات لم تتم معالجتها رغم المخاطبات الرسمية بين إدارة المسرح والبيت الفني للمسرح بذلك، ولم يتم حل تلك المشكلة إلا بعد زيارة وزير الثقافة إلي المسرح، ووعده بحل مشكلات المسرح. وخلال مدة زمنية قصيرة استطاع مسرح أوبرا ملك أن يكون ملجأ لكل الفنانين الشباب والمستقلين، بسبب الورش الفنية التي أقيمت داخله أو المهرجانات الشبابية مثل «كيميت للرجل الواحد» و«كيميت 20» وغيرهما، وتقديم مسرحية «رجاله وستات» لتحقق نجاحاً كبيراً، ما دفع وزير الثقافة لإصدار قرار بتحويل فرقة أوبرا ملك إلي مركز إبداع منفصل عن البيت الفني للمسرح ليتبع قطاع شئون الإنتاج الثقافي، ويصبح له المخصصات المالية الخاصة به. أما المسرح القومي الذي مؤخراً تم افتتاحه بعد إغلاقه 6 سنوات مر بالعديد من المشكلات الخاصة بميزانية الترميم والتجديد، حيث وصلت تكلفة تجديد المسرح إلي 104 ملايين جنيه، وهي ميزانية أكبر من التي كانت مرصودة له من البداية، ما تطلب طلبات جديدة ودعماً مالياً وصل يصل إلي 55 مليون جنيه، فتمت مخاطبة وزارة المالية لتوفير المبلغ المطلوب، وبعد توافر المبلغ رفض المخرج ناصر عبدالمنعم رئيس قطاع شئون الإنتاج في ذلك الوقت التوقيع علي أوراق المسرح، خوفاً من المساءلة القانونية، وبعد ضغط من وزير الثقافة الدكتور جابر عصفور، قدم ناصر عبدالمنعم استقالته من منصبه، وتم استدعاء الفنان توفيق عبدالحميد بدلاً منه ولكنه لم يستمر في منصبة 48 ساعة لنفس الأسباب، ما اضطر وزير الثقافة للتوقيع علي الأوراق الخاصة بالمسرح بنفسه، وتعيين الفنان فتوح أحمد رئيس البيت الفني للمسرح رئيس قطاع شئون الإنتاج الثقافي ومشرف علي البيت الفني، وتم افتتاح المسرح القومي يوم 20 ديسمبر الماضي، وتكريم 20 فناناً وفنانة أثروا الحياة المسرحية بإبداعاتهم؛ ولكن بسبب إصرار وزير الثقافة علي افتتاح المسرح في ذلك الموعد غير مبالٍ بظروف الفنانين القائمين علي العمل كان الافتتاح فقيراً ينقصه جميع العناصر الفنية، وتم تأجيل افتتاح عرض مسرحية «وبحلم يا مصر» إلي اليوم بسبب عدم انتهاء الفنيين العاملين بالمسرح من التدرب علي الأجهزة الحديثة التي تم تزويده بها، وأرجع الوزير سبب التأجيل إلي رغبته في الاحتفال بمرور 93 عام علي إنشاء أول فرقة مسرحية.