تطل علينا ذكرى المولد النبوي الشريف فى كل عام، حاملة الكثير من المعاني الروحانية، والدروس المستفادة، من ميلاد النبي الكريم وحياته ورسالته للعالمين، وهي أمور يتفق عليها كل المسلمين على اختلاف مذاهبهم وأقطارهم، وتبقى مظاهر الاحتفال بهذه المناسبة العطرة هي الفاصل والفارق الوحيد بين المسلمين بتنوع أزمانهم وأماكنهم وثقافاتهم، فالكل يحتفل على طريقته الخاصة، إلا أن منتجات حلوى المولد النبوي الشريف، يعتبر المظهر الوحيد الذي لم يتغير منذ سنين في مصر. وفي الأقصر تتنزين الشوارع منذ أول أيام شهر ربيع الأول بلافتات التهنئة المعبرة عن قدوم مناسبة المولد النبوي الشريف، حيث انتشار قصاصات الزينة والتي باتت تُرفرف في معظم الشوارع والأحياء، ليست هذا فحسب، فلقد جرت العادة مع حلول تلك المناسبة، أن يفترش الباعة بعض شوارع المحافظة ليعرضوا منتجاتهم المختلفة والتي نراها فقط مرة كل عام خلال الاحتفال بالمولد النبوي حيث يحظي كل عام بمنتجاته الخاصة به وكذلك نسبة الإقبال على نوع بعينه من المنتجات. مع هذه المناسبة البعض ممن ينصبون الأكشاك على جانبي الطرق، يتخذ المناسبة كمصدر للدخل، ومنهم من يراها بالعادة التى لم تنقطع منذ أجداده كوسيلة ابتهاج وفرحة معبرة عن مدى حبهم لرسولهم ورغبتهم فى ادخال البهجة لقلوب الآخرين بعرض المنتجات المختلفة من الحلوي وأيضا ألعاب الأطفال. محمد الوكيل، أحد بائعي الحلوي بالأقصر، ورث مهنته عن جده وأبيه، فكل عام اعتاد أن يعرض منتجاته في أماكن مختلفة بالأقصر، يقول الوكيل، ورثت هذه العادة عن جدي وأبي ففى كل عام من مناسبة الاحتفال بذكرى المولد النبوي، فمنذ أن كانت الحلوي "العروسة والحصان" تصنع يدويا ويتم التجوال بالعربة فى القرى المختلفة لبيعها، وحتى أصبحت تلك المنتجات يتم شرائها من مصانع القاهرة، ونحن نقوم باستئجار أماكن لنصب الخشب وعمل معارض للمنتجات الخاصة بالمولد النبوي في المحافظة لمدة شهر. ويضيف، كل عام له الاقبال الخاص بمنتج معين إلى جانب المنتجات الجديدة التى تضاف الى سابقاتها لجذب الذبون للشراء، ففى العام السابق حظت الحلويات المشكلة، على النسبة الأكثر مبيعا، اما هذا العام فكان ل"المشبك" النصيب الأكبرمن عملية البيع واقبال الذبائن عليه، وعن المنتجات الجديدة، يقول الوكيل، هذا العام أضيفت الألعاب المتحركة لمنتجات الحلويات، قائلاً بطريقة طريفة، "العروسة كانت لوحدها، دلوقتي بقت بكوشة"، مشيراً إلى أنها أيضا تلقى قبولاً كبيراً لدى الأطفال. ويضيف محمد أحمد، بائع حلوى، أن مناسبة المولد النبوي، هي مصدر رزق له يجب عليه استغلاله، وأنها تساعده على أن يدر دخلاً يساعده فى معيشته، فهو عامل باليومية، ينتهي من عمله في الصباح، ليستعد بعد العصر لتجهيز بضاعته وعرضها لاستقبال الذبائن المقبلين على منتجات المولد النبوي، مؤكدا أن المشبك زاد عليه الطلب هذا العام، عن غيره من الحلويات، يضيف أن "تشكيلة الحلاوة الفاخرة" تأتي فى المرتبة التالية للمشبك.