لقد قلنا مرارا، إنه ما لم يكن هناك تغيير ما، ونحو الأفضل، بطبيعة الحال وليس بالضرورة ثورة..! في طريقة تفكيرنا، وسلوكنا النمطي، والذي ورثناه منذ عقود خلت، وتحديدا منذ عهد الانقلاب الأول في يوليو 52 كشعب، وحكومة، أو حتى نظام سياسي، ولا نريد أن نبرحه أبدا، أو نتخلى عنه، فلن تجد هنالك أية ثورة قائمة، أو أخرى سوف تقوم، ولا حتى عشرات الثورات. علما بأن تكرار الثورات، وفي فترات زمنية متقاربة، هو بحق أمر جلل، ومدمر بطبيعة الحال، لكل من الفرد، والمجتمع، وبنية الدولة ذاتها، ومن ثم ينسحب أثر، أو بالأحرى آثار ذلك كله على الأمة بأسرها، في واقع الأمر. ومنذ عقود خلت وإلى الآن يحدث فى الاسماعيلية عدوان شبه ممنهج على كل من حقوق الفرد والدولة على السواء. فمثلا الشارع المؤدي إلى مبنى محافظة الاسماعيلية الجديدة، واسمه شارع صبري مبدى، هو شارع مزدحم جدا ومختنق بالليل وبالنهار وقد حدثت فيه بالفعل، ولا تزال عدة حوادث مرورية مروعة قتل وجرح فيها العديد من الأبرياء من المارة، ومن مختلف الأعمار، من كهول وسيدات، وأطفال ويقع على هذا الشارع مباشرة عمارات سكنية اسمها مساكن موظفي الدولة لمحدودي - ويجب أن ننتبه هنا إلى لفظ محدودي هذا..! الدخل، وهى مخصصة، ومنشأة فقط من أجل السكنى وهو لفظ مشتق من السكن والسكينة والراحة والأمن والطمأنينة، أو على الأقل الإحساس بهم جميعا، وهذا الإحساس بالذات، منعدم تماما بطبيعة الحال..! فنجد أن الأدوار الأرضية من تلك المساكن قد استغل جلها من قبل المحلات التجارية، ومعرض للسيارات، وهذا الأخير قد استحوذ على الرصيف بالكامل، والذي هو من حق المشاة، وضمه إلى محله، أو معرضه، ولم يكتف بذلك فقط فذهب إلى الجهة المقابلة من معرضه، وفي الشارع المقابل، واشتري محلا كان مخصصا للأمن الغذائي واستغل المساحة التي حوله بالكامل لعرض سياراته فى ذلك الشارع المزدحم، والمختنق، وكما أسلفنا، ناهيك هنا عن توسعات الأكشاك التي حوله، يمينا، ويسارا، ومن الخلف، وحتى تحولت، وبقدرة قادر إلى «هايبر ماركت»، والغريب أن هذه التوسعات وكافة التوسعات الأخرى لا تتم إلا في جنح الليل، وكأن المحافظة، أو الحى تسمح بالمخالفة بالليل، ولا تسمح بذلك بالنهار، أو ربما المخالفون ذات نفوذ يفوق نفوذ المحافظة والحي، وحتى الحكومة..! وأرجو من محافظ الاسماعيلية والذي قد واتته الجرأة والشجاعة بتحريك أصبعه الأوسط لبعض البسطاء من القرويين في أحد لقاءاته بهم، أن يحرك أيضا عقله، ويستخدمه مثل ما استخدم أصبعه، ويطبق القانون بالليل والنهار. وذلك لأنه من المعلوم في كل الدنيا أن معارض السيارات تقيم معارضها عادة في أطراف المدن وليس في قلبها، وفي قلب مساكن محدودي الدخل، وفي شارع رئيسي، ومزدحم، ويؤدي مباشرة إلى المحافظة، وحيث المقر الرسمي للمحافظ. ولذا فإننا نجد حتى لدينا هنا في مصر، معرضاً كبيراً، وشهيراً للسيارات الجيب وليست تلك، أو غيرها، ومما سوف يلي، دعاية في أول طريق القاهرةالاسماعيلية الصحراوي، ويواجهه من الناحية الأخرى، وبعده، أو قبله قليلا معرض ضخم آخر للسيارات الصيني، بل أن لدينا هنا حتى فى الاسماعيلية معرضا اخر للسيارات الكوري يعد فى أطراف الاسماعيلية نسبيا، ويقع على امتداد شارع محمد على وبالقرب من قرية نفيشة، وبالقرب من مصنع الثلج..! ومن هنا فأنا أطالب محافظ الاسماعيلية، بأن ينزل ويترجل ويمشي بنفسه، في هذا الشارع، والمجاور جدا لمبنى ديوانه ويتأكد من صحة ما ذكرت، ويعاين على الطبيعة، وليته لا يصطحب معه أحد، خاصة من زمرة ال....، وكله تمام، وتحت السيطرة. فإما أن نقضي على المخالفة، وفي مهدها، ومهما كان شأن صاحبها ونفوذه، ومدى نفاذه في المحافظة، أو غيرها، أو نسمح بها لكل مواطن من المواطنين، وبما أن جميع المواطنين سواء أمام كل من الدستور، والقانون. ولكننا حينئذ، أو عندئذ، سوف نسمح، وفي ذات الوقت، بتفشي الفوضى، في كل مكان، وزمان، وكذا كل شيء آخر كريه في حياتنا. ولكن من العيب أيضا أن نستخدم كل جوارحنا، وبما في ذلك أصبع الوسطي، إلا العقل، والفكر، والمنطق السديد في إدارة شئون المحافظة، أو غيرها، وعلى نحو سديد، وعادل، وأيضا حكيم..!