يري البعض أن هناك مؤشرات تدل علي وجود انفراجة قريبة في العلاقات الثنائية المصرية الأمريكية من ناحية والمصرية القطرية من ناحية أخري. اصحاب هذا الرأي يستندون علي المكالمة التليفونية التي تمت في بداية هذا الاسبوع بين الرئيس المصري والامريكي، فقد أعلن رسميا عن هذه المكالمة، وقيل ان الرئيسين بحثا العلاقات الثنائية بينهما وأن أوباما ملتزم بالمعونة إلا أنه أبدي بعض الملاحظات علي المحاكمات الجماعية وقانون التظاهر. ومن المعروف أن المعونة الامريكية قاصرة حاليا علي الاسلحة واهمها طائرات الأباتشي التي سبق أن تم الاتفاق عليها من قبل، هذا فضلا عن قرب وصول السفير الامريكي الجديد بعد غياب طال لأكثر من عام ونصف، وقد تم الاعلان عن اسمه وسابقة اعماله في منطقة الشرق الأوسط. كما يستند اصحاب هذا الرأي ايضا في تحسن العلاقات بين مصر وامريكا الي ان جلالة الملك عبد الله ملك الأردن قد حضر الي مصر وقابل الرئيس السيسي قبل مغادرته مباشرة الي امريكا لمقابلة الرئيس أوباما وحين عاد جلالته توجه الرئيس السيسي مباشرة الي الاردن لمقابلته، الأمر الذي يستشف منه ان هناك أخباراً طيبة قالها ملك الاردن للرئيس السيسي عن تقدم في العلاقات المصرية الأمريكية. كما يستند أصحاب هذا الرئيس الي بوادر اتمام المصالحة بين مصر وقطر التي يرعاها جلالة الملك عبد الله ملك السعودية. فقد حضر بالفعل الي مصر في بداية هذا الأسبوع مندوب عن جلالة الملك عبد الله وأحد أمراء قطر وتقابلا مع الرئيس السيسي للوقوف علي مطالبه، ويقال ان هناك لقاء قريباً بين الرئيس السيسي وأمير قطر تحت رعاية جلالة الملك عبد الله ملك السعودية. ويري أصحاب هذا الرأي ان تحسن العلاقات بين مصر وقطر لا يمكن ان تتم من جانب قطر الا بأمر من امريكا، باعتبار ان امريكا هي المسيطرة تماما علي قطر وهي مخلب القط لأمريكا في المنطقة. كما يستند أصحاب هذا الرأي الي خطورة التقارب الروسي والصيني مع مصر علي دول الغرب عامة وامريكا بصفة خاصة، فمصر دائما وابدا كانت حليفا للغرب، ويصعب علي الغرب عامة وامريكا بصفة خاصة التخلي عن مصر لعدة اسباب اهمها موقعها وعراقتها وقوتها في المنطقة، فهم يرون أن التقارب الشديد الذي يحدث الآن بين الصين وروسيا ومصر، جعل امريكا ودول الغرب يعيدون حساباتهم في المنطقة وخاصة مصر. كل هذا وغيره عن الدلالات كلام طيب، لكنه معلق علي الافعال والنتائج. وهنا يأتي السؤال، هل ستتخلى فعلا امريكا وحلفاؤها في الغرب واسرائيل وتركيا عن مخططاتهم المسمومة في منطقة الشرق الاوسط وخاصة في مصر؟؟ هذا هو السؤال المهم، عني شخصيا فلدي الكثير من الشك، لأن أمريكا وحلفاءها من الصعوبة بمكان ان يتخلوا عن هذا المخطط المسموم، الذي يهدف الي إيجاد الوقيعة بين المسلمين في المنطقة ليقضوا علي انفسهم بأنفسهم، ومن ثم تقسيم المنطقة الي دويلات صغيرة يسهل علي اسرائيل ابتلاعها في المستقبل وذلك لعدة اسباب: - أهم هذه الأسباب ان هذا المخطط قد اجتمع علي إعداده كل من أمريكا وانجلترا وألمانيا وفرنسا وتركيا واسبانيا واسرائيل وقطر، وبالتالي فلابد أن يتفقوا مرة أخري فيما بينهم من أجل التخلي عن هذا المخطط في منطقة الشرق الأوسط، ومن ثم التخلي عن فكرة الشرق الأوسط الجديد المهلهل المفتت، وفي تقديري ان هذا الأمر من الصعب حدوثه في المستقبل القريب. أما السبب الثاني ان هذا المخطط المسموم نجح تنفيذه في العديد من البلدان بإشاعة الفوضى الخلاقة التي سيترتب عليها الشرق الاوسط الجديد، فها هي الفوضى والحروب والاقتتال الدائر في العراق، وفي سوريا، وفي ليبيا، وفي اليمن، وما حدث من تقسيم السودان فعلا، هذا فضلا عما تعانيه مصر من حرب ضارية بينها وبين الارهاب الأسود الذي يتزعمه اخوان الشياطين، كل ذلك يعتبر نجاحا لمخطط الغرب المسموم في منطقة الشرق الاوسط ومن ثم لا يمكن التخلي عن تنفيذه في باقي بلدان الشرق الاوسط بهذه السهولة. ومن هنا.. فإن كل ما أتصور حدوثه، أنه ربما تتظاهر أمريكا وحلفاؤها برغبتهم في التخلي عن هذا المخطط المسموم، ولكن الحقيقة أن تنفيذ هذا المخطط بالنسبة لهذه الدول شيء، وتحسين علاقاتها مع دول المنطقة شيء آخر، فربما يري الغرب تأجيل تنفيذ هذا المخطط لبعض الوقت، حتي يتفادوا التقارب المصري الروسي والصيني من ناحية، وحتي تتحسن صورتهم امام شعوب المنطقة مرة أخري من ناحية أخري. حفظ الله مصر وحفظ الدول العربية كلها من شرور أمريكا واسرائيل وحلفائهما.