رحب سياسيون وخبراء أمنيون واستراتيجيون باستجابة قطر لمبادرة الرياض للصلح مع القاهرة وإعلانها الالتزام ببنود المصالحة ومن أهمها غلق قناة الجزيرة، وأشاروا إلى أن غلق الجزيرة مباشر ليس كل شىء والمطلوب اتفاق يضمن عدم تلاعب قطر. أكد اللواء أحمد عبدالحليم، الخبير فى الشئون السياسية والإستراتيجية، ضرورة عدم التسرع فى الحكم على نتائج المصالحة القطرية و الانتظار لما ستسفر عنه الأيام القادمة، وما ستفعله الدوحة من أجل إثبات حسن نواياها. وأشار عبدالحليم إلى أن قرار غلق قناة الجزيرة مباشر خطوة مبشرة، إلا أن هناك بنودا أخرى ينبغى الالتزام بها من أهمها وقف تمويل العناصر المنتمية للإخوان فى الداخل، وتسليم المطلوبين من قيادات الجماعة الهاربة للجهات الأمنية وشدد الخبير الاستراتيجى على ضرورة أن يتم إجبار قطر على توقيع إتفاقيات، تلزمها بعدم التراجع عن مواقفها، وتضمن عدم عدولها عن الإلتزام ببنود المصالحة لافتا إلى أهمية أن تتفق سياسة قطر مع سياسة الدول العربية الأخرى، وأن تتوقف الدوحة عن دعم وتمويل الجماعات الإرهابية ليس فى مصر فقط ولكن فى كل الدول العربية لتجد المصالحة طريقها إلى النجاح. من جانبه أشاد رمزى زقلمة، عضو الهيئة العليا بحزب الوفد بالدور الذى لعبته الرياض من أجل نجاح تلك المصالحة، وأشار إلى أهمية تخلى «الدوحة» عن دعمها للتحالف الشيطانى بينها وبين إيران، لزعزعة أمن واستقرار مصر، وتعود فى نفس الوقت إلى الانضمام إلى الاتحاد العربى ، مضيفا « الأيام القادمة وحدها هى التى ستكشف مدى استجابة وجدية قطر لبنود المصالحة، وهل ستعود إلى الصف العربى وتقدم ما يثبت حسن نواياها؟». وعلى نفس الصعيد يرى أحمد حسن، الأمين العام للحزب الناصرى، أن القضية ليست قضية مصالحة وحسب فعلى قطر أن تتعلم وتتعظ من الدرس الذى لقنته لها مصر، وأن تعى حجمها وقدرتها بالنسبة للوطن العربى قائلا « بغض النظر عن أموال قطر التى تستغلها فى تمويل العناصر الإرهابية فى مصر والدول العربية فإن حجمها لا يزيد على كونها برميل نفط متحركا فى العلاقات الدولية. واستطرد « المصالحة الحقيقية لن تتحقق إلا بمواقف وطنية وحقيقية تنحاز للوطن والدولة والعالم العربى وتمتنع عن دعمها للجماعات الإرهابية. وعن تقييمه لخطوة غلق قناة الجزيرة، أكد أمين الحزب الناصرى، أن غلق القناة ليس كل شىء ، فالجزيرة مصدر من مصادر الكذب والتحريض ضد مصر، لكن قطر لديها أسلوبا آخر بديلا من الممكن أن تتلاعب به وتظل تروج الأكاذيب. فيما حذر وليد صالح، أمين التنظم بحزب حراس الثورة المصرية من آلاعيب قطر ومخططاتها ضد مصر والعالم العربى، معتبرا الحديث عن المصالحة هو نوعا من المناورة والتكتيك رضوخا للضغوط التى مارستها السعودية والكويت عليها ودعا «صالح»، القيادة السياسية المصرية إلى التعاطى بحذر مع تلك الخطوة إلى أن تثبت الدوحة حسن نواياها، وهو ما ستسفر عنه الأيام القادمة لافتا إلى أن هذه الخطوة يجب أن يتبعها خطوات جادة على أرض الواقع من احترام لإرادة المصريين وإنهاء دعم الإرهاب ودعم جماعة الإخوان ومساندتها والاعتذار للشعب المصرى وتصحيح المواقف السابقة التى اتخذتها قطر.