أقامت الجمعية المصرية لأمراض الذكورة مؤتمرها السنوي الدولي ال25 تحت عنوان الاتجاهات الحديثة لطب وعلوم الذكورة بالاشتراك مع الأكاديمية الأوربية لطب الذكورة حضر المؤتمر عدد كبير من الأطباء من مصر والشرق الأوسط وأوروبا، ناقش المؤتمر حوالي 80 بحثاً تشمل كل المستجدات العالمية والطرق الحديثة في تشخيص وعلاج الاضطرابات الجنسية والضعف الجنسي وسرعة القذف والقذف المرتجع عند الرجال وأيضا تشخيص وعلاج تأخر الإنجاب عند الذكور والوسائل الحديثة لحدوث الحمل واستخدام الخلايا الجذعية في حالات العقم المستعصية عند الرجال والنساء، كما ناقش أيضا الأمراض التناسلية المعدية. أكد الدكتور احمد محمود سالم أستاذ أمراض الذكورة والأمراض الجلدية والتناسلية كلية طب جامعة القاهرة وسكرتير عام الجمعية المصرية لأمراض الذكورة أن الخصوبة والضعف الجنسي فى بعض الأحوال يكونان وجهين لعملة واحدة، فمن الممكن أن تكون شكوى مريض من ضعف الخصوبة بسبب الضعف الجنسي وأيضا الضعف الجنسى قد يرتبط بالخصوبة فقد نجد ان الرجل الذى يعاني ضعفاً جنسياً يصبح غير قادر على إتمام العلاقة الحميمة بشكل صحيح ويحدث من خلالها الحمل، وهنا يكون تأخر الحمل بسبب عوامل ميكانيكية. وهناك الضعف الجنسي الشائع عند الزوجين الذين يحسبون أيام التبويض عند الزوجة لحدوث الحمل ويهتمون بالعلاقة الحميمة فى هذه الفترة فيصيب الزوج ضعف انتصاب مؤقت لاستشعاره أنها عملية وظيفية الغرض منها الحمل فقط، فيكون للأدوية المساعدة لحدوث الانتصاب دور في مساعدة الزوج فى إتمام العلاقة الزوجية أيام التبويض، وهناك ضعف جنسي قد يصاب به الرجل حديث الزواج ويسمى (عنة ليلة الزفاف) ومن الممكن أن يمتد إلى شهور أو سنين لذلك من الأفضل أن يخضع المريض للعلاج المبكر بالأدوية الحديثة. و هناك بشرى مهمة لمرضى الضعف الجنسى الشديد الذي لا يستجيب للأدوية اذ أصبح يوجد بروتوكولات حديثة لرفع الاستجابة لأدوية الضعف الجنسي عند هؤلاء المرضى واستحداث وسائل تشخيصية متقدمة لتحديد الأسباب واختيار أفضل الطرق العلاجية لمريض الضعف الجنسي، كما احتلت الأبحاث الخاصة بهرمون الذكورة عند الرجال أهمية كبيرة لوجود أبحاث تؤكد أن هذا الهرمون يقل عند بعض الرجال فوق ال45 عاما مما يسبب قلة الرغبة والضعف الجنسي وأعراضاً أخرى مثل ترقق العظام وزيادة الوزن. وأضاف الدكتور أحمد سالم أن اضطرابات الهرمونات وخاصة هرمون البرولاكتين وهو هرمون محوري عند الذكور يتم إفرازه عن طريق الغدة النخامية بمقدار ضئيل، وهو له دور كبير في تجهيز بعض الخلايا والمستقبلات في الخصية لعمل الهرمونات الأخرى التي تساعد على إنتاج الحيوانات المنوية وهرمون الذكورة، لذلك الاضطراب في هذا الهرمون يكون له تأثير على القدرة الجنسية بدءاً من فقدان الرغبة انتهاء الى الضعف الجنسي الكامل وقد يصاحب ارتفاع هرمون البرولاكتين تضخم في الثديين عند الرجال وقد يصاحب هذا الارتفاع في الهرمون الشكوى من عدم القدرة على الانجاب واضطرابات في الخصوبة مما يؤخر الانجاب، هذا الهرمون عند ارتفاعه له تأثير سلبى على افراز هرموني (LH وFSH) المسئولين عن الخصوبة وفي مثل هذه الحالات يكون للعقاقير الحديثة التي تستخدم في علاج ارتفاع هرمون البرولاكتين دور كبير في الحفاظ على القدرة الجنسية بل واستعادتها وكذلك زيادة الخصوبة الإنجابية، وعندما تكون هناك حالات مشتركة في اضطراب الهرمون والضعف الجنسي لابد من استخدام أدوية اضطراب الهرمون وأدوية الضعف الجنسي. و ارتفاع هرمون البرولاكتين قد يرجع إلى وجود أورام فى الغدة النخامية أو أمراض الكبد والكلى واستخدام بعض العقاقير. ومن ناحية أخرى أوضح الدكتور يحيى وفا أستاذ ورئيس أقسام أمراض النساء كلية طب الأزهر أن زيادة هرمون البرولاكتين يؤثر على كفاءة التبويض حتى في السيدات اللاتي تكون لديهن الدورة الشهرية منتظمة فارتفاعه يجعل التبويض معيباً أي تكون مواصفات البويضة سيئة وبالتالي تصبح غير قابلة للإخصاب أو تؤثر زيادته على جسم الأصفر في المبيض وهو المسئول عن إنتاج هرمون (البروجسترون) المسئول عن استمرارية الحمل. زيادة هرمون البرولاكتين قد تجعل الجنين لا يجد البيئة المناسبة لينمو داخل الرحم، وعلى العكس فإن نقص هرمون البرولاكتين في الجسم يعطى استمرارية للحمل. وأضاف الدكتور يحيى وفا أن ارتفاع هرمون برولاكتين له تأثيرات مؤثرة على الرغبة الجنسية عند المرأة وبالتالي يؤثر على حدوث الحمل بطريقة غير مباشرة وأسباب زيادته كثيرة أهمها أورام الغدة النخامية وأيضا استخدام أدوية الاكتئاب والأدوية المهدئة وبعض أدوية علاج القولون، وأيضا زيادة الوزن والضغوط النفسية وزيادة ساعات النوم. و عن الأعراض والآثار الجانبية لارتفاع هرمون البرولاكتين على المرأة قال الدكتور وفا: ان المرأة تشعر بثقل فى الثديين أو نزول سائل أو لبن عند الضغط على حلمة الثدى وقد تتأثر الرغبة الجنسية وهذه أهم الأعراض شيوعاً أما عندما يكون الهرمون عالياً بنسبة كبيرة فيؤدي الى اضطراب الدورة الشهرية وقد يمنع حدوث حمل، لذلك نقيس مستوى الهرمون بالدم أكثر من مرة لتحديد درجة ارتفاعه، وقد يتطلب عمل آشعة مقطعية على المخ لاستبعاد وجود ورم بالغدة النخامية واكتشاف زيادة الهرمون يأتي عن طريق الفحص الذاتي للثدى بالضغط على حلمة الثدى وعند نزول سائل أو لبن يكون مؤشراً لزيادة الهرمون اضطراب في الدورة الشهرية أو تأخر في الإنجاب لابد من قياس مستوى الهرمون عن طريق تحليل بسيط ورخيص ليحدد نسبة الارتفاع من عدمه ولابد أن يكون هذا التحليل مع الكشف الدورى لأى امرأة. وعلاج ارتفاع هرمون البرولاكتين بسيط وسهل ويتحدد على حسب نسبة الارتفاع التي يحددها التحليل الخاص بذلك، وهناك أجيال كثيرة من الأدوية منهما الجيل القديم وكان يسبب أعراضاً جانبية شديدة ويجعل السيدة تتوقف بسبب شدة أعراضه الجانبية وهناك أجيال جديدة من الأدوية تعطى بجرعة بسيطة وتأثيرها سريع وبدون أعراض جانبية حادة، ومدة تعاطى الدواء تحدد بناءً على سبب ارتفاع الهرمون.