بقلم: مهندس/ إبراهيم تاج الدين يس شاع شعار «الدين لله والوطن للجميع»!! وعندما أطلق هذا الشعار كان المقصود منه «الدين لله» أي أن حرية العقيدة مصونة لكل المصريين وأنها مرعية من الدولة ولا اعتداء عليها.. «الوطن للجميع» أي المساواة في الحقوق والواجبات وأمام القانون لكل الناس علي أرض مصر بصرف النظر عن الدين والجنس والشعار بهذا المفهوم هو مقبول ومحترم من الجميع، ولكنه «حوّر» لغرض ما بواسطة من أطلقوا علي أنفسهم «العلمانيين»؟! وشعار: «اعط ما لقيصر لقيصر وما لله لله». كما أطلق علي الدعوة «خطاب ديني»: ثم قالوا: «تجديد الخطاب الديني» وكان المقصود بذلك محاربة الدعوة أصلا. إنه مكر الليل والنهار؟ وأصبح القصد من وراء رفع تلك الشعارات إنما هو المحاولة الدائبة لإقصاء الدين عن السياسة تحت مقولة «لا سياسة في الدين ولا دين في السياسة» أي الفصل التام بين «الدين والدولة» ذلك الاتجاه الذي أجمع علماء الأمة المصرية والإسلامية علي خطئه ومن ثم رفضه علي أساس أن الدين إنما أنزله الله سبحانه وتعالي لينظم حياة الإنسان علي الأرض التي سخرها له.. فإذا ما تم إقصاؤه واختصاره في «العبادات» فقط؟! فماذا يتبقي لنا من القرآن الكريم للعمل به لتستقيم حركة الناس في حياتهم؟! ذلك لأن الإسلام عقيدة وشريعة «إنما يدعوكم لما يحييكم» (صدق الله العظيم) حياة الحرية والكرامة والأمن والرخاء والنماء.. لو طبقت آية واحدة - والقرآن يؤخذ ككل - لصلحت لكي تكون مصدرا ومرجعا لدستور كامل للأمة المصرية والإسلامية كلها.. بسم الله الرحمن الرحيم «إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربي وينهي عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظك لعلكم تذكرون» (صدق الله العظيم). نعم الدين لنا وليس لله ولكنه من نعم الله علي الناس، وليس لقيصر أي شيء؟! من أعطي لقيصر هذا الحق؟! لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، وعندما يكلم المسلم فينا خطورة ترديد تلك الشعارات: الدين لله والوطن للجميع!! اعط ما لقيصر لقيصر وما لله لله!! وهو لا يدري أن هذا والعياذ بالله «شرك» لمساواة قيصر مع الله فساعدتها سوف يمحو من دماغه هذه العبارة وتلك الشعارات؟!. أيحب أي مسلم فينا مهما بلغت درجة إيمانه وهذا شيء بين العبد وربه أن يجعل لله شركاء فيمن خلقهم؟! «قيصر»؟! ومن بعد.. نحن كلنا علي يقين بأن من يسمون أنفسهم «علمانيين» من مسلمي مصر والعالم العربي أن يربأوا بأنفسهم أن يرددوا تلك الشعارات بعد الآن. ماذا حدث لقياصرة الظلم والقهر علي مدار التاريخ؟! واليوم في مصرنا الغالية أين قياصرة ما قبل 25 يناير؟! كلنا نعلم ما حدث لقياصرة مصر؟ يا من زلتم ترددون تلك الشعارات الجوفاء!! ولنتدبر معا الآية الكريمة: بسم الله الرحمن الرحيم «تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير إنك علي كل شيء قدير» (صدق الله العظيم). هذه الآية الكريمة رددها المصريون كلهم بعدما رأوه بعد ثورة 25 يناير، فلا وجود لقيصر إلا بإذن الله ولانهاية لحاكم إلا بإذن الله أيصح بعد هذا أن نردد «اعط ما لقيصر لقيص .. وما لله لله»!! حرام وعيب ألا أنتم منتهون؟! أما عن شعار «الدين لله والوطن للجميع» الدينا لنا وليس لله ولكنه من عند الله وما لله علينا هو «العبادة».. هو «الطاعة» هو الإيمان بأن الحاكمة لله وحده وإعمال شهادة: أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله. الدين لنا أرسل أنبياءه تترا ختاما بسيد خلق الله رسول الله محمد عليه الصلاة والسلام.. بسم الله الرحمن الرحيم «ربنا وابعث فيهم رسولا منهم يتلو عليهم آياتك ويعلمهم الكتاب والحكمة ويزكيهم إنك أنت العزيزالحكيم» (صدق الله العظيم).. وتلك كانت دعوة سيدنا إبراهيم عليه الصلاة والسلام لأمة محمد وهو يرفع القواعد من البيت مع ابنه اسماعيل عليهم الصلاة والسلام فاستجاب الله تعالي لدعواه، بسم الله الرحمن الرحيم «كما أرسلنا فيكم رسولا منكم يتلو عليكم آياتنا ويزكيكم ويعلمكم الكتاب والحكمة ويعلمكم ما لم تكونوا تعلمون» (صدق الله العظيم). فالرسول عليه الصلاة والسلام بُعث مُعلما.. مُعلما الناس أن الحاكمية لله وحده في قرآن يتلي الي يوم الساعة. أخي الكريم لنتدبر معا أخي المسلم النص الصريح في القرآن الكريم علي أن «الدين لنا» أنزله الله لنا لنحكم به.. بسم الله الرحمن الرحيم «وأنزلنا إليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه من الكتاب ومهيمنا عليه فاحكم بينهم بما أنزل الله ولا تتبع أهواءهم عما جاءك من الحق لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا ولو شاء الله لجعلكم أمة واحدة ولكن ليبلوكم فيما آتاكم فاستبقوا الخيرات الي الله مرجعكم جميعا فينبئكم بما كنتم فيه تختلفون» (صدق الله العظيم) المائدة 48. الآية.. يقول تعالي: جعلنا لكل أمة شرعة وهي الطريقة الواضحة تعلمون بها أي تحكموا بها في كل أموركم وأحوالكم ومعيشتكم وهذا أمر صريح من الله تعالي للعمل بما في القرآن الكريم ويؤكد لنا علي أن هذا هو الخير كل الخير لمن يطبق شرع الله في الدنيا وفي الآخرة فهذا هو استباق الخيرات التي أوصانا بها الله تعالي. ويقول تعالي: بسم الله الرحمن الرحيم «شرع لكم من الدين ما وصي به نوحا والذي أوحينا إليك وماوصينا به إبراهيم وموسي وعيسي أنأقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه كبر علي المشركين ما تدعوهم إليه الله يجتبي إليه من يشاء ويهدي إليه من ينيب» (صدق الله العظيم) الشوري 13. الآية شرع لكم من الدين «شرع لنا»، «الدينا لنا» وليس لله ولكن من عند الله «لنا» ثم يبين سبحانه وتعالي أن هناك من سيأتي ليستنكر هذه الدعوة ويدعو بمخالفتها «كبر علي المشركين ماتدعوهم إليه». أليس هذا ما يحدث الآن من رفع شعار «الدين لله والوطن للجميع»؟! وإنكار أن الإسلام دين ودولة ومرددا لا سياسة في الدين ولا دين في السياسة فلا عجب؟! كما ذكرنا أول المقال احذر أيها المسلم أن تردد تلك الشعارات وأنت لا تدرك ما وراءها فتقع في المحظور لا قدر الله. ثم ما حكاية اختلاط الخطاب السياسي بالخطاب الديني؟! ذلك فقد أطلق علي «الدعوة» بمعني إعمال الدين وتطبيق شرع الله تعالي.. خطابا دينيا! وأنه اختلط بالسياسة!! ذلك ومن أخطر المصطلحات التي أطلقت وتستخدم بكثرة في مصرالمسلمة هولفظ «الخطاب الديني» حيث كان من الواجب أن يسمي الأمور مسمياتها ولكن بغرض ما أطلق علي الدعوة لفظ الخطاب الديني ثم حرموا الخطاب الديني كما حرموا مقولة «الإسلام هو الحل» وسموه شعارا!! شعارا كان يعاقب عليه في عصر ما قبل ثورة 25 يناير؟! مع أن الإسلام هو الحل هو دعوة للصلاح ودعوة الي العمل بما شرع الله لنا من دين ودعوة الي مكارم الأخلاق كما علمنا رسول الله صلي الله عليه وسلم «إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق».. (صدق رسول الله) ويقول الله تعالي مخاطبا رسوله الكريم: «وإنك لعلي خلق عظيم» (صدق الله العظيم). تصور معي أخي المؤمن أمة بلا أخلاق!! ل نتكون هناك أمة علي المدي القريب أو البعيد!! وكم أهلك الله تعالي من أمم عتت عن أمر ربها والعياذ بالله، يصف الله تعالي من لا يتبع ما شرعه الله لنا من الدين بالظالم ويعده بعذاب أليم.. بسم الله الرحمن الرحيم «أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله ولولا كلمة الفصل لقضي بينهم وإن الظالمين لهم عذاب أليم» صدق الله العظيم (الشوري 21). ومع ذلك نجد من يقول إن الدولة تنهار اذا اختلطت السياسة بالدين، حسبنا الله ونعم الوكيل. إن انهيار الأمم في القرآن الكريم حدده وبينه الله تعالي لنا هكذا: بسم الله الرحمن الرحيم «وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميرا» صدق الله العظيم. فهذا هو شكل انهيار الأمم وتدميرها كما بينه الله لنا في كتاب يتلي الي يوم الساعة. انهيار الأمة إنما يحدث حال ابتعادنا عن تطبيق شريعة الله وليس عندما نطبق شريعة الله؟! بسم الله الرحمن الرحيم «واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة واعلموا أن الله شديد العقاب» صدق الله العظيم. عيب ترديد شعار الدين لله والوطن للجميع وعيب ترديد لا سياسة في الدين ولا دين في السياسة وعيب ترديد شعار اعط ما لله لله وما لقيصر لقيصر!! ألا أنتم منتهون؟!