واصلت جماعة الإخوان، وحلفاؤها من الداخل والخارج، محاولاتهم البائسة والفاشلة، فى ترويج الأكاذيب عن النظام القائم فى مصر، وتصويره أمام العالم الخارجي بسلبيات كاذبة. التي كانت محطتها الأخيرة ما أذاعته بعض القنوات الفضائية والمواقع الإلكترونية التابعة لجماعة الإخوان الإرهابية، من أحاديث هاتفية ملفقة باستخدام تقنيات حديثة، ونسبها زوراً إلى شخصيات عامة وقيادات بالدولة، وبثها عبر شبكة الانترنت بغرض إحداث بلبلة وزعزعة أمن المجتمع. جاء ذلك فى الوقت الذى عقبت النيابة العامة عليها، بفتح تحقيق موسع فيها، مؤكدة أنها رصدت أن جماعة الإخوان الإرهابية تستخدم أذرعاً إعلامية مدعومة من بعض الجهات الخارجية، تمثلت في قنوات فضائية مغرضة ومواقع إلكترونية مشبوهة، وأنها دأبت في الآونة الأخيرة على اصطناع مشاهد مصورة وتلفيق أحاديث هاتفية باستخدام تقنيات تكنولوجية، نتيجة اليأس الذي أصاب محرضيها ورغبتهم في انتهاز الفرض للتأثير على القضاة الذين ينظرون الدعاوى الجنائية المهمة ضد عناصر الجماعة الإرهابية في وقت دقيق تشهده البلاد". فى البداية قال اللواء ناجي شهود، مساعد مدير المخابرات الحربية الأسبق، إن جماعة الإخوان وأجهزة من المخابرات المعادية لمصر هي التي قامت "بفبركة" التسريبات والمكالمات والتسجيلات الصوتية، مؤكدا أن عملية الفبركة للمكالمات تمت بمهارة عالية جدا، مشيرا إلى أن الإخوان لجأت لهذا الأسلوب حتى يحمي النفس الأخير للجماعة كي يعطهم "قبلة" الحياة للتنظيم. وأضاف مساعد مدير المخابرات الحربية الأسبق، "للوفد" إلى أن هناك أذرعا إعلامية مدعومة وتلفيق أصوات وأحداث ومشاهد الهدف منها التأثير على القضاء، مضيفا أننا لابد الرد على هذا العمل الخسيس حتى يوضح للمواطنين الحقيقة وراء هذه التسجيلات "المفبركة". واختلف معه اللواء محمود منصور، الخبير الإستراتيجى، مؤكدا على أنه لا يستطيع أكبر جهاز مخابرات فى العالم، أن يقوم بالتنصت على قيادات الجيش المصرى، ولكنه يستطيع فبركة الأصوات، بالتقنيات التكنولوجية الحديثة قائلا: "صعب على أجهزة المخابرات التنصت على قيادات الجيش المصرى والتسجيلات تم فبركتها". سرد منصور رؤيته للتسجيلات المسربة، الذى أكد على فبركتها من حيث المبدأ، مؤكدًا على أنه من واقع خبرته فى مجال المخابرات، فإن التسجيل خالٍ من الشوشرة التي توجد فى وسائل التنصت، وظهور آذان أثناء التسجيل يؤكد إتمامها خارج المكاتب العسكرية، إضافة إلى التواصل مع قيادات الدولة من المؤسسة العسكرية يتم فى إطار شبكة اتصالات موحدة، وليس وسائل الاتصال من شبكات فودافون وموبينيل واتصالات. ولفت منصور إلى أن هذه الأكاذيب لها هدف واحد فقط، وهو النيل من سمعة مصر، والسعي نحو تحقيق أهداف تنظيم الإخوان، من العودة للحكم مرة أخرى، وهذا لم ولن يحدث إطلاقا. أكد اللواء سيد هاشم، المدعى العام العسكري السابق، ضرورة انتظار التحقيقات التي تجرى من النيابة العامة فى هذه التسريبات، خاصة أن مضمونها له تأثير سلبي على مجريات الأحداث فى الشارع المصري، إضافة إلى أن هيئة دفاع الرئيس المعزول، استغلت هذه التسريبات وضمتها لقضية التخابر فى جلسة اليوم. أكد هاشم "للوفد": "كان من الأولى لقيادة الجيش عقب ثورة 30 يونيو الالتزام بالإجراءات القانونية الخاصة بالاحتجاز للرئيس المعزول"، مؤكدا أنه يفضل الانتظار لنتائج التحقيقات التى تجريها النيابة العامة، لأن القضية أمن قومى للبلاد، وحتى لا يتم توجيه التهم جزافا لأشخاص بعينهم، ولكن فى الأساس جماعة الإخوان استغلتها لمصالح شخصية وواصلت الترويج والكذب عن الوضع فى مصر. قال الدكتور أحمد دراج، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن التسريبات الأخيرة لعدد من قيادات الدولة هو عمل مخابراتي بدرجة كبيرة، خصوصاً أن أمريكا تملك التكنولوجية الحديثة وعلى رأسها قناة الجزيرة التي تبنت بث فيديوهات مفبركة باستخدام هذه التكنولوجية الحديثة، لافتا إلى انها تسعى إلى تنفيذ مخطط تقسيم الشرق الأوسط وتفتيت الجيش المصري بمعاونة الجماعة الإرهابية. وأضاف دراج ل"الوفد": "الجماعة الإرهابية تمتلك إمكانات مالية مهولة تمكنهم من فبركة هذه التسريبات ولكن هناك أطرافاً أخرى تعاون الجماعة الإرهابية، مشيرا إلى أن هذه التسريبات ليس عملاً عشوائياً وكانت عالية الجودة وهذا دليل على تركيبها وفبركتها باستخدام التكنولوجيا الحديثة". أكد أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة أن الهدف الحقيقي من هذه التسريبات هو بث الإشاعات والتشكيك في قيادات الجيش والشرطة من اجل تنفيذ مخطط تقسيم الشرق، مطالباً جميع المصريين ألا يقعوا في هذا الفخ الذي نصبته المخابرات الأمريكية. قال المتحدث باسم حزب الدستور، خالد داود: "التسريبات الأخيرة لقيادات بالدولة، تدل على اختراق لأجهزة الدولة ومؤسسات سيادية، وأن السلطات المصرية فى مأزق حقيقى تجاه التسريبات.