كلما حلت ذكرى اليوم الوطني لدولة الامارات العربية المتحدة.. في مثل هذه الأيام من كل عام.. تطالعنا على الفور الصورة المضيئة المشرفة للقائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان.. طيب الله ثراه.. وأكرم مثواه.. هذا الفارس العروبي الوحدوي المقدام.. الذي انطلق قبل نيف وأربعين عاماً.. يعلن تأسيس وقيام أول دولة عربية موحدة شماء.. وطيدة الأركان.. متينة البنيان.. سداها ولحمتها التناغم والتلاحم والمودة والإخاء.. وكالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضاً صارت الكيانات السبعة كيانا واحداً.. دولة فتية قوية.. ملء السمع والبصر.. ذات رونق وبهاء.. وعكف القائد البالي ومعه شعبه - الذي التف حوله وتعلق به وأحبه - على وضع الدولة الموحدة المجيدة على طريق التقدم والنهضة.. مع القفزات الحضارية السديدة.. وسرعان ما قدمت الدولة - بقيادته - أعلى معدلات التنمية والتشييد والتعمير والبناء، مع الاستقرار والسكينة والأمن والرخاء.. وفي غضون سنوات معدودات احتلت دولة الامارات العربية المتحدة مكانة مرموقة في الجماعة الدولية يشار لها بالبنان.. وأصبح لها حضورها القوي في المحافل الدولية.. وفي كل مكان.. وسار الخبر حيث كان يسير «زايد الخير».. وتحولت الصحراء الجرداء.. الى بساتين خضراء وحدائق غناء.. وحمل «زايد الخير» هموم أمته العربية.. تماماً كما كان يحمل هموم دولته المجيدة الفتية.. وحظيت مصر الكنانة.. بقدر كبير من عنايته ورعايته واهتمامه.. ومودته ومحبته وحنانه.. وبادله شعب مصر حبا بحب.. وسكن زايد قلوب شعب مصر.. واستقر في ضميره ووجدانه.. وكانت مواقف «زايد الخير» مع مصر وشعبها.. مواقف مبهرة ومتتالية.. تستعصي على الحصر ويعجز عنها البيان.. وأبداً.. أبداً.. لن ينسى المصريون.. موقفه الرائع معهم وهم يخوضون حرب السادس من أكتوبر المجيدة.. حين أعلن أن قطرة دم واحدة من جندي مصري هى أغلى من كل بترول العالم».. ثم رفضه القاطع لمقاطعة مصر بعد توقيع اتفاقية السلام.. وقوله المأثور وهو يوصي أبناءه بمصر.. «إن مصر من دون العرب قد تضار بعض الشىء، ولكن العرب دون مصر سوف يضارون حتى النخاع».. وتوالت الأيادي البيضاء لزايد الخير على مصر الكنانة وشعبها في السراء والضراء.. ضارباً المثل الأعلى.. والنموذج الأسمى في الإيثار والكرم والجود.. والبذل والعطاء وعلى نهج زايد الخير والوفاء.. سار أبناؤه.. البررة النبلاء.. خير خلف لأعظم سلف.. يتقدمهم الشيخ خليفة.. رئيس الدولة، وولي عهده الفريق أول الشيخ محمد وأخوته الكرام الأجلاء.. وآل مكتوم النجباء الأوفياء.. الذين أحبوا مصر كما أحبها الوالد الراحل العظيم، وما أن اندلعت ثورة شعب مصر في 30 يونية.. حتى خف رئيس دولة الامارات الشقيقة سمو الشيخ خليفة معلنا بناصرته.. ودعمه وتأييده ومساندته لمصر وشعبها.. واقترن القول منه بصالح العمل.. فكان الدعم - فورياً - اقتصادياً وعينياً.. مادياً ومعنوياً.. ودبلوماسياً.. وإقليمياً ودولياً.. دعماً مطلقاً دون سقف أو حدود.. وكان هذا الموقف التاريخي المشهود لدولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة بقيادة الشيخ خليفة.. امتداداً للموقف التاريخي غير المسبوق.. للقائد الراحل العظيم.. الشيخ زايد.. طيب الله ثراه.. ولسوف تظل دولة الامارات العربية المتحدة.. قيادتها الرشيدة وشعبها الوفي الأبي قرة لعيون الامة العربية بعامة.. وجمهورية مصر العربية بخاصة. ولسوف تظل مواقفها التاريخية المبهرة.. الآنية والمستمرة.. مناصرة مؤازرة ودعماً ومساندة لمصر وشعبها.. أنشودة مودة ومحبة وتناغم وتلاحم تتناقلها الأجيال وتشدو بها الركبان.. ولسوف تظل مصر.. تكن لدولة الامارات العربية المتحدة.. قيادتها وشعبها أصدق معاني الشكر والثناء والامتنان.. وأسمى مشاعر الحب والوفاء والعرفان. وأن شعب مصر الكنانة.. عن بكرة أبيه.. يشارك دولة الامارات العربية المتحدة الشقيقة - قياداتها وشعبها - احتفالها باليوم الوطني.. فهو ليس عيداً لها وحدها.. وإنما هو أيضاً عيد لمصر الكنانة الأبية الوفية الغراء.. وهو يوم عرس العروبة جمعاء. رئيس رابطة محبي دولة الإمارات.. بمصر رئيس محكمة الاستئناف العليا الأسبق