علامات دهشة وتعجب أثارها الظهور المفاجئ للناشط وائل غنيم مرة أخرى بالتزامن مع عودة محمد البرادعي المستشار السابق لرئيس الجمهورية, لوسائل الإعلام والإدلاء بتصريحات مناهضة للنظام الحالى خاصة قبل التظاهرات التي أعلنت عنها جماعة الإخوان يوم 28 نوفمبر الجاري. انتقد غنيم الأوضاع الداخلية فى مصر قائلاً «إن مصر ليست في الوضع الذي كنا نطمح إليه، والأمر في غاية التعقيد، هناك أمر واحد توصلت إليه وهو أن التغيير سيحدث بالتدريج وأن الثورة مستمرة، وأن هناك شيئاً مهماً يجب أن يستمر هو أنه يتعين علينا أن نناضل من أجل القيم»، مضيفا «في السجن أدركت أنه لا يهم حقا كم سنة أعيش أو الأماكن التي أذهب إليها، وما يهم حقا هو القيم التي تعيش من أجلها.. أدركت أن التغيير سيكون تدريجيًا وأن الثورات مستمرة». أما الدكتور محمد البرادعى، مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ونائب رئيس الجمهورية السابق، فكان أقل حدة فى نقده للأوضاع فى محاضرة في منتدى جون كينيدي، الذي ينظمه معهد السياسة التابع لكلية كينيدي للإدارة الحكومية، حيث قال إن مصر تحتاج إلى العدالة الانتقالية ونهج شامل، لافتا إلى أن الديمقراطية تعنى بناء المؤسسات، وهى ليست قهوة سريعة التحضير. وأشار البرادعى إلى أن مصر كانت على شفا حرب أهلية قبل 30 يونية. وتبارى أعضاء جماعة الإخوان فى الاستشهاد بآرائهما، فأشاد محمد محسوب، وزير الدولة لشئون المجالس النيابية الأسبق، فى حكومة مرسى بانتقاد الدكتور محمد البرادعي، وغنيم للأوضاع الداخلية الحالية فى مصر، وأكد فى تصريحات إعلامية له أن تلك الآراء توحى بالأمل، وتبشر بأن الأصوات المنادية بالديمقراطية ستتعالى الفترة المقبلة. وأشار «محسوب» إلى أن تصريحات البرادعى ليست دعوة لتأجيل الديمقراطية، بل إنها دعوة صريحة إليها. ويتساءل الشيخ السياسى: ما سر الظهور المفاجئ لهما بعد غياب أكثر من عام، وهل هناك أى ارتباط بين عودتهم وانتفاضة السجون أو ما يسمى بالثورة الإسلامية الجمعة المقبلة؟ أحمد مشهور، عضو الهيئة العليا فى الوفد، يرى أن عدم الشفافية فى تعامل النظام مع القضايا، تجعل كثير من الأمور والقضايا غامضة وملتبسة، معبراً عن دهشته بتلك التصريحات المفاجئة من البرادعى وغنيم، والتى تنال من الأوضاع الداخلية فى البلاد وتنتقدها. واستبعد «مشهور» أن تكون عودتهما للظهور محض صدفة، مشيراً إلى وجود علاقة وثيقة بين تلك الانتقادات وبين المظاهرات التى تعدها جماعة الإخوان المسلمين الأيام المقبلة، مؤكداً أن الجهات المعنية وحدها هى القادرة على توضيح السر، مشدداً على ضرورة الشفافية فى التعامل مع القضايا المختلفة، وتوضيح حقيقة ما يدور للرأى العام. وغيرها من التساؤلات التى تدور فى خلد المواطن ولا يجد من يهديه إلى الطريق الصحيح. الناشطة الحقوقية داليا زيادة حذرت من الظهور المفاجئ للبرادعي وغنيم وأكدت أن ذلك ضمن مخطط وأجندة، مؤكدة أن هناك علامات استفهام كثيرة حول ظهور غنيم في هذا التوقيت، وربطت بين ذلك الظهور ودعوات الجبهة السلفية للتظاهر يوم 28 نوفمبر الجاري، ودعوات البعض للقيام بثورة جديدة في ذكرى ثورة 25 يناير. وانتقدت «زيادة» حديث غنيم عن أنه مستعد أن يفقد حياته في سبيل الدفاع عن القيم التي يؤمن بها لأن تلك التصريحات توحي للغرب بأن النظام المصري يقمع الشباب، ولا يجعلهم يعبرون عن رأيهم، وكشفت عن وجود معلومات لديها تؤكد أن الدكتور محمد البرادعي، نائب رئيس الجمهورية الأسبق، ووائل غنيم، سيعودان إلى مصر قبل ذكرى ثورة 25 يناير، بصحبة وفود من المنظمات الأجنبية التي تؤيدهم وأوضحت الناشطة السياسية أن الدعوات التصعيدية لا تستهدف 28 نوفمبر الجاري بقدر استهدافها للتصعيد في 25 يناير القادم، لإعادة إحياء الثورة التي تحدث عنها كل من وائل غنيم ومحمد البرادعي. «كيف لهم أن يحكموا على الأوضاع الداخلية فى مصر، وهم ينعمون برغد الحياة فى الخارج ولا يعلمون قدر التحديات الداخلية والخارجية التى تعانى منها مصر؟..سؤال طرحه محمد أبو العلا، رئيس الحزب الناصرى، ردا على العودة المفاجئة لغنيم والبرادعى إلى شاشات الإعلام. وأكد أبو العلا أن تصريحاتهما تعكس رغبتهما فى تقليب المواطنين ضد النظام فى ظل دعوات التظاهر العنيفة التى يستعد لها أنصار جماعة الإخوان المسلمين، مؤكداً أن الحديث عن ثورة ثالثة محض وهم لن يتحقق على أرض الواقع لأن الشعب انتخب رئيسه ومصر على وش استكمال الاستحقاق الثالث والأخير من خارطة الطريق وهو الانتخابات البرلمانية. ووصف انتقاداتهم بكلام «صبية» وافتراءات ليس لها أى جذور فى الواقع، وأكد أنهم غير مدركين تماما لحجم التحديات الداخلية والخارجية التى يتعرض لها النظام المصرى فى ظل تصاعد العمليات الإرهابية التى تهدف إلى زعزعة أمن البلاد واستقرارها. وأشار إلى أهمية تجاهل تصريحاتهم لأنهم تخلوا عن الوطن وهو فى أمس الحاجة إليهم ولا يحق لهم العودة الآن ويتحدثون عن مشاكله.