صرح السفير هشام بدر، مساعد وزير الخارجية للشئون متعددة الأطراف والأمن الدولي، بأن ورشة العمل التى نظمتها وزارة الخارجية بالتعاون مع الأممالمتحدة يومي 24 و25 نوفمبر الجاري بالقاهرة حول تعزيز البُعد الإقليمى لأنشطة بناء السلام، خاصة في إفريقيا، قد شهدت مشاركة رفيعة المستوى من عدد من كبار المسئولين الدوليين. جاء على رأس المشاركين مساعد السكرتير العام للأمم المتحدة لدعم بناء السلام ورئيس لجنة بناء السلام، وعدد من المندوبين الدائمين للدول الإفريقية فى نيويورك وأديس أبابا، فضلًا عن مشاركة عدد من المانحين الدوليين الداعمين لجهود بناء السلام والتنمية في الدول الخارجة من النزاعات مثل البنك الدولى وبرنامج الأممالمتحدة للتنمية وبنك التنمية الإفريقى، ومشاركة واسعة من السفراء الأجانب المعتمدين في القاهرة. توصلت الورشة إلى نتائج مهمة سيتم رفعها إلى أجهزة الأممالمتحدة والاتحاد الإفريقي المعنية خاصة أنها تعزز من دور إفريقيًا على الساحة الدولية ومشاركتها في جهود بناء السلام في الأممالمتحدة. وأضاف السفير هشام بدر أن ورشة العمل المذكورة جاءت في إطار حرص مصر والدبلوماسية المصرية على إعلاء الصوت الإفريقي في المحافل الدولية وآليات الأممالمتحدة، وذلك في ضوء حرص مصر على مساندة الدول الإفريقية الشقيقة وخدمة قضايا صون السلم والأمن والتسوية السلمية للمنازعات في القارة. كما يأتي انعقاد هذه الورشة ضمن الجهود المستمرة التي تبذلها مصر في إطار التزاماتها تجاه حفظ السلم والأمن الدوليين والتسوية السلمية للمنازعات، وكذلك في إطار حملة الترشح المصري للعضوية غير الدائمة لمجلس الأمن للفترة 2016-2017، حيث ستعمل مصر على الدفع بالبعد الإقليمي لإفريقيا خلال فترة عضويتها في المجلس فيما يتعلق بالأنشطة المتصلة بحفظ وبناء السلام، فضلًا عن تعزيز مشاركة الدول الإفريقية في عملية صنع القرار داخل المجلس. وأوضح السفير هشام بدر أن انعقاد الورشة يأتي كذلك في سياق ما تحظى به مسألة بناء القدرات الإفريقية للسلم والأمن، بما فيها المُتعلقة ببناء السلام في مرحلة ما بعد النزاعات من أولوية متقدمة على أجندة الاهتمامات المصرية، لذا ارتأت وزارة الخارجية المصرية تنظيم هذه الورشة لإثراء المناقشات الدولية في مجال بناء السلام والوقاية من النزاعات، وأهمية الاستفادة من التجارب الإفريقية في الأممالمتحدة والبناء على ما اكتسبته القارة من خبرة ثرية وعلمية من واقع تجاربها الحقيقية في أنشطة بناء السلام، وأكد فى هذا السياق أنه قد حان الوقت لأن يُصغي المجتمع الدولي لصوت ورؤية إفريقيا فى أنشطة بناء السلام بدلًا من فرض أطروحات نظرية لا تتماشى مع الظروف الوطنية والمراحل التنموية للدول الإفريقية، وفى ضوء الملكية الوطنية لأنشطة بناء السلام. كما تطرق السفير هشام بدر إلى الجهود التى تبذلها مصر فى مجالات بناء السلام فى إفريقيا، مبرزًا فى هذا الإطار أن مصر كانت فى مُقدمة الدول الداعمة لسياسة الاتحاد الإفريقي لإعادة الإعمار والتنمية بدول ما بعد النزاع منذ إقرارها عام 2006، وكذلك دعم وتفعيل مُبادرة التضامن الإفريقي التي تم تدشينها فى 2012 لمساعدة الدول الإفريقية الخارجة من النزاعات. وذلك فى إطار حرص مصر على تقديم الخبرات اللازمة لبناء قدرات شقيقاتها الأفارقة، خاصة الخارجة من النزاعات. وأكد السفير هشام بدر أن تلك الورشة تعكس حرص مصر على تأكيد الملكية الإفريقية وإعلاء صوت إفريقيا تجاه سبل تحقيق السلم والأمن في القارة، وستعمل مصر من هذا المنطلق على الدفع بالرؤية الإفريقية فى إطار المراجعة المُقررة لهيكل بناء السلام فى عام 2015، وبما يُعزز من انخراط مصر فى قضايا إفريقيا.