من المعروف أن المجنون عادة يعتقد في قرارة نفسه، انه هو العاقل ومن هم حوله جميعا من المجانين. نفس الشيء بالنسبة للإرهابي، فالإرهابي ايضا يعتقد في قرارة نفسه أنه هو المسلم الوحيد وكل من ليسوا علي فكره وعقيدته ومذهبه من الكفار. وكما ان المجانين صنفان، فالإرهابيون أيضا نوعان. المجانين منها صنف مسالم منطو علي نفسه، وهذا الصنف لا يلجأ للعنف في الغالب، ويقضي حياته وحيدا دون ان يحاول إيذاء أحد ممن حوله، وهناك صنف آخر إيجابي، هذا الصنف عنيف بطبيعته يرتكب الجرائم ويسفك الدماء ويؤذي كل من حوله. نفس الشيء بالنسبة للإرهابي، فهناك إرهابي سلبي، الذي يعتبر كل من حوله من الكفار طالما أنهم ليسوا علي عقيدته وافكاره، ولكنه لا يرتكب في حقهم جرما تاركا امرهم لله عز وجل، وهناك ايضا نوع إيجابي من الإرهابيين، يلجئون بطبيعتهم الي العنف والقتل والتدمير والتخريب، ضد كل من هم ليسوا علي عقيدتهم وافكارهم ومذهبهم. ومن أوجه الشبه التي يتفق فيها المجنون والإرهابي، ان كل منهما مصاب بخلل في عقله، هذا الخلل يجعل الإرهابي منغلقا علي نفسه فكريا، وبالتالي يتحول أما إلي النوع الايجابي أو النوع السلبي. فإما ان يكون إرهابياً إيجابياً وعنيفاً وإما ان يكون ارهابياً مسالماً ومنطوياً علي نفسه. نفس الشيء بالنسبة للمجنون فآفته العقلية قد تجعله إيجابياً وشديد الخطورة علي من حوله، أو تجعله مسالماً ومنطوياً في نفسه. الفارق الوحيد بين المجنون والإرهابي هي ان الآفة العقلية التي تصيب المجنون لا دخل له فيها فهي من عند الله سبحانه وتعالي، أما الإرهابي فآفته العقلية يصاب بها بإرادته واختياره . في تقديري.. فإن الخلل أو الآفة العقلية التي يصاب بها المجنون والإرهابي من الصعب جدا علاجها - لا سيما اذا كانت من هذا النوع الإيجابي العنيف - فكما ان المجنون العنيف من الصعب ان يعود الي رشده وعقله، كذلك ايضا من الصعب ان تكون هناك مراجعات فكرية للأشخاص المتطرفين والتكفيريين. وبالتالي فكما ان من واجب الدولة حماية المجتمع من خطورة المجانين، فمن الواجب عليها كذلك حماية المجتمع من شرور الفكر الإرهابي المتطرف. من هنا.. فإني أتصور ان الإرهابي الإيجابي الذي ابتلي بهذا الداء اللعين، وأصبح متطرف الفكر والمذهب والعقيدة، هذا النوع من البشر لا يمكن معه النصح او الإرشاد، وبالتالي فالحل الوحيد مع مثل هؤلاء، ان تنزل الدولة العقاب الرادع عليهم، إما بإيداعهم إحدي الدور العقابية - وفقا لخطورتهم - أو بالخلاص منهم – إذا تجاوزت خطورته كل الحدود – هذا كله بطبيعة الحال لحماية المجتمع من جنون تلك الفئة الضالة. هذا بالضبط مثل ما تفعله الدولة مع المجنون والمختل عقليا، الذي يتم إيداعه في الغالب إحدي دور العلاج ليعيش فيها وينهي فيها حياته. فمن العبث كل العبث، ان يظن البعض انه من المحتمل إصلاح هذا النوع الإيجابي من الإرهابيين، فطالما وصلت عقول مثل هؤلاء لهذه الحالة المرضية التي جعلتهم يظنون في أنفسهم انهم حماة الدين أو ظل الله في الأرض، وبالتالي يرتكبون الجرائم باسم الدين، مثل هؤلاء لن يصلح معهم النصح والإرشاد مهما كان، وبالتالي فالأولي بالمجتمع ان يتم عزلهم وإنزال العقاب عليهم - كل حسب خطورته -أما بإيداعهم السجون أو الخلاص منهم . أما بالنسبة للنوع المسالم من الإرهابيين، فهؤلاء لا خوف علي المجتمع منهم، طالما انهم لم يتخذوا من العنف وسيلة لفرض آرائهم وافكارهم المتطرفة، وبالتالي من الممكن إصلاحهم عن طريق النصح والإرشاد، لعلهم يعودون عن فكرهم المتطرف. حمي الله مصر وجنب شعبها حماقة الإرهاب وجنون التطرف .