الفساد في الشرقية، تجاوز كل الحدود، وأخذ ينتشر في كل مواقع المحافظة، وأبسط دليل علي ذلك انعدام الرقابة علي الطبقة الأسفلتية وتلفها وكثرة الحفر وعشوائية الرصف في الشوارع والطرق وهو ما يمثل إهدارا جسيما للمال العام. ويتساءل المواطنون أين الرقابة علي هذه الطرق التي لا تصلح للاستخدام الآدمي. والمسئولون في المحافظة قرروا مواجهة هذا الإهمال من خلال التعاقد مع شركات بمبالغ مالية كبيرة تقوم برصف الطرق بطريقة عشوائية وغير مطابقة للمواصفات الهندسية وذلك بسبب انعدام الرقابة علي الشركات المنفذة، ويفاجئ المواطنون عقب الرصف بيوم أو يومين بانخفاضات أرضية وتعرجات بالأسفلت تتسبب في العديد من الحوادث. والأغرب من ذلك قيام سائقي سيارات النقل بجر حديد التسليح علي الأسفلت أثناء قيامهم بنقله إلي التجار أو مواقع البناء وهذا يتسبب في تكسير الطبقة الأسفلتية وتخريبها، دون حسيب أو رقيب من المسئولين. وعن الإهمال في ميدان عرابي بمدينة الزقازيق فحدث ولا حرج حيث تنتشر القمامة في أرجاء الميدان وذلك بسبب انتشار الباعة الجائلين الذين يفترشون الأرض وسط الميدان، علي الرغم من قيام الدكتور سعيد عبدالعزيز عثمان محافظ الشرقية بانفاق مئات الآلاف من الجنيهات في إعادة تجميله ومنعهم من التواجد فيه، ولكن علي ما يبدو أن المسئولين عن حي أول الزقازيق ضربوا بتعليمات المحافظ عرض الحائط وقرروا أن يبقي الوضع علي ما هو عليه. وفي حلقة أخري من مسلسل الإهمال يشهد كوبري محافظة الشرقية المواجهة لديوان عام المحافظة بالزقازيق حالة من الفوضي واللامبالاة، فالكوبري تم بناؤه علي غرار كوبري استانلي بالإسكندرية، وقام بافتتاحه بتكلفة حوالي مليون جنيه والآن يشكو من انعدام الصيانة والرقابة، وأصبح نموذجا لإهدار المال العام و«كابوساً» يؤرق المواطنون علي إهدار الموازنة العامة للمحافظة. التقطت عدسة «الوفد» عدداً من الصور والتي تظهر تهشم وتكسير زجاجات الكشافات الكائنة في أرضية الكوبري وكذلك علامات المرور البلاستيكية التي تم وضعها لتحديد حارات الطريق وتكسير في أغلب الجوانب الرخامية للكوبري. والمثير للغرابة ان المحافظة قامت بوضع عدد من علامات المرور الأرضية مكونة من علامات بلاستيكية إرشادية كبيرة وهياكل حديدية في عدد من الشوارع الرئيسية والجانبية لتحديد مرور السيارات في الاتجاهات السليمة التي لا تعوق حركة المرور وتعمل علي وجود سيولة مرورية حتي لا تصاب مدينة الزقازيق بالاختناقات والشلل التام خاصة في ظل حالة التزاحم التي تشهدها المدينة يومياً، ولكن بسبب عدم المتابعة والرقابة للحفاظ علي هذه العلامات تمت سرقة الهياكل الحديدية والبلاستيكية وبات المرور في حالة لا يرثي لها بسبب ذلك الإهمال. ويطالب الأهالي محافظ الشرقية بتشكيل لجنة شعبية تكون مهمتها ووظيفتها الأساسية متابعة أعمال الصيانة والنظافة علي الأحياء والمشروعات الجديدة التي تم افتتاحها مؤخرا حتي لا تتحول إلي حطام كباقي الأعمال التي انفق عليها الملايين خلال السنوات السابقة، وأصبحت كأن لم تكن، وكذلك ترتيب الأولويات التي تحتاجها المحافظة ويحتاجها المواطن البسيط للبدء في تنفيذها علي الفور بدلاً عن اعمال أخري تم البدء بها ولا تعود علي المواطنين بالنفع.