من الواضح للجميع الدور الذى تقوم به تركياوقطر علناً فى دعم الإرهاب وأيوائه فى أراضيهما لتقسيم الأراضى العربية حسب المخطط الأمريكى الذى يخدم فى المقدمة الأهداف الصهيونية وحماية أمن إسرائيل, وما لا شك فيه دور كل منهما فى تقسيم ليبيا، خاصة أن تركيا تحت رئاسة رجب طيب أردوغان، أعلنت صراحة حقدها ومعادتها لمصر ونظامها ورئيسها عبدالفتاح السيسى فى أكثر من محفل وقدم أردوغان نفسه فى صورة هذلية على أنه «وريث الخلافة العثمانية» ما يؤكد دعمه صراحة لكل إرهابى يسفك الدماء تحت مسمى الخلافة. ومن المؤكد أن الوضع السياسى المتأزم فى ليبيا نتيجة، لقيام القوى السياسية والميليشيات فى ليبيا بالتصعيد، ورفض كافة المحاولات الإقليمية والدولية، من أجل التهدئة والمصالحة وتحقيق الوفاق الوطنى، مدفوعة بضغوط ومحاولات خارجية قذرة لإبقاء المشهد الراهن فى ليبيا على ما هو عليه، والانزلاق بالدولة الليبية نحو حالة من الفوضى التى ستكون لها تبعاتها السلبية على ليبيا وعلى دول الجوار وعلى رأسها مصر. وليس سراً الدور الهدام والسلبى الذى تقوم به كل من قطروتركيا منذ بداية الثورة فقد دعمتا الإرهاب المستوطن هناك وكذلك هناك مدينة مصراتة الحليف القوى لتركيا والداعم الرئيسى للميليشيات المسلحة. فرغم اعتراض مجلس النواب الليبى المنتخب شرعيا على التدخل التركى القطرى فى الشأن الليبى إلا أنه لم يتوقف، إذ يستمر هذا الدور من خلال حلفائهما داخل ليبيا وعلى رأسهم جماعة الإخوان وميليشياتها المسلحة وعلى رأسها «ميليشيات فجر ليبيا الإرهابية» و«الكتائب الثورية» التى تستبيح الدماء باسم الإسلام وكذلك الجماعة المقاتلة الليبية وباقى الميليشيات المسلحة وما يعرف باسم جماعة أنصار الشريعة، وهو ما اتضح فى المواجهات الأخيرة الدائرة فى طرابلس وبنغازي، حيث واصلت هاتان الدولتان دعمهما للإرهاب والتطرف والميليشيات المهاجمة للعاصمة عبر شحن الأسلحة والمعدات الحربية عن طريق مطار «معيتيقة» العسكرى، الذى تسيطر عليه الجماعات المتطرفة، وأعلنت الحكومة أنه خارج عن سيطرتها، وكذلك عن طريق ميناء مصراتة البحرى بعيداً عن سلطة الدولة، هذا فضلاً عن الدعم «اللوجستى» الذى تقدمه هاتان الدولتان للعناصر الإرهابية بليبيا. ناهيك عن الدعم المالى الهائل الذى تتلقاه هذه الميليشيات من هاتين الدولتين بما كان له بالغ الأثر فى شيوع حالة من الفوضى فى مختلف أنحاء ليبيا.
البداية.. حل البرلمان وعلى الرغم من أن الفترة الماضية قد شهدت حديثاً متصاعداً عن هذا الدور السلبى الذى تقوم به كلتا الدولتين فى ليبيا، فقد استمرت تركيا على سبيل المثال فى اتباع سياسة يشوبها الغموض والالتباس، فعلى الرغم من اعتراف تركيا فى السابق بشرعية مجلس النواب الليبى الذى تم انتخابه مؤخراً، خرج الرئيس التركى بعدة تصريحات فور تنصيبه مفادها رفض بلاده، انعقاد جلسات البرلمان فى مدينة طبرق، وهو ما يمثل تدخلاً سافراً فى الشأن الليبى حل بعدها البرلمان بقرار من المحكمة الدستورية الليبية تحت تهديد السلاح وهو ما رفضه مؤيدو البرلمان المنتخب، هذا فضلاً عن الدور القطرى والدور الذى تقوم به قناة الجزيرة فى تذكية روح العداء بين أبناء الشعب الليبى وهدم أى محاولات من شأنها أن تنجح فى احتواء الوضع المتأزم فى ليبيا. هذه المواقف التى تنتهجها كل من قطروتركيا، لها عدة أهداف يأتى فى مقدمتها التأثير على الأوضاع فى مصر، ففى ظل هذا الوضع السياسى والأمنى بالغ التعقيد فى ليبيا تأتى دول الجوار وفى مقدمتها مصر على رأس الدول المتضررة من جراء هذا الوضع فى ضوء شحنات السلاح والعناصر المتطرفة التى تدخل إلى مصر عبر الحدود الليبية الممتدة لنحو 1000 كم، وذلك لخلق حالة من الانفلات الأمنى فى مصر لخدمة أغراض نشر التطرف والإرهاب ومحاولات تقسيم ليبيا التى تروج لها كل من قطروتركيا، فى إطار من التنسيق مع التنظيم الدولى للإخوان، لتحقيق أغراضهم وآمالهم الواهية فى السيطرة على مصر مرة أخرى.