«رضينا بالهم والهم مش راضي بينا» هكذا حال أكثر من 50 ألف نسمة من أبناء قرية الجبل الأصفر بشبرا الخيمة بمحافظة القليوبية.. مأساة يعيشونها منذ سنوات طويلة بسبب تلوث مياه الشرب والتي أودت بحياة الكثيرين وحولت الباقين الى طابور الانتظار.. انتظار الموت البطء في أي لحظة عكستها التقارير والتحاليل الخاصة التي تثبت تلوث المياه وعدم صلاحيتها للاستخدام الآدمي وكذلك تقارير مرضى الكبد والفشل الكلوي والذين يعالجون على نفقة الدولة.. اضافة الى من لاقوا ربهم وأصبحوا في الآخرة. يقول إيهاب محمد طاهر: إن مياه الشرب بالقرية ارتوازية من آبار محطة العرب وغير صالحة للاستهلاك الآدمي مما يضطرنا الى شراء جراكن نقية أو مياه معدنية مما يحمل الأهالي البالغ عددهم أكثر من 50 ألف نسمة بأعباء مادية كبيرة، أما الفقراء فيضطرون الى استعمال وشرب هذه المياه. وأضاف الحاج عبد العزيز غندور، رئيس مجلس ادارة الجمعية الخيرية: إننا تقدمنا بشكاوى كثيرة ومذكرات الى جميع المسئولين بدءا من المحافظ وحتى رئيس الوحدة المحلية ورئيس مرفق محطة مياه الشرب مدعمة بالتقارير والتحاليل الرسمية ولكن دون جدوى وللأسف قامت الدنيا ولم تقعد عندما قطعت المياه عن مدينة نصر - أولاد البطة البيضاء - أما أبناء الجبل الأصفر - أولاد البطة السوداء - فلا يهم.. بل أحيل جميع المسئولين إلى التحقيق. تقرير يثبت تلوث المياه كما أشارت أم محمود - من سكان القرية - إلى قيام الأهالي بشراء مياه ب 10 جنيهات يومياً من أجل الأطفال وإجراء عمليات تفتيت حصوات بالكلى بسبب تلوث المياه وعدم صلاحيتها للشرب مما دفع معظم المحال التجارية بالجبل الأصفر الى تغيير نشاطها والاتجاه الى هذه التجارة الرابحة والرائجة. وأضاف محمود عبدالحليم: إن هناك الكثير والمئات من التقارير الطبية لمواطنين من القرية مصابين بالفشل الكلوي وكذلك الالتهاب الكبدي بسبب تلوث المياه منهم على سبيل المثال لا الحصر اعتماد عبد الحميد وحمد الله أحمد وأحمد فاروق وعبد الحليم عامر. وطالب الجميع بتدخل الدولة ووزير الاسكان ومحافظ القليوبية لحل هذه المشكلة خاصة أن الجميع تقدم بطلب الى المسئولين لعمل خط مياه خاص من المرشحة بأبي زعبل على نفقتهم الخاصة وبالجهود الذاتية عن طريق أهل الخير ولكنها جميعا باءت بالفشل.. كما عرضت بعض الجمعيات الخيرية ذلك وعمل خط بقطر 4 بوصات من محطة أبي زعبل الى الخزان الموجود بالقرية لتغذية المنطقة المحرومة ولكن الوحدة المحلية بالخانكة والجهاز التنفيذي لمياه الشرب برمسيس والمحافظة كان لهما رأي آخر.. ولا عزاء للفقراء.