بعد تجارب ناجحة في أكثر من برنامج، استطاعت سهير جودة بخبرتها الصحفية وفي الاعداد والتقديم التليفزيوني أن تصل لنغمة صحيحة يحتاجها الإعلام المصري بشدة هذة الأيام فقدمت برنامجاً مختلفاً وجديداً في بساطة وهدوء دون ان تنجرف وتغوص في مستنقع السياسة الذي غرقت فيه كل البرامج منذ ثورة 25 يناير حتي طرطشت علي المشاهدين في المنازل، أو سارعت نحو الأسهل وما هو سائد هذه الأيام والاعتماد علي الفنانين وفتواهم وحكاياتهم المكررة والمعادة، أو برامج الغناء والرقص المستنسخة من البرامج الأجنبية. إن برنامج (الحكاية فيها ان) الذي تعدة وتقدمه برنامج يهتم بالإنسان سواء كان رجلاً أو امرأة،؟ قوياً أو ضعيفاً، لامعاً أو مغموراً؟ فهي تعرض في برنامجها أفكار وحكايات ومواقف متنوعة ومشكلات عامة أو مشكلات خاصة جدا قد تكون لفصيل صغير من أبناء الشعب المصري، وقد يراها البعض غير مهمة أو غير جديرة بالمناقشة والعرض علي شاشة التليفزيون، ولان قضيتها بالإنسان فهي تناقش المشكلات الخاصة بنفس اهمية المشكلات العامة فهي مثلا عرضت وحللت وناقشت موقف الرجل العازب!! والرجل المزواج وأولاده، والمرأة العانس والمرأة القادرة علي الزواج اكثر من مرة، رغم نظرة المجتمع لها، أو الأفراد الذين يعانون من السمنة المفرطة وهي حينما تتناول المشكلات العامة التي يعاني منها المجتمع لا تكتفي باستضافة الخبراء والمنظرين فقط، بل بأصحاب المشكلة انفسهم، ولكن دون عياط أو تشنجات أو ابتزاز أو ابتذال عاطفي لطرف دون آخر. انه برنامج يعترف بالاختلاف ويعترف بالنقص والضعف الانساني ويعرضة دون طرح الاكليشيهات المتعارف عليها والقوالب الاجتماعية السائدة بل بكل العطف والمساندة . سهير تستعرض حكايات الناس، فهي حكاءة ماهرة وشاطرة، ولكنها لا تقدم افكاراً أو قيماً مجردة، بل تغلف كل شيء بالحكاية، حكاية الأم، الابن، الزوج، الزوجة، حكاية الشقق، الطرق، التعليم، وحكاية الوطن. وحسناً فعلت سهير حينما تخلت أخيراً عن مظهر المذيعة المحترفة التي تهتم بالشعر الطويل المسترسل والماكياج المبالغ فيه والملابس التي تحاكي الموضة بشكل كبير، لقد ظهرت في آخر حلقات بمظهر بسيط وراق يليق ببرنامجها فهي الأخت والصديقة والام، وليست نجمة المنوعات التي تريد أن تبهر المشاهدين وتزغلل عيونهم. الأستاذ تامر امين أصبح يدهشني فقد نصب من نفسه مرشداً للحكومة والناس وحتي زملائه مقدمي البرامج، يحمل في يده قلماً ومسطرة ليصحح الكراسات! يتحدث من فوق رغم تأكيده انه مجرد ناصح امين يهدي الجميع، وينقد برؤي متنوعة دينية، سياسية، اجتماعية؟ والأستاذ تامر يصحح أحياناً بالسمع أو دون معرفة كاملة بالموضوع!!، لقد اعترض أخيرا ورفض افلام مهرجان السينما لمجرد انه اطلع علي برنامج مهرجان المكتوب ووجد أغلب الافلام للكبار فقط؟ ياللهول؟ طب مش كان يشاهد حتي ولو فيلم واحداً حتي يستطيع أن يصحح بضمير؟ أم إنها مسألة ثانوية ولا تستحق؟ وهل هناك عيب أفدح من برنامج يستضيف القتلة وخريجي السجون لمدة سنة لكي يصبحوا مثلاً يحتذي ولكي يبثوا سمومهم يومياً في وجه الشعب المصري؟ إن العيب مواقف واختيارات كثيرة وليست الفساتين العريانة أو الأفلام التي يراها البعض خارجة أو متجاوزة، فهناك افكار مجرد تناولها واشخاص ظهورهم علي أي شاشة يكونوا اكثر اسفافاً وعرياً من كل فساتين هيفاء. داليا زيادة؟ بنت أبيها