شاهدت يوم الأربعاء الماضي فقرة من برنامج «العاشرة مساء» للزميل الصحفي والإعلامي وائل الإبراشي على قناة دريم.. استضاف خلالها الموسيقار المايسترو سليم سحاب ومجموعة من الأطفال يمثلون مشروع كورال أطفال مصر.. الذى قام بتكوينه المايسترو سحاب من دور الرعاية والجمعيات الأهلية، بعد زياراته لهذه المؤسسات والجمعيات والاستماع إلى أكثر من 800 طفل وطفلة ليختار منهم أكثر من 70 موهبة غنائية.. أشاعوا البهجة والسعادة في نفوس كل من استمع إليهم وشاهدوهم. وكانت هذه الفقرة من البرنامج كانت بمثابة أمل جميل في غد افضل لهذا البلد بعيدا عن غبار الإرهاب الأسود، وبعيداً عن حالة البكاء والعويل المستمرة من الجميع على سوء الأوضاع وارتفاع الأسعار وزحمة المواصلات وتدنى المرتبات وتدهور الخدمات.. وبعيدا عن القتامة الشديدة في الأخبار المتواصلة عن محاكمات المتطرفين والمخربين.. كما لو ان مصر خلت من الإبداع والفن والمعرفة والحياة ولم يبق فيها سوى الجهل والتخلف والموت يدق يومياً على أبوابنا من خلال الإعلام الذى استمرأ الكسل والتنبلة في إيجاد نواح أخرى واعمال أخرى من أشكال الحياة في مصر، واكتفى بالأسهل وبالسلعة المتوفرة على الأرصفة وهى إدانة المتطرفين والإرهابين بينما التطرف يدين نفسه بنفسه بالعمليات الإرهابية، ولا يحتاج الى كل هذه المندبة اليومية في الإعلام التي في الحقيقة تشيع الخوف والرعب والإحباط من الحياة في مصر ، وهذا ما يريده المتطرفون، وانه من المفترض البحث ، مثلما فعل سليم سحاب، عن مصر الأخرى وعن إشراقها في أطفال وشباب وشخصيات مبدعة هي الأمل الوحيد لمصر بكرة وبعده ..ولهذا كانت هذه الفقرة من برنامج «وائل الإبراشي» ضوءا ساطعا في نفوسنا، وكاشفة عن مواهب تحتاج من الجميع كل الرعاية والاهتمام! ولا أعرف اين الوزارة المسئولة عن مجموعة الفتيات وغيرهن في دور الرعاية ،ولماذا لم تبادر هذه الوزارة يوما بمشروع مثل هذا ، رغم كل المآسي التي نسمع يوميا عن أطفال الشوارع.. ولهذا كانت هذه الفقرة من البرنامج محاكمة علنية لكل مسئول عن هؤلاء الأطفال بسبب تقاعسه طوال السنوات الماضية في اكتشاف وتطوير موهبة كل طفلة في هذه الدور سواء كانت في الموسيقى أو الغناء أو العلم أو أي حرفة أخرى يمكن أن يكون فيها موهوب ويمكن ان تفيده وتفيد البلد.. وأن ما يقوم به سليم سحاب بمفرده وبفكرته وبدافع إنساني، هو ما كان يجب ان تقوم به الوزارة المسئولة عن هؤلاء الأطفال بكل موظفيها ومرتباتهم وحوافزهم وكوادرهم الوظيفية.. هذه الوزارة التي اذا تحدث وزيرها او اصغر موظف فيها لن يتحدث سوى عن قلة الإمكانيات والمرتب الذى لا يكفى وعن خصم الحوافز والعلاوات.. ولن يتحدثوا عن مهامهم الوظيفية او مسئولياتهم الأخلاقية والإنسانية ، التي قام ، ويقوم، المايسترو سليم سحاب بها بمفرده وبفنه!! ولا أعرف أين جمعيات ومؤسسات المجتمع المدني ، ليس من أطفال دور الرعاية الحكومية أو الأهلية فقط بل من أطفال الشوارع.. الذى يقوم سليم سحاب بالبحث عنهم في الشوارع، وقد روت ابنته عن احد اطفال الشوارع الذى التقته بالصدفة يغنى في الشارع ووجدت في جيبه ورقة جورنال فيها خبر عن مشروع أطفال كورال مصر، فذهب سليم سحاب يبحث عنه في الشوارع لضمه للمشروع وانقاذه من الاستغلال والاغتصاب ومن تحويله الى متسول أو مجرم أو مدمن أو إرهابي.. بينما المسئولون الحكوميون أو المتشدقون بحقوق الانسان اكتفوا بالاستلقاء على قفاهم يتفرجون.. وان هذه الفقرة التي أجاد فيها «وائل الإبراشي» أظهرت ان هؤلاء المسئولين وأولئك الحقوقيين هم المتسولون وهم الذين يمدون أياديهم بلا خجل لمرتباتهم وعلاواتهم وبدلات اللجان وأموال التمويل الأجنبي ويتركون هؤلاء الأطفال لمن يحولهم الى قنابل موقوتة في كل الشوارع!! • من الشارع: اجتماع الرئيس عبد الفتاح السيسي مع مجموعة من شباب المبدعين والعلماء بقيادة المهندس النابه على الفرماوى نائب مدير شركة «مايكروسوفت» لإفريقيا والشرق الأوسط، وعضوالمجلس الاستشاري العلمي للرئيس، كان يجب ان يكون موضوع الصحافة والاعلام للتعرف عن قرب على هؤلاء الشباب المبدع والعبقري، حيث لا أمل حقيقياً لهذا البلد الا بهم وبمشروعاتهم وأفكارهم المبدعة.. وإنني اعتقد انه لا سبيل للخروج من مستنقع قوانين ولوائح الجهاز الإداري في مصر الا بتكوين جهاز موازٍ من الشباب يدير مراكز البحوث العلمية ويضع خطة للنهوض بالتعليم وبالزراعة والصناعة والاستثمار ..جربوا الفكرة ولن نخسر اكثر مما خسرناه وسنخسره اذا لم نجرب ابداع هؤلاء الشباب!!