بحزن شديد تحدثت الفنانة هالة صدقي عن رحيل معالي زايد وقالت حتي الآن لا أصدق أنها ماتت وتركتنا، وأضافت لا أتخيل أن حالتها الحرجة تصل بها لهذه النتيجة بل علي العكس في الفترة الأخيرة استقرت حالتها. وأضافت: كنت مع معالي لحظة بلحظة ولا أستطع أن أصفها إلا بالسيدة القوية التي تستطيع مواجهة أي أزمة في حياتها، ومواجهتها للمرض كانت أبرز دليل علي ذلك، وأشارت هالة إلي أن تقارير الاطباء لم تكن واضحة في البداية بالنسبة لنا لكننا فوجئنا بمرضها بعد نقلها للمستشفي بعد حالة الاعياء الشديدة التي أصابتها. وأشارت هالة إلي أن معالي كانت كتلة من الحنان لمن يعرفها ومن لا يعرفها، معالي فنانة لا تتكرر وانسانة أيضاً من الصعب أن تجدها في الحياة بهذا النقاء فكانت حياتها مليئة بالخير والحب. وأضافت «صدقي» أن معالي فنانة أحبها كل فناني جيلها والأجيال الجديدة والقديمة وكانت عاشقة للفن بمعني الكلمة حتي ان احمد زكي كان يناديها بالمجنونة «ويقصد مجنون التمثيل» فهي مدرسة في الأداء وفي المعاملات الإنسانية. وأكدت هالة أن معالي فنانة لم تحاول أبداً الظهور لكسب الشهرة لكنها كانت تحاول الحفاظ دائماً علي محبة جمهورها لها بل تعمل علي إيجاد الدور الذي يجعلها خالدة الذكر في أذهان جمهورها من عمل إلي آخر، فأدت أدوار مختلفة وكانت نموذجاً متميزاً للمرأة المصرية وتعبيراً دقيقاً عن ملامح المرأة المصرية السمراء الجميلة التي تظهر بإحساسها ومشاعرها علي الشاشة. الفنانة دلال عبدالعزيز كانت أوائل الزائرين للراحلة معالي زايد في المستشفي ولازمتها كثيراً في لحظات وفاتها، قالت: لم يعد قلبي قادرا علي تقبل الحزن، معالي ماتت بعد معاناة طويلة وواجهت صعوبات كثيرة في حياتها، وأشارت: علاقتي بمعالي لا توصف فكانت صديقة واختاً ورفيقة كفاح قدمنا أعمالاً كثيرة معا فكانت فنانة متألقة ونموذجاً حياً للمرأة المصرية الجدعة وكانت هكذا في الحقيقة وليست في أدوارها التمثيلية فقط من يعرفها عن قرب لم يفصل عن أدوارها بنت البلد الطيبة الخدومة، تعاملت معها في البلاتوه وتعاملت معها في الحقيقة فهي انسانة راقية ومظلومة في حياتها، ولكنها كانت تري معين الحياة في الحب، حب كل شيء حتي في الزرع الذي كانت تزرعه بيدها واللوحات التي كانت ترسمها، وكانت أجمل لحظاتها عندما ترسم بروفايلات لشخصيات تحبها، وكل شيء في حياتها بيدها صنعته خصيصاً من أجل من يحبونها، لذلك فخسارتها كبيرة لكل من يعرفها ولفنها وجمهورها .. رحمها الله. كانت فنانة موهوبة ورثت ذلك عن والدتها، والفنانين الكبار الذين عاشت في محيطهم طوال عمرها، فكانت صاحبة موهبة كبيرة لم تستغل، وكل ما أستطيع قوله اننا سنفتقدها بشكل كبير فعملنا معاً مرات عديدة وسافرنا كثيراً خارج البلاد عندما لم يكن لدينا مدينة للانتاج الاعلامي فكنا نسافر إلي الخارج لنصور اعمالنا، وجدت فيها انسانة عظيمة وصانعة للبسمة. وأضاف: كانت تختار الجانب الباسم في الحوار وتشعر وأنت جالس معها بالحميمية والألفة، تشعر أنك تعرفها منذ زمن طويل بسبب الراحة النفسية التي توفرها لك، رحمها الله كانت سيدة جدعة بالمعني الحقيقي وبنت بلد بكل ما تحمله الكلمة من معني. علاقتنا معاً كانت طيبة طوال حياتنا، وكنت أشعر بالسعادة عندما اتحدث إليها وأجدها سعيدة بحياتها التي اختارتها في مزرعتها وطلبت مني أكثر من مرة أن أذهب إليها ولكنني للأسف لم أقم بذلك بسبب انشغالي فكانت مواقفها معي كلها شهامة، واستحي أن أقول رجولة، فكانت مثال للجدعنة، وابنة البلد، ولا أستطيع ان اقول أكثر من ذلك عنها رحمة الله عليها. معالي زايد تعتبر أخت عمري فكانت صديقة لشقيقتي وبيننا حياة كاملة، وبعد أن اعتكفت آخر ايام حياتها في مزرعتها كانت تحدثني وتطلب مني أن أذهب إليها لرؤية محصول العنب الذي زرعته بيدها، ولم ألاحظ عليها المرض أبداً، حتي عند دخولها المستشفي كانت تشتكي من الالتهاب الرئوي وليس ذلك المرض الخبيث. وأضاف: كانت فنانة تشكيلية رائعة، وممثلة موهوبة، ودائماً مستبشرة الخير حتي علي صفحتها علي الفيس بوك كانت تستيقظ مبكراً وتصبح علي الكل، قبل أن تذهب للإهتمام بمزرعتها فكانت تقول لي أريد أن أترك أمراً مفيداً للناس، حتي عندما كانت تمر بفترات الاكتئاب بسبب بعدها عن الفن فكانت تقول إن الفن وحشني. وقال محمد أبو داوود: كانت صديقة منذ أيام مسرح الهواة في مركز شباب الجزيرة، بالرغم من أن والدتها آمال زايد فنانة كبيرة كان ممكن أن تجعل ابنتها تحترف التمثيل ولا تدخل تلك المرحلة، ولكن معالي أرادت الاعتماد علي نفسها فكانت فنانة موهوبة ليس في التمثيل فقط ولكن أيضاً الرسم فهي خريجة فنون جميلة، وبعد دراستها دخلت فنون المسرحية، وعندما بدأنا العمل في التليفزيون عملنا معاً في أكثر من مسلسلات تعد علامات في تاريخ التليفزيون. وأضافت: كانت شقية في كواليسها وخفيفة الدم، وحتي آخر أيامها اختارت أن تذهب إلي الصحراء وتزرعها وتعيش فيها بإرادتها وبكل سعادة. وقال محمود عامر: معالي زايد فنانة تاريخها الفني يسبقها أسرياً فوالدتها وخالتها لهما تاريخ كبير في الفن، وهي كنت تستطيع أن تقول عليها إنها جوكر يمكن ان تتقمص أي شخصية تريدها، فكانت بنت بلد مصرية جدعة، وكما أطلق عليها «كريزة السينما المصرية» فكانت رقيقة كالكريز، وعندما قدمت شخصية «فاطمة» في مسلسل «دموع في عيون وقحة» دخلت قلوب الوطن العربي بأكمله، حتي عندما اعتزلت الحياة وقررت العيش في المزرعة الخاصة بها وتربي الحيوانات كان الجمهور يسأل عليها.