اتهم الرئيس الفلسطيني محمود عباس اليوم الثلاثاء حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بتنفيذ سلسلة تفجيرات ضد مسؤولين موالين له في غزة الأسبوع الماضي في تحرك من المؤكد أن يضر بجهود الوحدة المتعثرة بالفعل. واستهدفت سلسلة من التفجيرات الصغيرة منازل وعربات مسؤولين من حركة فتح يوم الجمعة وسببت أضرارا طفيفة لكنها لم تسفر عن إصابات. ودمرت قنبلة منصة شيدت لإحياء الذكرى السنوية العاشرة لوفاة الرئيس السابق وزعيم حركة فتح ياسر عرفات مما أدى الى إلغاء الحدث. وقال عباس وسط تصفيق حشد من فتح اجتمع لإحياء ذكرى عرفات في رام الله حيث يوجد مقر الحكومة في الضفة الغربية :"من الذي ارتكب هذه الجريمة ؟ الذي ارتكبها قيادة حركة حماس وهي المسؤولة عن ذلك." وقال: "ما هي المبررات التي تجعلهم قبل ليلتين يفجرون خمسة عشر بيتا .. ومناطق حساسة لرجال فتح ثم نقول سنحقق .. تحققون مع من.. الذي ارتكب هذه الجريمة .. قيادة حركة حماس وهي المسؤولة عن ذلك وأنا لا أريد تحقيقا منهم ولكن يأتون لذر الرماد في العيون ويقولون: هذه مجموعة منفلتة أو هذه مجموعة خارجة على الإرادة والقانون.. 15 انفجارا في خمس دقائق .. جماعة منفلتة ثم أعلنوها صراحة: نحن لا نريد الاحتفالات." وكانت حماس وفتح اتفقتا في إبريل الماضي على تشكيل حكومة مصالحة في إطار جهود للتغلب على الخلافات السياسية العميقة التي ترجع الى 2007 عندما انتزعت حماس السلطة في غزة. واتفق الجانبان في سبتمبر الماضي على أن تتخلى حماس عن السيطرة على المعابر البرية في غزة مع إسرائيل لحكومة الوحدة من أجل تسهيل دخول مساعدات إعادة الإعمار. وأدت حرب مدمرة استمرت 50 يوما مع إسرائيل في يوليو وأغسطس الماضيين إلى تسوية أحياء كاملة بالأرض وشردت الآلاف من سكان غزة . ووسط تبادل اللوم لم يحدث تغيير لحراسة المعابر ولم تدخل مواد بناء القطاع. وقال عباس غاضبا وهو يخاطب زعماء حماس: "مثل هذه الإجراءات تعطل إعادة الإعمار تعطل نقل مئة ألف إنسان من الشوارع إلى بيوت معقولة قبل مجيء المطر والشتاء .. الخاسر الوحيد هو الشعب .. الخاسر في العدوان .. الخاسر في عدم إعادة البناء الخاسر في كل شيء وأنتم جالسون في بيوتكم في مخابئكم لا هم لكم إلا أن تقولوا : نحن هنا باقون." وقال المتحدث باسم حماس فوزي برهوم :"هذا الخطاب (خطاب عباس) فئوي حزبي توتيري مقيت وغير مسؤول فيه تهرب واضح من مسؤولياته تجاه غزة وحصارها ومعاناتها."