لا يعلم أهالى منطقة أبوبكر الصديق بالصف أنه قد كتب الله عليهم التشرد من مكان لآخر فعندما جاءوا إلى تلك المدينة، بعد أحداث الزلزال الذى ضرب مصر فى عام 1992 أدى إلى تدمير منازلهم، وها هم اليوم مهددون بالتشرد بسبب مياه الصرف الصحى التى أغرقت المدينة، وأحدث تشققات بالمبانى وأصبحت على وشك الانهيار، لذلك رصدت «الوفد» الإهمال الذى يضربها، وأوجاع ثلاث آلاف أسرة تسكنها، حيث أوضح فريد إسماعيل أن هذه القرية تعد معدومة من الخدمات الآدمية من مياه شرب حيث لا تصل لنا إلا كل أسبوع مرة واحدة، ونقوم بتخزينها حتى نستطيع أن نكمل الأسبوع وهذا ينطبق على الذى يسكن فى الدور الأرضى أما الذى يسكن فى الدور الأخير فلا تصل له قطرة مياه حتى لو تم تركيب موتور رفع ولكن هذه المشكلة نتغلب عليها بتخزين المياه، أما المشكلة الحقيقة هى مياه الصرف الصحى التى أغرقت جميع المساكن والمداخل فلا نستطيع أن ندخل إلى القرية من شارع نظيف، وقد تركت منزلى منذ عدة أيام خوفاً على سلامتنا من أن ينهار علينا العقار ونصبح فى تعداد الموتى فنحن نطالب المسئولين بسرعة حمايتنا وحماية أولادنا من التشرد خاصة أن أغلب السكان من محدودى الدخل ونحيا جميعاً بالخوف والقلق. ويضيف على حسن إبراهيم: إننى كنت من ساكنى منطقة المنيا والشرفا بالصف وبعد أحداث الزلزال وانهيار منازلنا قامت الحكومة بنقلنا إلى مدينة جديدة وهى مدينة أبوبكر الصديق شرق مدينة الصف بحوالى 5 كيلومترات ولكن لم تمر سوى سنوات قليلة حتى وجدنا أن بيارات الصرف الصحى امتلأت، وأصبحت المجارى تطفح على منازلنا، وقدمنا العديد من الشكاوى ولنا أكثر من 7 سنوات، ونحن نطالب الحكومة بحل هذه المشكلة التى جعلتنا لا نستطيع أن نعيش، حيث الرائحة الكريهة والبعوض والحشرات، خاصة فى فصل الصيف والأشجار «الهيش» الذى يحوى بداخله بعض الزواحف الضارة مثل الثعابين والعقارب، وهذا كله والناس تستطيع أن تستحمل وتقاوم ولكن كيف نستطيع أن نقاوم انهيار المنازل؟ وأشار ربيع شفيق عبدالصمد إلى أننا نعيش هنا مأساة حقيقية من حيث مياه الشرب غير المتوفرة، ومياه المجارى التى تغرق المنازل والشوارع، وخاصة بجوار المدارس ونحن نخاف على أطفالنا من البرك والمستنقعات، والتى من الممكن أن يسقط بها أحد الأطفال ولا نستطيع إنقاذه فلذلك تقوم والدته بتوصيله للمدرسة يومياً، وعلاوة على ذلك أن مياه الصرف أحدثت بعض الشقوق بالمنازل مما أدى إلى هجرة بعض أصحابها خوفاً من انهيارها عليهم، وتلك المياه تؤدى إلى دمار أكثر من ثلاثة آلاف أسرة فقيرة ليس لها مأوى إلا هذه المنازل التى تعد قبوراً جماعية معدة لهؤلاء السكان لأننا معرضون للموت فى أى لحظة. كما أشار السيد الجمل إلى أن الوحدة الصحية بالمدينة يوجد بداخل السور المحاط بها مصنع لإعادة تدوير مخلفات قصر العينى، وهذا يعد خطراً على أهالى المنطقة وغير قانونى أن يتم إنشاء هذا المصنع بداخل الوحدة الصحية. وأضاف أن الصرف الصحى بالمنطقة يعد أكبر مشكلة وكلف الأهالى الكثير من المال من حيث إيجار سيارات لشفط المياه، وأيضاً بناء أسوار تحيط ببيارات الصرف خوفاً منا على أن يقع بها أحد الأطفال وسبق أن سقط فيها بعض الأطفال، وأنقذهم الأهالى. وأضاف أن محول الكهرباء تغرقه المياه ويعد مهدداً بالفعل فى أى لحظة وتحيط به الأشجار والحشائش والنباتات الضارة التى يعيش عليها الناموس ونحن لا نستطيع أن نعيش ونرجو أن تنظر لنا الحكومة بعين الرحمة، خاصة ونحن فى وقت تسمع فيه الحكومة لشكاوى الفقراء.