الحروب ليست غريبة ولا جديدة على مصر!! فقد واجهت مصر الغارات الجوية الكثيفة للطيران الألمانى والإيطالى إبان الحرب العالمية الثانية 1939 1945 والتى تسببت فى خسائر كبيرة في الأرواح والمبانى وكذلك خاضت حرب فلسطين عام 1948 وقاومت القوات البريطانية فى قاعدة القنال 1951 1954 والعدوان الثلاثى عام 1956 وحرب 1967 وحرب الاستنزاف ثم حرب أكتوبر 1973.. وتخوض الآن حرباً أخرى ضد عدو خارج وداخل أراضينا عموماً الحرب لا تزعجنا ولا ترهبنا ونحن قادرون عليها. ما تقوم به الآن القوات المسلحة والشرطة والأمن الوطنى ضد التكفيريين فى سيناء وغيرها يعد ملحمة عظيمة بكل المقاييس.. ولكن ما تقوم به الدولة الآن فى مواجهة المسيرات الإرهابية فى الشوارع والجامعات وما يصاحب ذلك من تدمير وحرق وتخريب وحرق سيارات الشرطة!! ويستمر هذا السيناريو من 30 يونيو 2013 حتى الآن فإن ذلك يدعو الى إعادة النظر فى أسلوب وخطط وقادة المواجهة لهذه الفوضى المتوحشة!!! عندما تتدفق مياه نهر فى مجراها الطبيعى ولا يتم تصريف المياه بنفس الكمية والسرعة فإن المياه تغرق الأراضى وتسبب كوارث!! وعندما يكون طوفان الجريمة والإرهاب أسرع من العدالة والقصاص فإن ميزان الأمن يختل وتتراكم الفوضى لأن القصاص والردع البطىء يلغى حكمة الردع ويشجع على الجريمة!!! هل هناك دولة فى العالم تكون فى حالة حرب ثم تسمح بوجودمظاهرات أو إضرابات داخل أراضيها؟!! هذا لم يحدث على مدى تاريخ الحروب الا فى مصر وحدها التى أصدرت قانوناً يسمح بالتظاهر السلمى والذى على الواقع لم ولن يكون سلمياً!! المعروف أن الدولة فى حالة حرب تعلن قانون الطوارئ لمنع أى مظاهرات أو مسيرات أو إضرابات لأن الفوضى الداخلية أثناء الحرب تعتبر خنجراً مغروساً فى ظهر قواتها المحاربة!! ولست أدرى لماذا لم تعلن مصر حالة الطوارئ حتى الآن وماذا تنتظر؟!!! الحالات الاستثنائية من الفوضى العارمة التى تمر بها البلادوما تقابلها الدولة بإجراءات طبيعية طبقاً لقانون التظاهر السلمى من إلقاء الغاز المسيل للدموع والقبض على القليل من الكثير والمحاكمات التى تطول وإن حكمت لا تنفذ الأحكام هو أسلوب غريب جداً لا يصلح فى مواجهة الحالات الاستثنائية من الفوضى وكأننا كالطبيب الذى يتحتم عليه استئصال ورم خبيث لمريض فيقوم بدلاً من ذلك بإعطائه قرص إسبرين!!! ومعروف أن من أمن العقاب أساء الأدب وخرق القانون!!! وبالمناسبة أقترح تسمية قانون التظاهر السلمى بقانون الغاز المسيل لدموع الحب والحنان والتدليل»!!!!. ما تصرح به بعض الدول الأجنبية خصوصاً التى تريد تقسيم المنطقة واضعافها وما يقوله إعلامهم المغرض المرتشى ومراكز حقوق الإنسان لديهم المرتشية أيضاً من الجماعات الإرهابية كل ذلك بمثابة شن حرب نفسية على مصر الغرض منها إضعاف قبضة مصر فى مواجهتها للإرهاب تنفيذاً لأغراضهم!!. ولذا أقول بل وأؤكد أنه لا يجب المبالغة فى الاهتمام بما يقولون فمصر حرة فى اتخاذ ما تراه من اجراءات فى حربها ضد الإرهاب ومن لم يعجبه ذلك فى الخارج أو الداخل عليه أن يضرب رأسه فى أقرب حائط!! المعروف ان العالم لا يحترم إلا القوى!!! وهذا يدفعنا لكى نتساءل أين الإعلام المصرى ومكاتب الاستعلامات وسفاراتنا التى من واجبها مخاطبة العالم والرد على أكاذيبهم؟!!!! ومما يؤسف له أن بعض وسائل إعلامنا تضخم من هذه الأكاذيب والافتراءات ونحن نعلم جيداًأن التنظيمات الارهابية تمولهم!!!! هناك من ينادى بخطأ الاقتصار على الأمن فى مواجهة الإرهاب دون اتباع اجراءات سياسية واقتصادية واجتماعية وخطاب دينى معتدل!! أقل إن ذلك صحيح ولكن تأثيره على المدى الطويل!! وماذا تفعل هذه الاجراءات والحلول مع أجيال تربت منذ الصغر على تكفير المجتمع واستحلال قتل مواطنيهم وهم يصيحون «الله أكبر».. وهى عقيدة راسخة تربوا عليها وعقول مبرمجة تحتاج الى سنوات طويلة لعلاجها!!! وهل ستظل البلاد تحت هذه الفوضى طوال سنوات العلاج الطويلة؟!! إن من ينادى بذلك له غرض ولا يبغى مصلحة البلاد!!! ما هى فائدة لجنة تقصي الحقائق التى كانت تستجدى مقابلة زعماء الجماعة الإرهابية والذين أعلنوا أنهم موافقون ثم بعد ذلك يرفضون!!! ما هذا العبث؟!!! هل المطلوب من إنشاء هذه اللجنة اثبات براءة الجيش والشرطة أثناء مكافحتها للإرهاب؟!! أم إثبات جرائم الجماعات الإرهابية التى تقتل وتخرب حتى الآن.