ذكرت صحيفة (نيويورك تايمز) الأمريكية، اليوم الثلاثاء، أن روسيا يمكن أن تضطلع بدور كبير من شأنه أن يدفع بمحادثات إيران النووية إلى الأمام. أضافت الصحيفة في تقرير أوردته على موقعها الإلكتروني - إن إيران وافقت مبدئياً على شحن معظم مخزونها الضخم من اليورانيوم إلى روسيا إذا توصلت إلى صفقة نووية على نطاق أوسع مع الغرب، وفقا لمسئولين وديبلوماسيين مشاركين في المفاوضات، وبذلك يحتمل حدوث انفراجة كبرى في المحادثات المتعثرة حتى الآن. ذكرت أنه بموجب الاتفاق المقترح، سيقوم الروس بتحويل اليورانيوم إلى قضبان وقود متخصصة لمحطة الطاقة النووية في بوشهر المفاعل التجاري الوحيد في إيران. أشارت الصحيفة إلى أنه بمجرد تحويل اليورانيوم إلى قضبان وقود، سيكون من الصعب للغاية استخدامها في صنع سلاح نووي، ويمكن لهذا الأمر أن يقطع شوطا طويلا نحو التخفيف من حدة المخاوف الغربية حول مخزون إيران من اليورانيوم، على رغم أن الاتفاق لن يقطع كل الطرق التي يمكن أن تسلكها طهران لحيازة سلاح نووي. ولفتت (نيويورك تايمز) إلى أنه مع اقتراب الموعد النهائي للمحادثات النووية في 24 نوفمبر الجاري، لم يقترب المفاوضون بين إيرانوالولاياتالمتحدة وخمس دول أخرى حتى الآن، من التوصل إلى اتفاق حول مجموعة من القضايا الأخرى التي يمكن أن تعرقل إبرام اتفاق نهائي. ونقلت الصحيفة عن أحد الأمريكيين المطلعين على المفاوضات "إذا نجحت الصفقة المبرمة بين إيرانوروسيا، بإمكانها أن تكون حجر الزاوية في شيء أكبر من ذلك بكثير". كما نقلت تلميح كبير المفاوضين الأمريكيين ويندي شيرمان، إلى هذا الحل المحتمل لقضية اليورانيوم في خطاب ألقته أخيرا، قائلة: "أحرزنا تقدما رائعا في القضايا التي بدت مستعصية في البداية"، غير أن شيرمان، التي عينت أمس الاثنين، كنائب لوزير الخارجية الأمريكي، رفضت مناقشة أي تفاصيل بشأن الدور الذي يمكن أن تلعبه روسيا. وذكرت أن مسئولاً بارزاً في مجلس الأمن القومي صرح بأن العلاقات بين الولاياتالمتحدةوروسيا أصبحت صعبة بشكل متزايد في الأشهر الأخيرة، حول مجموعة من القضايا، وبينما رفض أيضا مناقشة التفاصيل، قال "إنه من الصحيح القول إن الروس يلعبون دوراً مفيداً جداً أثناء هذه المفاوضات". وأضاف المسئول: "إن روسيا عملت مع الدول الأخرى لوضع أفكار خلاقة ومنطقية من شأنها أن تحفظ هدفنا في القضاء على أي مسار يتيح لإيران حيازة سلاح نووي". أوضح أنه على رغم الاختلافات في الرأي حول قضايا السياسة الخارجية الأخرى، فإن روسيا ظلت موحدة تماما مع البلدان الأخرى في المفاوضات". ذكرت (نيويورك تايمز) في تقريرها أنه إذا كانت الولاياتالمتحدة قلقة من دور روسيا، سيكون أمامها بدائل قليلة عن إشراك موسكو في الأمر، فمن أجل توسيع نطاق الوقت الذي تحتاجه إيران لبناء قنبلة نووية، من الضروري إزالة كمية كبيرة تقدر بنحو 28 ألف رطل من اليورانيوم موجودة لديها، وفقا لتقديرات حديثة للوكالة الدولية للطاقة الذرية". ونقلت الصحيفة عن مسئول كبير قوله إن العقبة الكبرى التي ستقف أمام التوصل إلى اتفاق بشأن اليورانيوم، قد تكون الإيرانيين، لأنه من غير المؤكد ما إذا كانت إيران ستقبل المقترحات المنطقية المطروحة على مائدة المفاوضات، أم أنها ستستمر في تقديم مطالب مبالغ فيها، لا تتماشى مع احتياجاتها النووية العملية. أضافت الصحيفة أن مسئولين إيرانيين صرحوا أخيرا بأن الولاياتالمتحدة عرضت على طهران أن تسمح لها بالاحتفاظ بأكثر من أربعة آلاف جهاز للطرد المركزي يعمل على افتراض وجود انخفاض في مخزون من الوقود داخل البلاد، لكن إيران رفضت تفكيك أي من ال19 ألف جهاز للطرد المركزي لديها، وقال المرشد الأعلى إن طهران في نهاية المطاف تخطط لتشغيل 10 أمثال هذا العدد. ونقلت الصحيفة عن روبرت اينهورن، الباحث في معهد بروكينجز والمسئول السابق في إدارة أوباما الذي عمل على القضايا النووية الإيرانية، قوله " في حال وجود إمكان للتوصل إلى اتفاق لليورانيوم، سيعطي هذا الأمر مزيدا من المرونة للغرب من أجل قبول عدد أكبر من أجهزة الطرد المركزي، وذلك من شأنه أن يعطي إيران وسيلة تحفظ ماء وجهها لإنتاج وقود لمفاعلات الأبحاث والإسهام بشكل كبير في الإنتاج الروسي لوقود مفاعل بوشهر، وهو ما تؤكد طهران أنه الهدف الحقيقي من برنامجها، وليس السلاح النووي".