رحلت فى ساعة مبكرة من صباح أمس اميرة السينما المصرية مريم فخر الدين بعد صراع طويل مع المرض عن عمر يناهز 81 عاما ، بمستشفى المعادى العسكرى. وتعرضت مريم مؤخرا لوعكة صحية استمرت معها اكثر من 5 سنوات من المعاناة من امراض الشيخوخة حتى نصحها الاطباء بإجراء عملية إزالة تجمع دموي من المخ، لكن حالتها الصحية تدهورت بعد إجراء العملية وتم احتجازها بغرفة العناية المركزة حتى وافتها المنية. ولدت فخر الدين عام 1933 بمدينة الفيوم، وبعد أن فازت في مسابقة مجلة (إيماج) الفرنسية بلقب أجمل وجه، اتجهت الي السينما وكان أول عمل سينمائي لها في عام 1951 وهو فيلم ليلة غرام، قدمت عددا كبيرا من الأعمال غلب على أدائها الدور الرومانسى حتى لقبت بحسناء الشاشة، قدمت اكثر من 250 فيلما سينمائيا. مريم فخر الدين ابرز فنانات جيلها، وأكثرهن مشاركة فى عدد الأفلام السينمائية فقدمت عددا كبيرا من الأعمال الفنية التى وضعتها فى مصاف النجوم ، فكان لملامح وجهها الاوروبية عامل كبير فى اختيارت المخرجين لها. اشتهرت في سينما الخمسينيات والستينيات بالفتاة الرومانسية المغلوبة على أمرها وأحيانا كثيرة الضحية ولكنها نجحت من حين لآخر في تقديم اشكال مختلفة. وخرجت من هذه الشخصية النمطية. ومع مطلع السبعينيات اختلفت أدوارها على الشاشة وأصبحت تقوم بأدوار مركبة كدورها في فيلم « الأضواء » عام 1972 ، ودور الام في فيلم « بئر الحرمان » عام 1969. دخلت عالم الانتاج وقدمت ثلاثة أفلام هى : « رنة خلخال عام 1955 ، ورحلة غرامية ، وأنا وقلبى عام 1957. «ورد» أبرز أفلامها: « الأرض الطيبة عام 1954، ورد قلبى عام 1957 ، وحكاية حب عام 1959 ، والبنات والصيف عام 1960 ، والقصر الملعون عام 1962 ، وطائر الليل الحزين عام 1977 ، وشفاه لا تعرف الكذب عام 1980 ، وبصمات فوق الماء عام 1985 ، واحذروا هذه المرأة عام 1991 والنوم في العسل عام 1996 ،والحب الاول 1999بالاضافة الى افلامها الشحات ،بقايا عذراء،قلب من دهب مع الذكريات، لقاء في الغروب ،أقوى من الحياة ،يوم بلا غد،طاهرة ،ارحم حبي ،الشك القاتل ،ماليش غيرك ،وعد ،رنة الخلخال ،دماء على الثوب الأبيض،ثمن الحب، رسالة غرام ،البيت الملعون ،رحلة العمر،وحيدة وفضيحة في الزمالك .. كما شاركت فى عدة مسلسلات كان ابرزها المرسى والبحار واوبرا عايدة مع الفنان الكبير يحيي الفخرانى ، كما قدمت العائلة 1994. وكان آخر أعمالها الوتر المشدود عام 2009. وكانت نقطة التحول في حياتها فى عدة أدوار كان أبرزها فيلم «رد قلبى» الذى شاركت فيه شكرى سرحان وأحمد مظهر والفنان الكبير حسين رياض وصلاح ذو الفقار، ويروى مرحلة الفترة السابقة لثورة يوليو 1952 وما كان يتعرض له المصريون لتحولات اجتماعية فى حياة الشعب المصرى ، ويعتبر دور الاميرة انجى نقطه التحول الفنية الحقيقية، حيث قدمت فى العام الذى يليه 3 افلام فى موسم واحد، بعدها تألقت فى شخصية نادية فى «حكاية حب» عام 1959 مع عبد الحليم حافظ وكان نقطة تحول لها ايضا، حيث شاركت مع فريد الاطرش وعبد الحليم حافظ فى عدة افلام بنفس النمط. لم تعتزل السينما فى حياتها لكنها كانت تبحث عن ادوار تناسبها حيث تغيرت ملامح وجهها بعامل الزمن فقدمت افلام (يا تحب يا تقب، قشر البندق، النوم في العسل». تزوجت الفنانة "مريم فخر الدين" للمرة الأولى عام 1952م من المخرج محمود ذو الفقار الذي أنجبت منه ابنتها إيمان، وعلى الرغم من استمرار زواجهما حوالي 8 سنوات وانتهى بالانفصال عام 1960م، قدمت خلال زواجها منه ابرز اعمالها وهو الأرض الطيبة عام 1954 ، ورنة خلخال عام 1955 ، وأنا وقلبى ، ورحلة غرامية عام 1957 ، والأيدى الناعمة عام 1963 »، و»الشك القاتل» عام 1952 ، وهارب من الحب عام 1957، . ثم تزوجت بعد 3 أشهر من طلاقها بالدكتور "محمد الطويل" وأنجبت منه ابنها أحمد واستمر زواجها منه حوالي 4 سنوات.وفي عام 1968م تزوجت من المطرب السوري فهد بلان إلا أن زواجهما لم يدم طويلاً بسبب مشاكل أبنائها معه، فطُلقت وتزوجت من شريف الفضالي ليكون زوجها الرابع ولم يستمرا طويلا. التكريمات يذكر ان مريم كرمت كثيرا فى حياتها وكان ابرز تكريم لها فى عيد الفن واهداها التكريم الرئيس السادات. هاجمت فخر الدين السينما فى الفترة الاخيرة ما بعد فترة التسعينيات بسبب موجة الألقاب التى كانت تسمعها وهاجمت بعض الفنانين على سلوكهم الشخصى مما عرضها لانتقادات كثيرة وجعل البعض يتهمها بالزهايمر . قالوا عنها .... محمود ياسين :صاحبة الأداء السهل الممتنع شارك الفنان محمود ياسين عدداً كبيراً من الافلام كان ابرزها « عندما يسقط الجسد «و»الشيطان يغنى «وكانت من ابرز ادوارها فى السينما ، نعاها الفنان الكبير بخالص الاسى وقال كنت متابعاً لحالتها الصحية وحزيناً لما وصلت اليه ولكن قضاء الله نافذ دائما ، والفنان عندما يتوفاه الله تظل ذكراه الطيبة العطرة فى الدنيا ، ومريم فخر الدين فنانة موهوبة نتذكرها جميعا بالضحكة الجميلة وروحها شديدة النقاء والصفاء والتعامل الطيب فى التعامل مع البشر وهى فنانة كبيرة تحمل كل هذا العمر من الاداء الفنى فهى بسيطة وتلقائية وفنانة كبيرة على مستوى الاداء اشعر براحة نفسية فى موقع التصوير وانا اقف امامها لانها صاحبة اداء سهل وممتنع ، وكل فنان يعمل معها يعرف انه يقف امام فنانه لها تكنيك معين فى التمثيل يجعل الوقوف امامها ليس امرا سهلا . وعن ذكرياته معها قال كنت ستفيد كثيرا من شخصيتها التلقائية التى تكون عاملا مهمها فى وقوفها امام الكاميرا فهى تتعامل مع الدور باحساسها وتضع نفسها مكان الشخصية فتتعايشها وهذا كان سر نجاحها وتألقها .والغريبة كانت كلما التقيت بها بلا موعد مسبق ترتسم على وجهها ابتسامة وحالة من السرور تجعل كل من يعرفها يحبها .وكانت نظرتها للحياة دون أدني متاعب فرغم انها عرفت بشخصية الفتاة الحنونة الطيبة لكنها كانت كوميدية لأبعد الحدود. دلال عبد العزيز :إنسانة وفنانة رائعة عبرت دلال عبد العزيز عن حزنها وقالت تفاجأت بخبر وفاتها رغم انها ابتعدت عن الاضواء فترة طويلة لكننا جميعا كنا نتابع حالتها اولا بأول لانها قامة فنية كبيرة ولانها انسانة رائعة تحمل من الحب والود لكل من حولها مالا يتخيله بشر ، وكانت دائمة السؤال عن الجميع ، واضافت قدمت معها فيلم « النوم فى العسل « ورغم ان مشاهدها كانت قليلة لكنها كانت تعطى بهجة للاستوديو وكانت دائمة الهزار معنا . سامح الصريطى :فقدنا قيمة فنية الفنان سامح الصريطى قال فقدنا قيمة فنية كبيرة بوفاة الراحلة مريم فخر الدين وكانت تعانى من حالة مرضية متأخرة جدا فى الآونة الأخيرة وكنا متابعين لحالتها فى كل لحظة ولكنها فنانة تظل موجودة بأعمالها المتميزة ، واضاف الصريطى لم اجد فنانة يحبها اصدقاؤها بهذا الشكل ففى كل يوم اجد كثيرين يحدثوننى للاطمئنان على حالتها، وذهب اليها عدد كبير جدا من الفنانين ليساندوها فى محنتها ورغم انها لم تكن تعرف معظمهم الا ان الحب والود الذى كان يربطها بأصدقائها كان دلالة على حب الناس لها. أشرف عبد الغفور: أيقونة الرومانسية الفنان اشرف عبد الغفور اكد ان الشيخوخة كانت المرض الاساسى الذى عانت منه فخر الدين ، وقال: كنت أتابع حالتها لحظة بلحظة وكانت حالتها تعانى كثيرا وعندما شاهدتها تمنيت ان يريحها الله مما كانت تعانيه ، هى فنانة كبيرة لها ادوار مميزة فى تاريخ السينما المصرية ويتذكر لها الجمهور دورها فى افلامها «رسالة غرام» و»ماليش غيرك «و»عهد الهوى «مع فريد الاطرش واعتبرها من اهم الاعمال التى قدمت فى الرومانسية النقية ، وشاركت عدد كبير من الفنانين بادوار رومانسية جميلة فكانت ايقونة الرومانسية ولذلك أتمنى ان يترحم عليها الجميع ويتذكر اعمالها الفنية الراقية ، فكانت فنانة متجددة وقامة فنية عظيمة.