رغم تواصل الضربات الجوية لقوات التحالف الدولى ضد مواقع مقاتلى "داعش" فى العراق و سوريا، تدفع تركيا عبر أراضيها بمزيد من العناصر الإرهابية للانضمام إلى تنظيم الدولة الإسلامية لمحاربة قوات التحالف. وتلعب تركيا دور الوسيط بين داعش والعناصر الإرهابية القادمة من دول مختلفة لدخول العراقوسوريا عبر أراضيها وبين الولاياتالمتحدةالأمريكية من جهة أخرى، وهو مايضع علامة استفهام حول موقف تركيا المعارض للانضمام لقوات التحالف فى حربها على الإرهاب. وحسب تقارير استخباراتية أمريكية أكدت أن أكثر من ألف مقاتل ينضم إلى تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" شهرياً مما يطول أمد الحرب التى تخوضها قوات التحالف ضد مواقع المتطرفين فى العراقوسوريا. وحول هذا الموضوع، أكد الدكتور سعيد اللاوندى، الخبير فى مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن أمريكا هى من صنعت "داعش" لضرب استقرار الوطن العربى، والاستيلاء على مقدرات شعوب المنطقة، فضلاً عن أنها اتخذت "داعش " كفزاعة لدول مجلس التعاون الخليجى لإجبارها على دعم الاقتصاد الأمريكي. ولم يعول الخبير بمركز الأهرام السياسية والاستراتيجية على موقف تركيا من "داعش" أو انضمامها إلى التحالف التى تقوده الولاياتالمتحدة لمحاربة المتطرفين فى العراقوسوريا، قائلاً: "تركيا راعية للمصالح الأمريكية فى المنطقة والهدف من ضربات التحالف الدولى فى كل من سورياوالعراق هو إسقاط نظام بشار الأسد". ورأى الدكتور نبيل نعيم، الجهادى السابق، أن كره الشعوب الإسلامية لأمريكا هو من دفع بالمقاتلين للانضمام إلى "داعش" فى محاربة قوات التحالف الدولى فى العراقوسوريا، لاسيما وأن أمريكا أصبحت العدو الأول للمسلمين فى العالم بعد خداع الشعوب بديمقراطية زائفة وعرقلة القضية الفلسطينية . وأوضح نعيم، فى تصريح خاص "لبوابة الوفد"، أن تركيا لا تستطيع السيطرة بشكل كامل على الحدود مع دول الجوار فى ظل الانهيار الأمنى والحرب المستمرة هناك والتى أدت إلى تدفق الإرهابيين إلى سورياوالعراق عن طريق المهربين وصعوبة المناطق الجبلية. وفى هذا السياق، قال الدكتور أحمد السيد النجار، الخبير السياسى، إن الأمريكيين يلقون الأسلحة عن طريق الخطأ مرتين في سوريا ثم في العراق لقوات داعش التي هي في الأصل صنيعة مشتركة لهم ولبعض الخليجيين ومتطرفي تركيا. وأوضح النجار أن المستفيد الأول من تلك الحرب هو المجمع الصناعي العسكري الأمريكي طالما أن الحرب ستطول وطلبات الأسلحة ستستمر وأموال النفط والغاز ستستنزف في شراء الأسلحة. وأكد الخبير السياسي، أن تركيا تعمل من أجل مصالحها فى المنطقة وإسقاط قوات حزب العمال الكردستاني التي تقاتل إلى جانب أشقائها من أكراد سوريا في عين العرب.