كثف النظام السوري في الأسابيع الأخيرة عمليات القصف بالبراميل المتفجرة التي تلقيها طائراته يوميًا على المدن والبلدات السورية ويقتل فيها المئات، في الوقت الذي يتركز فيه اهتمام العالم على حدث آخر: الحرب على الجهاديين. وفي أقل من أسبوعين، ألقت طائرات النظام السوري أكثر من 400 برميل متفجر على مناطق خرجت عن سيطرته في محافظات حمص وحماه وإدلب ودرعا واللاذقية والقنيطرة وحلب ودمشق، بحسب ما أظهرت أرقام المرصد السوري لحقوق الإنسان. وبدأ النظام السوري بإلقاء البراميل المتفجرة من طائراته في أواخر العام 2012، قبل أن يرفع من وتيرة استخدامها في العام الحالي حين تسببت موجة كبيرة من هذه البراميل في فبراير الماضي بمقتل مئات الاشخاص في مناطق متفرقة من سوريا. والبراميل المتفجرة عبارة عن خزانات مياه أو براميل أو اسطوانات غاز يجري حشوها بخليط من المواد المتفجرة والحديد من أجل زيادة قدرتها على التدمير. ويقول إسماعيل الحسن الذي تطوع للعمل بصفة ممرض في مستشفى ميداني في محافظة ادلب إن العاملين في المستشفى يواجهون صعوبات كبيرة في معالجة الجرحى الذين يصابون بغارات البراميل المتفجرة. ومثل كثير من السوريين في المناطق الخارجة عن سيطرة الدولة، يعرب حسن عن استيائه من تلكؤ الغرب في المساعدة على الاطاحة بنظام الرئيس بشار الاسد الذي واجه في منتصف مارس 2013 حركة احتجاجية. وتنفي من جهتها الحكومة السورية استخدام سلاح البراميل المتفجرة هذا، وتكتفي بالقول انها تستهدف "الارهابيين". ويشن تحالف دولي يضم دولاً غربية وعربية تقودها الولاياتالمتحدة غارات جوية على مواقع لتنظيم داعش في سوريا والعراق، من دون ان تشمل هذه الغارات نظام الرئيس السوري بشار الاسد. ويلفت من جهته مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن الى ان "عدد الغارات الجوية التي ينفذها النظام وتشمل إلقاء البراميل المتفجرة مهول، وقد تكثفت هذه الغارات في الفترة الاخيرة". وذكر انه الى جانب غارات البراميل المتفجرة، فإن الطيران السوري نفذ 472 غارة في اقل من اسبوعين، متهما دمشق بانها "تستغل" التركيز الدولي على محارية تنظيم داعش من اجل تكثيف هجماتها على المناطق الخارجة عن سيطرة النظام. ويقول سمير نشار عضو الائتلاف الوطني لقوى الثورة السورية ان "الولاياتالمتحدة تنتقد النظام ولا تقدم على شيء، في الوقت الذي يحقق فيه النظام تقدماً على الصعيد العسكري".