لم نكد نستوعب الهجوم الشرس الذي شنته صحيفة «نيويورك تايمز» على مصر وقيادتها قبل أيام قليلة، حتى سارعت شقيقتها «واشنطن بوست» إلى إكمال معزوفة التجريح، و«منظومة» تحريض الإدارة الأمريكية ضد القاهرة والرئيس السيسي. وزعمت «الواشنطن بوست» ان النظام المصري أصبح «قمعيا»، حيث تم اعتقال أكثر من 16 ألفا من أشخاص مدنيين وطلاب محسوبين على جماعة (الإخوان الإرهابية) وقتل ألف شخص منهم. وطبعاً لم تتطرق الصحيفة «المحايدة» والموضوعية إطلاقاً لأي تفاصيل عن العنف الممنهج الذي تمارسه جماعة الإخوان الإرهابية ضد الشعب المصري منذ الإطاحة بالرئيس المعزول محمد مرسي وما تكبده الاقتصاد المصري حيال هذا الإرهاب،ولم تذكر أي شيء عن التأييد الشعبي للرئيس المنتخب «عبدالفتاح السيسي». وطبعاً انتهى المقال بمطالبة البيت الأبيض بخفض المساعدات، والنظر في تأييد النظام الحاكم في مصر. .. وقبل أيام كانت «نيويورك تايمز» قد انتقدت موقف الإدارة الأمريكية من تقديم المساعدات لمصر، وهاجمت الصحيفة الأمريكية تصنيف مصر لجماعة الإخوان على أنها «جماعة إرهابية»، وزعمت أن مصر تعيش فترة قمعية أكثر بكثير مما كانت تعيشه أيام حسني مبارك!! ويأتي موسم الهجوم على مصر، عبر «كونشرتو» تقوده أكبر صحيفتين أمريكيتين متزامناً – ويا للصدف – مع مساعٍ تقوم بها القاهرة مع مجموعة الدول التي كانت قد فرضت حظراً على توريد السلاح لمصر، بهدف رفع هذا الحظر، وقد كللت هذه الجهود بنجاح مع بعض الدول خلال الشهور الماضية، بينما ما زالت المشاورات جارية مع بعضها الآخر. وهنا تتفق مصالح وأهواء إسرائيل التي تسيطر على الإعلام الأمريكي، مع مصالح وأهواء التنظيم الدولي لجماعة الإخوان، حيث يهم الاثنين «التنظيم الدولي للإخوان وإسرائيل» أن تتعثر صفقات تسليح مصر، ومن هنا يمكن تفهم «تواتر» الكتابات سواء المدفوعة في شكل إعلان تحريري مدفوع بالكامل بأموال التنظيم الدولي، أو في شكل مقالات وافتتاحيات، وراءها ضغوط وجهود وسيطرة «أبناء العم»!! المهم ألا نتأثر ب«مقالات» صحف أمريكا، سواء المدفوعة أو «الموجهة»، وألا تنبري الأقلام في الدفاع عن نظام الحكم ومهاجمة «الإعلام» الأمريكي… وعلينا أن نظل في حالة تركيز على أولوياتنا كما نراها نحن لا كما يراها إعلام أمريكا أو غير أمريكا. وحفظ الله مصر وشعبها من كل سوء. twitter@hossamfathy66