دعا أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح إلى ضرورة العمل الجماعي لتحصين بلاده ضد مخاطر الإرهاب. وقال في افتتاح دور الانعقاد الجديد لمجلس الأمة أن الكثير من أقطار العالم العربي تجتاحها أعاصير عاتية وزلازل مدمرة من الحروب الأهلية وأعمال الإرهاب والانفلات الأمني ومعاناة من فقدان الأمن وتجويع وفوضى ودمار ومن سفك للدماء تمارسها تنظيمات متطرفة وميليشيات مسلحة وجماعات متشددة تنشر الفوضى وتجر الدمار. وأكد أمير الكويت أنه في هذا المشهد المأساوي نرى دولا تتفكك وحكومات تنهار ومؤسسات تتلاشى مما أدي إلى فوضى شاملة غاب فيها القانون وانعدم فيها النظام والأمن والأمان وأصبحت أقدار الناس بأيدي مسلحين مجهولين أجبرتهم إلى التشرد داخل وخارج أوطانهم. وشدد على ضرورة الحذر من أسباب الفتن والنزاعات وذلك بترسيخ الوحدة الوطنية وتعزيز الجبهة الداخلية بالتلاحم والوقوف صفا واحدا ولفت أمير الكويت إلى أنه بات من الضروري مضاعفة العمل على توسيع نطاق التعاون والتواصل ليشمل الشعوب والمؤسسات والهيئات الأهلية إلى جانب المستويات الحكومية الرسمية. كما دعا أمير الكويت الحكومة والمجلس بتحمل مسئولياتهم الوطنية لإصدار التشريعات واتخاذ القرارات اللازمة التي تحمي الثروات النفطية والمالية. وحمل أعضاء مجلس الأمة المسئولية في منع الهدر في الموارد وترشيد الانفاق وتوجيه الدعم لمستحقيه دون المساس بالاحتياجات الأساسية للمواطن أو التأثير على مستوى معيشته. كما دعا أعضاء البرلمان لمزيد من الرقابة على أداء الأجهزة الحكومية التي تتسم بالموضوعية والحرص على المصلحة العامة والبعد عن الشخصانية والأهواء بما يحقق الإصلاح المنشود. من جانبه أكد رئيس مجلس الأمة مرزوق علي الغانم أن المجلس ماض في العمل والإنجاز بالتعاون مع الحكومة على الرغم من أن الطريق طويلة وصعبة غير أن البدايات مبشرة. وأشار إلى إن العمل لم ولن يبلغ الكمال أو يخلو من خطأ لكنه لن يقع في خطايا الافتراء والإقصاء وخفايا المساومة والابتزاز. وحول ما اثير في الآونة الأخيرة في الكويت قار الغانم أن ملف الفتنة يجب أن يحسم وإن حقيقة المؤامرة يجب أن تكشف ولن يكون هذا أو يكون ذاك إلا بمساءلة ومعاقبة المتآمرين والمفترين بما يتفق مع الدستور والقانون وحكم القضاء وبغض النظر عن مراكز المدانين الرسمية أو مواقفهم السياسية أو انتماءاتهم الاجتماعية حتى لو كانوا من أفراد الأسرة الحاكمة التي لا ينال شيء من حبنا وإجلالنا وولائنا لها والتي لا يمكن أن ترضى بأن تبقى الكويت وشعبها رهينة افتراءات يرعاها طامع عجول أو ضحية مؤامرة يمولها طالب ثأر حقود. وأكد الشيخ جابر مبارك الحمد الصباح رئيس مجلس الوزراء على أهمية التعاون الإيجابي المثمر بين السلطتين التشريعية والتنفيذية باعتباره خيارا لا مناص منه للحفاظ على مكتسبات الوطن وتحقيق التغيير والإصلاح المنشود ودفع مسيرتنا التنموية إلى الأمام. وأشار إلى إدراك الحكومة التام الحاجة إلى مزيد من الإصلاحات في شتى المجالات التنموية وأن الوضع الراهن نتيجة تراكمات عقود طويلة تستوجب معالجتها عملا جادا دؤوبا يشترك في أدائه الجميع مجلسا وحكومة وشعبا مؤسسات وأفرادا. وشدد على أن الكويت لسنا بعيدة عن شرر وآثار ما يحدث في المنطقة وهو الأمر الذي يتطلب المزيد من اليقظة والحكمة والوعي في الرؤية وفي الممارسة المسئولة في هذه المرحلة الدقيقة ونبذ العنف والإرهاب وتعزيز روح التسامح وقبول الآخر.