لا النسمة ُ انتحبت ولا سكنت بحار ْ . أتت النهاية ُ كم نهاية ُ للمدار ْ . ما شاء كان ، وما اردنا لم يكن .. سبحان ربى واحدٌ قهار ْ مّرت غَمامة ُ عمرى المجدول من صبر البحار ْ . طارت حمامة ُ دنيتى عن سربها خلف الجدار ْ. سكتَ الكلام ُ .. واحتار َ صوتى فى السكونْ ياليلُ أقبّل ْ لا تخف ْ. لا فرقَ فى التوقيت بينك والنهار ْ. دنياى فاتت ثانية .. مَن قال َ إن الذكريات تطيل فى أعمارنا !! لحظات عُمرك ثانية ، ولا فرارْ. تمضى السنونُ سريعة ً مثل الوميض ْ ترنو السنونو فى الشتاء الى الديارْ . هجرت شواطىءُ حبها فى الارض بحثا عن أمان ْ ولا أمان ْ بدون عدل ٍ وانتصار ْ . إن جاء موتك لا تُجادل لا تناقش.. لا تقاوم مَّن أتى . وأبحث عن الرحمات علَّك َ لا تُضار ْ . ********* أحبيبتى سكنَّ الشجر ْ . تعِبت خيولى العاديات ِ من السفر ْ . ملَّ الكلام ُ من الكلام ْ وفرَّ صوتى وأنشطرْ . وهوى الفؤادُ الى البِعاد وحلَّ موتى المنتظرْ. قولى سلاما للربيع ِوللنهار ِ وللنسيم ْ قولى سلاما للقدر ْ . وتذكرينى فى المساء كسيل ِ غيثٍ مُنهمرْ . قد كُنتُ صاحبِكِ الوحيد وكنتِ صاحبتى الوحيدة . وسنلتقى يوما معا فى بهو فيلتنا الجديدة حيث الحياة بلا ظلامْ بلا لئام ْ بلا ضجَر ْ . ********* أحبيبتى لا تبكى شارعَنا القديم ْ. حيث التقينا ذات َ يومٍ والنجوم ْ ترنو لحب ٍ صادق ٍ عذب ٍ يدوم ْ . نُرسى المحبة والوئام ونردُّ سُلطانا غَشوم ْ . لا تبك ِ أيام البراءة والمحبة والغيوم ْ . حيث انتصرنا للزهور وللحشائش ِ والكرومْ . كٌنّا نُغنى دون خوف ٍ أو حرج ْ كٌنا نقوم ُ متى أردنا أن نقوم ْ. كُنا نُحبُ الانتصار . ندعو الاله يحررُ القدس الرءوم ْ . ويفكُّ أسر الخالدين الى الجحيم ْ . ********** فقدوا أباهم فجأة ً فبكوا المشورة والنصيحة والدعاء ْ . قالوا استراح مِن الهموم وما أراح ْ . كان الصديقَ لنا . فهل من أصدقاء ؟ فى ذلك الزمنِ السِفاح ْ ابنى الذى علَّمته الأشعار طفلا ً لاهيا ً بدأ القصائد بالرثاءْ واختارنى مثلا جديرا بالفلاحْ . وبُنياتىَّ تُجاوبان مُعليمهما فى اجتراء ْ : ما مات والدُنا ، ولكنَّ السماء قدْ كلّمته لكى يحاور نجمة ً فأحبَّ والدُنا البقاءْ. ******** ما زال خالدُ ذاكرا ً ما بيننا .. خيطاً من الذكرى يمرُّ بمقلتيه كدمعتى حزن ٍ تذكرت الفرَحْ . كُنا نُحبُ وندّعى .. ونُقيمُ أنظمة ً من الفُلِّ الجميل ِ وننشرِحْ . كُنا نقاوم مِلحَ هذى الارض نزرع حِنطةً فوق الهضابْ . نرسم ُ ما يلذُ وما يطيبُ وما يَصح . كم أفزعتنا فكرة ُ الموت المفاجىء يا صديقى كمْ دعتنا أن نكرر عَهدنا أن نتوبَ الى الاله وننصلح ْ . إنى أحبُك َ .. لا أنافقُ فى الغياب ْ . فلا تفر مِن الصداقة ِ إننى ألقاك فى قوسِ قَزح ْ . ما زالَ خيطٌ بيننا مازال َ بعضى فى تصاوير السنينْ طيفا ً من الماضى ومشروع ُ شَبح ْ . ********* أنا لم أمت .. لكنْ تناستنى الحياة فبقيت ُ وحدى يعترينى الخوف ُ يسكننى الذبول ُ . أنا لم أمُت لكن ْ نعانى ألف ناعٍ قالوا : ظريف ٌ طيب ٌ شهم ٌ أصيل ُ . كتبت جريدتنا الخبرْ . عن مصطفى واف ٍ توفاه الاله قد آن للنجم ِ الأفولُ . تبكى هُدى .. يشرُد صلاحٌ .. ولا يصدق صفوت ٌ وحنان ُ ذاهلة ٌ تقول ُ ولا تقولُ . " أنا سوف اكتب نعيه " قال الصديق ُ . " أنا سوف آخذ مكتبه " هتفَّ الزميل ُ . قالوا كلاما طيبا ومسيسا ً قالوا، ولم أسمع سوى صمت ٍ يطول ُ . ******* جسدٌ مُسجّى فى كفن ْ قد غسَّلته أكفُ مَن رفض الثمن ْ . انسَ الطريق وقُلْ وداعا ً للزمن ْ . وانزل لقبركَ مطمئنا آمنا ً ونم هنيئا لا تجادل فى السكن ْ.