إن إصلاح التعليم في مصر لا يحتاج الى عصا موسى، وانما يحتاج الى تعديل القناعات من خلال تبني ثقافة إيجابية نحو التعليم، فلا أحد يستطيع أن ينكر وجود محاولات جادة تستهدف الارتقاء بالتعليم في مصر، ولكن يظل اللغز.. لماذا لا يوجد حل لمشكلة التعليم في مصر، أحاول أن أنظر للمشكلة بمنظور مختلف، فأنا لا أثقل على الدولة وإنما أحاول أن أناشد الأفراد، أناشد الطالب الذي يطمح في أن يكون متميزاً في المستقبل، وأناشد المعلم المؤمن بأن «العلماء ورثة الأنبياء وأن الأنبياء لم يورثوا درهما ولا ديناراً ولكن ورثوا العلم» وأناشد ولي الأمر المقتنع بأن أولاده أمانة سيسأل عنها يوم القيامة. أناشد ولي الأمر أن يشجع أبناءه على التفكير وجمع الأدلة والمناقشة والنقد والتحليل بهدف إصدار أحكام واتخاذ قرارات سليمة تتسم بالموضوعية وأرجوه أن يشجعهم على إلقاء العديد من الأسئلة ويقدم لهم الاجابات الصحيحة ويسمح لهم أن يناقشوه وأن يتخلى عن رأيه ويستسلم الى آرائهم في حالة إثبات صحتها. وأرجو المعلم أن يقترب من الطلاب ويشجعهم على استقلالية في التعليم ويرشدهم بحيث يبني كل طالب تعلمه بطريقة نشطة من خلال الاستفادة من الانترنت في جمع المعلومات والاطلاع على كتب في مكتبة المدرسة ومناقشة الطلاب فيما توصلوا اليه وتشجيعهم على المناقشة والحوار وتبني وجهة نظر والدفاع عنها. يتعين أن يستهدف التعليم تنمية المهارات، فالتعليم في فنلندا وسنغافورة هو تدريب العقل على التفكير وليس تدريب الطلاب على حفظ الكتاب المدرسي كما هو الحال في مصر، وبالرغم من أن فنلندا تمتلك أفضل منظومة تعليم على مستوى العالم، فمقرراتها هى الأقل في المحتوى الدراسي، على العكس من القدسية التي أضفاها المصريون على الكتاب المدرسي والتعامل معه على أنه كتاب مقدس يتعين حفظه!! يحتاج المصريون أن يدركوا أن أقوى رأسمال هو الرأسمال الثقافي وأفضل استثمار هو الاستثمار في التعليم، وينبغي أن يساعد التعليم الطلاب على النجاح في جميع مناحي الحياة وليس الاقتصار على النجاح في الاختبارات التي تقدم داخل جدران المدرسة، أتمنى أن تستهدف المدارس اكتشاف مواهب الطلاب وتشجيعهم على فهم ذواتهم وبالتالي انتقاء أفضل الطرق للتدريس في ضوء أنماط تعلم الطلاب وميولهم ورغباتهم إنها امور بسيطة ولكنها قد تساهم بصورة جوهرية في حل مشكلة التعليم في مصر. رئيس لجنة المرأة باللجنة الفرعية للوفد بشمال سيناء