تابعت محاكمة قضية «التخابر» المتهم فيها محمد مرسى وعصابته.. ذهلت وأنا أتابع تفاصيل القضية وأسرارها، من اللواء عادل عزب ضابط الأمن الوطنى والرئيس المباشر للشهيد «محمد مبروك» ذلك الضابط الشجاع الذى قدم حياته فداء لوطنه..وثمنا لجرأته فى كشف خيانة هذه العصابة التى ابتلانا بها الله والتى أدخلناها -بجهلنا وغباوتنا- الى قصر الحكم فى بلادنا.. بل ومنحناهم سلطة التحكم في رقاب البلاد والعباد!! المهم ان اللواء عزب حكى أدق التفاصيل عن اكبر شبكة خيانة عظمى في التاريخ المصري.. تخابر لمصلحة تركيا.. تخابر لمصلحة قطر..تخابر لمصلحة أمريكا.. باختصار «كوكتيل» خيانة على عمالة.. مضافاً اليها مزيج من الخسة والندالة.. مخصوما منها الشرف الوطنى والضمير الإنسانى!! عصابة كان لديها استعداد لبيع اى شيء.. وكل شيء فى سبيل الحصول علي المال أو السلطة التي طال اشتياقهم لها أكثر من ثمانين عاماً.. فلما لاحت لهم فى الأفق من بعيد استبد بهم الشوق.. وتملك منهم شبق السلطة.. فأبدوا استعدادا منقطع النظير لدفع اية فواتير تطلبها اية دولة تملك التأثير على الوضع السياسى في مصر.. سواء بالمال الذي تمنحه لمجموعة من «حثالة» الثوار وبائعى الأوطان.. أو عن طريق اجهزة استخباراتهم.. التى انتشرت فى كافة ميادين مصر بعد الثورة لدرجة انها باتت قادرة على «تحريك» الشارع المصري.. وليس أدل على ذلك من ان الجاسوس الأمريكي الشهير «إيلان جرابيل»، لم يخل ميدان او شارع ثورى من طلعته البهية.. بل إنه كان يصلى الفروض الخمسة بمسجد عمر مكرم خلف الخطيب «الثورجى» الشهير مظهر شاهين..وفى لحظة يقظة من اجهزة مخابراتنا قبضت على الجاسوس الأمريكى وتم ترحيله خارج البلاد! كل ذلك وأكثر منه فطنت اليه هذه العصابة الإجرامية.. فنصبت «مزاد» الوطن..رفعت عقيرتها بأعلى صوت.. يا مين يشترى مصر منى..والمقابل سواء كان دولارات لا مانع.. يورو ياريت.. جنيه استرليني مافيش مشكلة.. المهم المال والسلطة والنفوذ..وهنا انهالت عليهم عروض الطامعين فى مصر.. أو الطامحين فى وراثة دورها.. من أمريكا الى تركيا.. بل وحتى قطر تلك الدويلة التى وصفها السادات رحمه الله بالكشك الواقع على الخليج.. حتى قطر -هذه- طمعت فى مصر.. لم لا والبائعون حفنة قذرة من شعبها.. فدائما الخيانة «الداخلية» تسهل مهمة العدو فى تقسيم الاوطان وتمزيق أواصرها.. رأينا ذلك فى العراق، وفى السودان بل وفى اليمن مؤخراً!! المهم ان إخواننا كان لديهم كامل الاستعداد للخيانة! لكن -والحمد لله - كانت لدينا اجهزة يقظة تعاملت مع عصابة الإخوان على انهم حفنة من الخونة والعملاء -حتى وهم فى قصر الحكم!! وهذا ليس غريبا لأن هذه الأجهزة -أمن دولة.. مخابرات- كانت تتعامل مع هذه العصابة الاجرامية منذ نشأتها قبل أكثر من ثمانين عاماً مضت.. وتدرك الاستعداد الفطرى للخيانة لديها.. بل ويدركون مدى استهانتهم بالقيم الوطنية.. وكل معانى الشرف الانسانى.. لذلك استمرت هذه الاجهزة فى مراقبتهم.. بل وتسجيل انفاسهم حتى تمكنت من الحصول على ادلة الخيانة الدامغة والتى لا تقبل التشكيك.. واحتفظت هذه الاجهزة بكل هذه الادلة طوال الفترة الماضية.. حتى ثار الشعب على هذه العصابة وأخرجها من دار الحكم الى غياهب السجن.. وهنا أبرزت -هذه الأجهزة- أدلة الخيانة.. ودلائل العمالة.. ليقعوا فى شر أعمالهم.. وينالوا جزاء الخيانة.. صحيح يمهل .. ولا يهمل.