اعتبرت مجلة (فورين بوليسي) الأمريكية، في مقال، أن حركة "الجهاد المضاد"، التي تحرض على طرد المسلمين من دول الغرب وتدافع بقوة عن احتلال إسرائيل للأراضي العربية، هي التي ألهمت أندرس بريفيك للقيام بتفجيرات أوسلو، على الرغم من إنكار قادتها لذلك. وبدأ توبي أرشر، كاتب المقال، الذي جاء بعنوان: "مستنقع بريفيك"، بالتساؤل حول الكيفية التي يمكن بها لرجل عاقل أن يبرر هذه الجريمة الوحشية، والدوافع التي تحركه للقيام بمثل هذه الجريمة، وهل هي أيديولوجيته السياسية أو تفسيره الديني؟ وفي إجابته على هذه التساؤلات، أكد الكاتب أنه لا يجب أن نعتبر بريفيك شخصاً مجنوناً، بل يجب أن نسأله لماذا يعتقد أن عليه ارتكاب مثل هذه الجريمة؟ وقال موضحاً: "عندما يقول أندرس بيهرنج بريفيك أن قتله لأولئك الضحايا يوم الجمعة الثاني والعشرين من يوليو كان عملاً وحشياً لكنه ضروري -كما يقال بأنه تحدث لمحاميه بذلك- فلا يجب أن نصفه بأنه مجنون، ولكن علينا أن نسأل لماذا فعل ذلك؟ فنظراً لأنه ترك بياناً يتكون من 1500 صفحة، ومقاطع فيديو على اليوتيوب، وجميعها باللغة الإنجليزية المبسطة لكي يتابعها الجمهور في أنحاء العالم- فإنه بذلك يبدو بوضوح أن لديه أفكاراً يريد أن يفهمها الناس". وأضاف الكاتب: "ويتطلب فهم السبب وراء قيامه بذلك، تقييماً لحركة عبر الأطلنطي، التي غالباً ما تطلق على نفسها اسم: "حركة الجهاد المضاد". وكما يتضح من كتاباته، يبدو بريفيك بوضوح كنتاج لهذا المجتمع السائد القائم على شبكة الإنترنت، والمعادي للمسلمين وللحكومة وللهجرة، والمكون من مدونين وكتاب ونشطاء- بغض النظر عما إذا كان قادة الرأي في هذا المجتمع قد نفوا ذلك وأدانوا ما فعله بريفيك". ومضى الكاتب قائلاً إن هذه الحركة تتقاسم الهاجس المشترك مع اليهود في الحذر من الآخر، كما ترتبط بروابط والمجموعات المتطرفة الفاشية الموجودة فى أوروبا، بالإضافة إلى الجماعات اليمينية المتطرفة فى أمريكا الشمالية؛ وفى المقابل، فإن حركة "مكافحة الجهاد" تعتبر نفسها معارضة لما يسمى "النازيين الجدد" مع الأخذ فى الاعتبار الجهود التى تبذل لإظهار النازيين كأنهم "إشتراكيين". وفى السياق ذاته، أشار البيان الذى أصدره بريفيك، والذى كتبه أحد أعضاء حركة "مكافحة الجهاد"، يدعى فوجردمن، وهو نرويجى الأصل- أشار إلى أن النازيين والاشتراكيين وجهان لعملة واحدة؛ وهو كلام سخيف بالطبع لدى أى شخص لديه فهم ولو بسيط للتاريخ الحديث. ومعارضة النازية الجديدة أوضح لدى حركة الجهاد المضاد المحبة للسامية. وهي تأخذ شكل الدفاع القوي عن إسرائيل، وعن سياسات الأحزاب اليمينية الإسرائيلية، ومن بينها سياسة إنكار أن هناك "أراضي محتلة"، وإنما يهودا والسامرة، وهما الاسمان الواردان في التوراة عن الضفة الغربية. وقد ادى هذا إلى تضمين العديد من الصقور الأمريكيين داخل حركة الجهاد المضاد. وبينما يتم التخلص من حركة معاداة السامية، فإن الخوف من الإسلام والمسلمين يحل محلها على الفور. وإذا كان هناك عمل أدبي ملهم لحركة الجهاد المضاد، فإنه الكتاب الذي ألفه المؤرخ البريطاني السويسري، بات يور، الذي ناقش في كتاب أصدره عام 2005، أن الغرب يشهد اجتياح تدريجي ومقصود لأوربا من جانب الإسلام. وقد استرشد بريفيك بكتاب يور عشرات المرات في بيانه.