"نظام الثانوية العامة".. عامل مهم في العملية التعليمية بمصر، وركيزة أساسية في خطط وزارة التعليم، ويواجه دائما تعديلات أو تغيرات، كما تعودنا في السنوات السابقة، من أي وزير تعليم يريد أن يفعل شيئا يحظى بردود فعل كبيرة، فيقوم بتعديل نظام الثانوية العامة، سواء كان يصب في مصلحة العملية التعليمية أم لا، المهم أن يترك الوزير بصمة تكتب باسمه. خرج علينا وزير التربية والتعليم الحالي، الدكتور محمود أبو النصر، اليوم الجمعة، كي يخبرنا أن الوزارة تستعد لنظام جديد للدراسة في مرحلة الثانوية أطلق عليه "نظام البكالوريا المصرية" قائلا إنه نظام يعتمد على التعلم والبحث وتغيير أنظمة التعليم وإلغاء الحفظ والتلقين. ويبقى السؤال.. هل هذا التعديل سيكون الأخير للثانوية العامة أم أن الوزراء القادمين سيستمرون على نهج سابقيهم. وتعتبر الثانوية العامة تاريخ من التحولات والتغيرات حيث مرت بالعديد من المراحل، ويعود أول إمتحان وطني موحد للمدارس الثانوية أو التجهيزية "التى تجهز الطلاب للالتحاق بالمدارس العليا" إلى عام 1887 في عهد الخديوي توفيق بناء على قرار لجنة شكلت لتنظيم التعليم حددت مدة الدراسة التجهيزية بأربع سنوات وأقرت نظاما وطنيا واحدا لامتحان ومنح الشهادة للمدارس التجهيزية الثلاث وقتها ثم أدخلت عدد من التعديلات لتكون خمس سنوات ثم عادت مرة أخرى 4 سنوات. وخلال وزارة الدكتور طه حسين عام 1951 أعيد تنظيم المرحلة الثانوية بحيث تكون 5 سنوات تضم 3 أقسام الأول "الإعدادي" ومدته سنتان يتوجه بعده الطالب إلى المدرسة الثانوية الفنية إذا حصل على درجات منخفضة أو إلى القسم الثاني ومدته سنتان يحصل الناجح فيه على شهادة" الثقافة" التي تؤهله للسنة الأخيرة "التوجيهية"، واقتصرت على شعبتين "أدبي وعلمي". وبعد ثورة يوليو قسمت المرحلة الثانوية إلى قسمين فقط الإعدادية ومدتها سنتان، تليها الثانوية ومدتها 3 سنوات، الأولى عامة والسنتان الأخيرتان تتشعب فيهما الدراسة إلى علمي وأدبي ويحصل الطالب الناجح فيها على شهادة إتمام الدراسة الثانوية العامة. وظل هذا النظام كما هو حتى عام 1994 حينما جاء وزير التعليم حسين كامل بهاء الدين، الذي أدلى بدلوه ليدخل بعض المواد الاختيارية إلى جانب المواد الإجبارية، ومواد المستوى الرفيع لتكون الشهادة الثانوية حصيلة امتحانات السنة الثانية والثالثة معا. ولم يرض جمال العربي وزير التربية والتعليم، أن يخرج من الوزراة إلا بعد أن يترك بصمته فى الثانوية العامة، وقام بتغيير نظام الشهادة، لتكون عاما واحد فقط، بعد أن كانت يحصل عليها الطالب في سنتين "الصف الثاني والثالث الثانوي"، واعتبر الصف الثاني سنة نقل وليس شهادة.