رياح سوداء تهب في كل منزل يمتلك أطفالاً، إذ أنهم يوماً ما سيكبرون ليصلوا إلى مرحلة الثانوية العامّة، وقتذاك يخيّم شبح مرعب يقلب حياة العائلات المصرية رأساً على عقب، ويحيل حياتهم جحيماً؛ لأنّهم في كثير من الأحيان يخشون من ضبابية الرؤية بخصوص النظام الخاص بالثانوية العامّة، لاسيما مع محاولات تبديله على مر السنوات الأخيرة أكثر من مرة، بتعاقب الوزراء المختلفين، لكن العائد للأزمان القديمة، يلحظ أن الثانوية العامّة شهدت العديد من التغيرات نرصدها كما يلي: - عام 1825:لم تكن الثانوية العامة، معروفة باسمها الحالي، وكانت تُعرف بالمدرسة التجهيزية، إذ تجهّز الطلاب لمرحلة التعليم العالي، وفي عام 1887، تم عقد أول امتحان مُوحّد للثانوية العامة في أكثر من مدرسة، فاصطلح على تسميتها بالعامّة، نسبة لعمومية الامتحان. - عام 1897 حتي عام 1905:تغيرّت مدة التعليم الثانوي أربع مرات، فقد كانت حتي سنة 1891 أربع سنوات، حيث تمت زيادتها إلي خمس سنوات، قبل أن تعود وتتقلص إلى ثلاث سنوات عام 1897 لزيادة عدد الخريجين، حيث كانت الحاجة ماسة إليهم للتوظيف الحكومي. - عام 1905:تم رفع عدد سنوات الثانوية العامة لأربع سنوات، لكنّها مقسّمة إلى مرحلتين، مدة كل مرحلة عامين، ويحصل الطالب الذي يجتاز المرحلة الأولي على شهادة الكفاءة، ثم يتخصص في القسم الأدبي أو القسم العلمي، وتستمر دراسته في أحدهما مدة عامين، يحصل بعدهما علي شهادة "البكالوريا"، أو الثانوية العامّة. - عام 1907:تم إلغاء شهادة الكفاءة، وأعيدت تحت اسم "القسم الأول من الشهادة الثانوية"، واستقرّت هذه المرحلة عام 1928 علي أن تكون مدتها خمس سنوات، وتنقسم إلي قسمين: الأول عام لجميع التلاميذ ومدته ثلاث سنوات، والثاني تتفرّع فيه الثانوية إلي فرعين (علمي وأدبي)، ومدته سنتان. - عام 1935:أصبحت لدراسة الثانوية العامة نظاماً جديداً تنقسم فيه إلي قسمين: القسم العام، ومدته أربع سنوات للبنين، وخمسة للبنات، حيث كانت هناك مواد إضافية تخص الفتيات، ثم القسم الخاص أو المرحلة التوجيهية، وتتنوع به الدراسة إلي ثلاث شعب (آداب - رياضة – علوم)، وهذه المرحلة التوجيهية مدتها سنة واحدة للجميع. - عام 1977:تم تحديد مدة الدراسة الثانوية بثلاثة أعوام، وتم تقسيم المرحلة الثانوية إلي فترتين، أولهما: عامة تضم الصف الأول فقط، حيث يدرس الطلاب كل المقررات مشتركة، والثانية لمدة عامين، تنقسم إلي أدبي وعلمي. وفي نهاية العام الثالث يتم عقد امتحان عام يحدد على أساسه الحاصلين على شهادة الثانوية العامّة. - عام 1977: م تشعيب الدراسة، بالصف الثالث العلمي إلي شعبتين إحداهما شعبة لعلمي العلوم (تؤهل للكليات الطبيّة) والأخرى شعبة لعلمي الرياضيات (تؤهل لكليات الهندسة)، وكان وزير التربية في ذلك الوقت هو د. مصطفي كمال حلمي. - عام 1981:طال التشعيب قسمي العلمي والأدبي لكن منذ الصف، لكن تم العودة لإلغائه وفقًا للقانون رقم 233 لسنة 1988م، في عهد د.أحمد فتحي سرور وأصبحت الدراسة عامةً في الصفين الأول والثاني، وتمت العودة من جديد لقصر التشعيب على الصف الثالث وحده اعتبارًا من العام 1989م. - عام 1991:تم العمل بنظام المواد الاختيارية في الثانوية العامة داخل الشعب المختلفة، وفي نطاق المواد التي تعبّر عن ميول الطالب، والأخذ بنظام المستوى الرفيع في مادتين على الأقل من المواد المؤهلة لدخول الجامعات، والتي ترفع من درجات الطالب بما يزيد عن المجموع أحياناً. - عام 1994:تقرر قصر الثانوية العامّة على الصفين الثاني والثالث، وأصبحت مواد الدراسة تتكون من مواد إجبارية وأخري اختيارية يحددها الوزير حسين بهاء الدين وقتها، كما تقرر أن يتم الامتحان للحصول علي شهادة الثانوية العامة علي مرحلتين: الأولي في نهاية السنة الثانوية الثانية، والثانية في نهاية الصف الثالث، فضلاً عن وجود ما يُعرف بالتحسين، وهو سماح إعادة الامتحان أكثر من 5 مرات للحصول على أفضل نتيجة. - عام 1996 ندما قام كمال الجنزوري باستلام منصبه كرئيس للوزراء، ألغى نظام التحسين الذي فرضه حسين كامل بهاء الدين، لكنّ الثانوية العامّة استمرّت بنظام العامين، والشعبتين: أدبي، علمي (علوم- رياضيات)، حتى يومنا هذا. ورغم قدوم الوزراء يحيى الجمل، وأحمد جمال الدين، وأحمد زكي بدر، الذين قدمّوا مشاريع مختلفة من شأنها تغيير النظام من جديد، ولم يتم الموافقة عليها، إلى أن قرر مجلس الشعب عودة النظام لسنة واحدة كما كان على أيام الوزير مصطفى كمال حلمي وما قبله. وما بين هذه التغيرات والاقتراحات، ويستمر التغيّر، وتظل الأسرة المصرية، والطالب المصري هما ركني المعاناة أمام كل هذه التحوّلات. أخبار متعلقة: مجلس الشعب يوافق نهائيا على قانون الثانوية العامة بنظام العام الواحد