حل علينا يوم عيد النصر 6 أكتوبر منذ أيام، وقد ترددت كثيراً في الكتابة بهذه المناسبة، التي تمثل بالنسبة للأمة العربية نقطة مهمة مضيئة وللأمة المصرية أكثر وأكثر، لأن هذا النصر كان ثمنه غالياً جداً، اذ الثمن هو دماء الشهداء التي خصبت أرض سيناء المقدسة الطاهرة، وكان ترددي في الكتابة لأنني مصاب بحالة احباط شديدة حيث إننا كنا نأمل في الخلاص من حالة التهميش واللامبالاة التي تسيطر على حركة التعمير والتنمية في سيناء، واعتقدنا أن ثورة يناير وثورة 30 يونية وتولي السيسي مقاليد الأمور في البلاد سيؤدي بنا الى عهد جديد يضع الأمن القومي الذي تعتبر سيناء ركيزة من ركائزه المهمة موضع الاهتمام والتقدير، ولكن مع الأسف الشديد أثبتت الأيام أن ما كنا نأمله ما هو الا أوهام وسراب. إنني أحاول أن أفهم وأستوعب أسباب تجاهل أنظمة الحكم المختلفة لهذه الأرض الطاهرة وتقدير المشروعات لتعميرها ثم تحويلها الى مناطق أخرى كالمشروع القومي لتنمية سيناء الذي كان مقرراً للانتهاء منه عام 2017 أي بعد سنتين اثنتين وفجأة تحول الاعتماد المالي الى توشكى التي فشلت أيضاً فشلاً ذريعاً ولكن مع الأسف الشديد أنا لا أستطيع أن أفهم شيئاً. وكان لنا أمل كبير في السيسي واعتقدنا أن فترة رئاسته ستبدأ بتعمير سيناء وتنميتها، فكل ما حدث نبهنا منه وقلنا إنه إذا لم تعمر سيناء بالبشر فاننا نتوقع أن تتعرض هذه المنطقة العزيزة لمشاكل كثيرة تهدد أمن الوطن لكن مع الأسف وجدنا المشروعات والتنمية والتعمير تتجه كلها الى جهات أخرى كمشروع تنمية الساحل الشمالي وتشوكى مرة أخرى ورأينا رئيس الجمهورية يبعث رئيس وزرائه إليها ليبحث أمور تنميتها وزراعتها ونسى نظام الحكم التجربة القديمة والفشل الذريع الذي منى به نظام الحكم السابق. لماذا تضع الحكومة العراقيل أمام تملك أراضي سيناء حتي على العقارات المبنية والمزارع القائمة ولماذا تضع شروطاً مستحيلة للتمليك، من أين يستطيع المواطن أن يقدم شهادة ميلاد أبيه وشهادة ميلاد أمه ليثبت أنه مصري من أبوين مصريين؟ والذين ماتوا من الآباء والأمهات منذ عشرات السنين كيف يستخرج شهادات ميلادهم؟؟ وكيف نجوب الآفاق كي نحصل على موافقة الجهات المتعددة التي اشترط القانون الحصول على موافقتها. أين القرار الجمهوري 732 لسنة 1982 بالاعتداد بالملكية والذي لايزال معمولاً به حتى الآن؟ ولماذا لا يفعل؟ وما الحقيقة التي تخفيها عنا أنظمة الحكم المختلفة من زمان ولايزال الوضع على ما هو عليه لم يتغير ولا نجد في عيد النصر إلا الأغاني والأفلام. لماذا لا يلتقي رئيس الجمهورية ولو مرة واحدة بنقباء النقابات المهنية وبالقوى السياسية في سيناء شمالها وجنوبها ليشرحوا وجهة نظرهم؟ ومن الذي يحدد لرئيس الجمهورية أسماء من يلتقي بهم ليسمع مطالب أهل سيناء، ونحن نطالب لقاء الرئيس حالاً. فكوها على سيناء وأهلها واعترفوا بحقوقهم المشروعة ليفكها الله على مصر كلها والأساس سيناء يا عالم وماذا تنتظرون؟ المحامي بالنقض