سيطرت عناصر يشتبه بانتمائها للقاعدة في اليمن، أمس على مديرية العدين التابعة لمحافظة اب الواقعة في جنوب غرب اليمن. يأتي ذلك بعد يوم من سيطرة الحوثيين على « إب « التي تمثل مركز المحافظة، في خطوة تنذر باشتداد لهيب الصراع في اليمن. اكدت المصادر أن مسلحين يشتبه بانتمائهم للقاعدة سيطروا على العدين بعد شن هجوم على مديرية الأمن ومبنى السلطة المحلية ومركز البريد والبنك التجاري في المدينة، ما أسفر عن مقتل 5من أفراد الشرطة. وأوضح شهود عيان لوكالة فرانس برس سماع دوي انفجار في المدينة. وتبين أنه تم تفجير وإحراق مركز مديرية الأمن. واعتبر مصدر محلي للوكالة الفرنسية أن سيطرة القاعدة على المدينة هو بمثابة «رد على تواطؤ السلطات في تسليم مركز إب للحوثيين». وتبعد مدينة «إب» عاصمة المحافظة التي تحمل الاسم نفسه، نحو 20كيلومترا عن العدين. وكان الحوثيون قد سيطروا في وقت سابق على «إب» ونشروا نقاط تفتيش فيها دون مقاومة السلطات، في سيناريو مشابه لسيطرة المتمردين الشيعة على صنعاء في وعلى مدينة الحديدة الإستراتيجية على البحر الأحمر. واكد تقرير مركز» أبعاد» للدراسات والبحوث (غير حكومي) أن الجنوبيين يرون أن مشروعية الانفصال هذه المرة وفرها اجتياح جماعة الحوثي للعاصمة صنعاء في سبتمبر الماضي بعد فرضها لواقع مسلح جديد بديلا للحكم الانتقالي الذي تضمنته المبادرة الخليجية الراعية لانتقال سياسي سلمي للسلطة الموقعة بإشراف اقليمي ودولي في نوفمبر 2011. وأضاف التقرير ان اليمنيين في الجنوب يعتقدون أن الصمت الرسمي والتواطؤ الاقليمي والدولي أمام سيطرة الحوثيين على المؤسسات المدنية والعسكرية ومنظومة السيطرة والحكم، أدت إلى فشل مبكر للعقد الجديد للوحدة الفيدرالية التي تضمنتها مخرجات الحوار الوطني، وأدت إلى عدم فاعلية وجدوى قرارات مجلس الأمن بالذات القرار 2140 القاضي بعقوبات لمعيقي الانتقال وفقا للفصل السابع من ميثاق الأممالمتحدة. واستعرض التقرير سيناريوهات متعددة للجنوب اليمني في ظل الأوضاع غير المستقرة في البلاد حالياً يتمثل الأول منها «في تحقيق الجنوبيين للانفصال السريع والكامل، في حال توفرت بعض الشروط كامتلاكهم قيادة قوية ومحل توافق جميع الكيانات لقيادة الدولة الجنوبية أثناء مرحلة تقرير المصير، وحصولهم على دعم اقليمي ودولي قوي ، لتجنب مخاطر الانزلاق للتمزق والصراعات والحروب الجنوبية الجنوبية». وحول السيناريو الثاني، أضاف التقرير انه قد تساهم سلطة الرئيس عبد ربه منصور هادي، (وهو من الجنوب) في تحقيق انفصال آمن وبطيء تجنبا للفشل وتقليلا للمخاطر وإضعافا لردات الفعل المحلية والاقليمية والدولية غير الراغبة في قرار كهذا، ومثل ذلك يفرض على هذه القيادة البقاء في السلطة وتحمل المزيد من الأعباء والاتهامات بالفشل والتقصير». أما السيناريو الثالث فوصفه التقرير بأنه سيكون ملهما رغم استبعاد تحققه، ويتمثل في أن الجنوبيين يتجهون لتبني إعادة صياغة جديدة للوحدة اليمنية قائمة على القانون والدستور والتعددية والديمقراطية وخالية من اللوبيات والنفوذ المناطقي والمجتمعي». وأكد التقرير «مخاطر كبيرة تحيط بآمال الجنوبيين في حق استعادة ما كان يعرف بجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية وعاصمتها عدن، ما يجعل الانفصال الآمن في المنظور القريب صعبا تحقيقه».واوضح التقرير، ان أبرز خطر يتمثل في مخاوف دولية من انفصال الجنوب بوضعه الحالي الذي ينظر له كمخزن للأيديولوجيا غير السياسية والتي يحتمل أن تكون رافدا للحركات الجهادية التي قد تسيطر على محافظات في حال نشوب صراع سياسي شبيه بصراع 1986 والذي أدى لكارثة اجتماعية وانسانية لم تغادر ذاكرة الجنوبيين إلى اليوم. ولم يستبعد التقرير أن يكون الجنوب أكثر قابلية للحرب الأهلية التي فشلت في الشمال، وقال» الخطر الثاني يتمثل في أن الأيديولوجيا والمناطقية حاضرة بقوة وتحضر معها كل الصراعات السابقة على الحكم في ظل انعدام القيادة والثقة في أوساط الجنوبيين». وأعلن نشطاء في الحراك الجنوبي في وقت سابق عزمهم نصب خيام اعتصامات مفتوحة في ساحة العروض وسط مدينة عدنجنوبي اليمن حتى تحقيق مطالبهم في انفصال جنوب اليمن عن شماله.