أكد خبراء الإعلام أن فقدان الإعلام المصري لمصداقيته، يعود إلى تكرار ارتكاب الأخطاء المتكررة، ونشر الأخبار الكاذبة، أملا في الحصول علي السبق، ومن ثم إعادة تكذيبها، مشددين علي ضرورة تحري الصدق والحيادية في تناول الموضوعات والقضايا حتى لا تفقد القنوات الإعلامية مصداقيتها. من جانبها قالت د.ليلي عبدالمجيد عميد كلية إعلام القاهرة سابقا، أن تحقق عنصر المصداقية في الإعلام يتطلب جهدا كبيرا يتمثل في التزام القناة أو الوسيلة الإعلامية بالمعايير المهنية، والتدقيق في نشر الأخبار وتوثيق المعلومات لمصادرها. وأكدت"عبدالمجيد" في تصريحات ل"بوابة الوفد"، أن اعتياد بعض القنوات والمواقع علي نشر الأخبار الكاذبة وغير الموثقة، ومن ثم إعادة تكذيبها يعد العامل الأول والأساسي في فقدان المصداقية لدي المتلقين. وناشدت "عبدالمجيد"، الوسائل الإعلامية بضرورة احترام عقلية القارئ او المستمع او المشاهد، وذلك من خلال تفضيل صحة المعلومة عن السبق الصحفي. وأشارت "عميد كلية إعلام القاهرة سابقا"، إلى أن عرض الآراء ووجهات النظرالمتنوعة، والالتزام بالحيادية، سيكون سبيلا حقيقا في تحقيق مصداقية الأخبار والأراء المقدمة. و أضاف الدكتور صفوت العالم أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة، أنه لابد من توفير آلية دائمة ومستمرة لرصد وتقييم الأداء الإعلامي، حتى تعود مصداقية الإعلام المصري بشتى قنواته ووسائله أمام المتلقي. وشدد "العالم"، علي ضرورة تمتع تلك الآلية بالحيثية، والقدرة علي اتخاذ اجراءات الرصد والتقييم، وإعطائها امتياز سن وتشريع اللوائح والقوانين التي تنظم العمل في مدينة الانتاج الاعلامي، خاصة بشأن مقدمي الفضائيات. وفي سياق مُتصل قال محمود علم الدين رئيس قسم الصحافة في كلية الإعلام بجامعة القاهرة، إن فقدان المصداقية في معظم القنوات والوسائل الإعلامية يعود الي ارتكاب الاخطاء المهنية بصورة متكررة، ونشر الاخبار الكاذبة. ونصح "علم الدين"، بضرورة التدقيق في صدق المعلومات، والسعي لأجل التحقق من صحة الخبر قبل النشر، ووضع الدقة في المرتبة الاولي قبل السرعة، موضحا ان فقدان القناة لمصداقيتها امام المتلقي يحدث سريعا، ولكن عودة الثقة مرة اخري تحتاج الي جهد عالي وقد لا تعود مرة اخري. واوضح "علم الدين"، ان عدم تنويع المصادر، واختيار القناة لضيوف غير ملاءمين للقضايا المطروحة، والاعتماد علي محللين ومعلقين بعينهم، تعد اسباب قوية لفقدان المصداقية، ناصحا بتجنبها لإحتفاظ القنوات بمصداقيتها. وطالب"علم الدين"، الصحفيين بالتحرك الميداني والابتعاد عن صياغة المعلومات الجاهزة، والاعتماد علي برامج التوك شو في نقل الاخبار، مشيرا الي ان عدم الاكتفاء بتقديم المعلومة والتركيز علي ماذا بعد الخبر سيحظي بإهتمام شديد من قبل المتلقين ومن ثم ستتحق المهنية والمصداقية لدي القراء. وقالت الاعلامية بثينة كامل، إنه لابد من تحري الصدق في تناول الاخبار والموضوعات حتي نحصل علي المصداقية من قبل الجماهير. واوضحت "كامل" ان صعوبة الوصول الي الحقيقة، هو ما يجبر الوسيلة الاعلامية الى اللجوء الي ترويج الشائعات، ويساعدها في ذلك حب الجماهير للنميمة والشائعات. وطالبت "كامل"، الجهات المختصة بتسهيل الحصول علي المعلومات، وتوفير الحقائق، لجهات الاعلامية شتي، موضحة ان ذلك سيكون حلا رئيسيا في تجنب فقدانها للمصداقية. وفي سياق متصل قال هشام عطية الخبير الاعلامي، لكي نتمتع باداء اعلامي اكثر تميزا ونجاحا، لابد من متابعة اولويات واهتمامت الجمهور اولا، ومن ثم التعامل معها بنوع من التجرد والموضوعية والتوازن. واشار "عطية"، الي ان غياب استطلاع ارارء الجماهير في الخدمة الاعلامية المقدمة يعد سببا مهما في خلق فجوة كبيرة في المصداقية، مشددا علي اهمية التواصل مع الجمهور من خلال الاستطلاعات المستمرة بصفة دورية. واستنكر محمد جبر استاذ العلاقات العامة بقسم الاعلام جامعة حلوان، غياب الدراسات المتعلقة بالجمهور، والتي تسفر عن خلق اعلاما اكثر مصداقية وارتباطا بالجمهور. وتابع :" لابد من تقديم ما يهم الجمهور، وبالمصداقية والحيادية التي يتطلبها حتي نحظي باعلام ناجح".