أكد العاهل الأردنى الملك عبدالله الثانى اليوم على أن المسيحيين العرب هم جزء أصيل من الحضارة العربية الإسلامية ولهم دور أساسى فى ماضى المنطقة وحاضرها ومستقبلها. معربا عن اعتزازه بنموذج التعايش والتآخى الذى يعيشه المسلمون والمسيحيون فى الأردن كحالة متميزة فى الشرق الأوسط. جاء ذلك خلال استقبال العاهل الأردنى اليوم فى قصر الحسينية عددا من رؤساء الطوائف المسيحية من الكنائس الشرقية فى دول الجوار وممثلين عن المنظمات المسيحية الدولية. بحضور الأمير غازى بن محمد كبير مستشارى الملك للشئون الدينية والثقافية والمبعوث الشخصى له، ورئيس الديوان الملكى الهاشمى فايز الطراونة، ومدير مكتب الملك عماد فاخوري. ووفقا لبيان صادر عن الديوان الملكى الهاشمى حذر ملك الأردن، خلال اللقاء، من الإجراءات التى تستهدف التهجير القسرى للمسيحيين العرب فى بعض دول الجوار، مشددا على الدور الكبير للمسيحيين العرب فى بناء الحضارة العربية الإسلامية عبر التاريخ وبمساهماتهم القيمة. مؤكدا استمرار الأردن فى جهوده لحماية وجود المسيحيين العرب والحفاظ على هويتهم. وشدد العاهل الأردنى، فى الوقت ذاته، على أهمية تعزيز الحوار بين أتباع الأديان بما يعظم الجوامع المشتركة والتسامح والاعتدال كنهج مشترك بين الجميع.. داعيا القيادات الدينية المسيحية إلى المساهمة فى دعم أواصر المحبة والسلام والإخاء والتسامح وقبول الآخر والعيش المشترك بين مختلف الأديان والثقافات وأتباعها ومد جسور الحوار بين الشرق والغرب. وأشار ملك الأردن إلى أهمية تكاتف جهود جميع الأطراف وإدامة التعاون الكامل بينها لمواجهة التحديات، التى يفرضها انتشار الأفكار المتعصبة والإرهاب والكراهية، والتى لا تمت لأى من الأديان السماوية بصلة. ونوه العاهل الأردنى، فى هذا الصدد، بالدور الذى تقوم به المملكة فى إبراز الصورة الحقيقية للإسلام السمح المعتدل من خلال نشره رسالة عمان ومبادرة كلمة سواء واستضافته عددا من المؤتمرات الدينية والتى كان منها مؤتمر (التحديات التى تواجه المسيحيين العرب)، بهدف تعزيز الحوار والتفاهم بين مختلف الأديان وإحلال الوسطية والاعتدال بديلا عن التشدد والتعصب والكراهية. ولفت إلى تداعيات ما تتعرض له مدينة القدس والمقدسات الإسلامية والمسيحية فيها خصوصا المسجد الأقصى من محاولات وانتهاكات إسرائيلية متكررة، محذرا من مغبة ذلك على جهود تحقيق السلام العادل والشامل وأمن واستقرار المنطقة وشعوبها. وبدورها.. أعربت القيادات الدينية المسيحية عن تقديرها للمساعى التى يقوم بها الأردن بقيادة الملك عبدالله الثانى فى مجال دعم ترسيخ السلم العالمى وتقريب وجهات النظر بين مختلف أتباع الأديان، وتعزيز الحوار والتسامح والتآخى بينهم.