ساعات قليلة ويبدأ بالقاهرة مؤتمر إعمار غزة الذى يأتى برعاية مصرية نرويجية، لبحث تقديم الدعم اللازم من خلال لإعادة إعمار قطاع غزة، وسط ترقب وأمل كبير من أهل غزة والعالم العربى فى إعادة إعمار القطاع وعودة الحياة الطبيعية إليها مرة أخرى بعد العدوان الإسرائيلى على القطاع الذى تسبب فى دمار كبير فى البنية التحتية . وبخطوات ثابتة تأتى القيادة المصرية الرشيدة لتأكد أن مصر دولة كبيرة ذات تأثير عميق وثقل كبير فى المنطقة، وتبذل جهودا كبيرة لحل القضية الفلسطينية، وأن فلسطين هى القضية الرئيسية لمصر، لتعقد مؤتمر إعادة إعمار غزة برعاية الرئيس عبدالفتاح السيسى وبمشاركة 30 وزيرا للخارجية وأكثر من 50 وفدا من دول مختلفة . ومن جانبها قامت بوابة الوفد برصد آراء خبراء دبلوماسيين وسياسيين حول موضوع عملية الإعمار للقطاع، وكان التقرير التالي: حيث أكد الدكتور وحيد عبد المجيد، نائب رئيس مركز الدراسات الإستراتيجية بالأهرام، أن العالم عليه أن يتحمل مسئولية عملية إعادة إعمار غزة بعد الدمار الشامل الذى أصابها، على أيدى قوات الاحتلال الإسرائيلية، مشيرا إلى أنه يجب تحميل إسرائيل هذا الأمر برمته. وأضاف عبد المجيد فى تصريحات خاصة ل"بوابة الوفد" أن إعمار غزة يأتى لحفظ ماء وجه العرب والعالم بعد الدمار الذى أصاب غزة، لافتاً إلى أنه لا يجب فرض أى شروط على الجانب الفلسطيني. وقال نائب رئيس مركز الدراسات الإستراتيجية بالأهرام، أن عملية الإعمار يجب أن يكون تحت إشراف كامل من الحكومة الفلسطينية. فيما رأى عبد الغفار شكر، رئيس حزب التحالف الاشتراكى، ونائب رئيس المجلس القومى لحقوق الإنسان، أنه لا يوجد ما يمنع أن يتم الاتفاق على وقف إطلاق النار ووضع الآليات التى تضمن ذلك بمؤتمر إعمار غزة، مشيرا إلى أن المؤتمر سوف يناقش إعمار الدمار الذى تسببت فيها الحروب على القطاع. وأضاف "شكر" أن استضافة مصر لمؤتمر إعمار غزة اعتراف من جميع الأطراف بدور مصر الإقليمى والدولى بالمنطقة، خاصة أن مصر دولة كبيرة وذات تأثير عميق وثقل كبير فى المنطقة وتلعب دورا هاما فى الشئون الإقليمية والدولية، وتبذل جهودا كبيرة لحل القضية الفلسطينية، لافتا إلى أن الإعمار يجب أن يكون تحت إشراف الحكومة الفلسطينية . وقال السفير عادل الصفتى وكيل أول وزارة الخارجية الأسبق أن مؤتمر إعادة إعمار غزة الذى يعقد غدا الأحد فى القاهرة لن يحقق استفادة مباشرة لمصر، وإنما يشير إلى عودة مصر لدورها التقليدى كحجر أساس فى الشرق الأوسط والعمود الفقرى للمنطقة . وأضاف "الصفتى" أن حركة حماس لن يكون لها تأثير قوى فى هذا المؤتمر كما كان فى السابق، مشيرا إلى أنها تتسبب فى المشاكل ثم تطلب من مصر، والعالم حل هذه المشاكل، مؤكدا أنها تعانى حاليًا من تصرفاتها الخاطئة وأكد السفير أحمد القويسنى مساعد وزير الخارجية الأسبق أن مؤتمر المانحين لإعادة إعمار غزة لن يكون مؤتمر تعهدات، كما كان دائما فى السابق لأنه يتم فى بيئة إقليمية ودولية مختلفة عن ذى قبل، حيث توجد رغبة حقيقية لدى دول العالم لإنهاء الصراع الفلسطينى الإسرائيلى، وخاصة مع اشتعال الإقليم بالأزمات والحرب على الإرهاب. وأضاف "القويسنى" أن هناك العديد من التحديات التى تنتظر المؤتمر أهمها الوقف الدائم لإطلاق النار بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وإعادة فتح المعابر بشكل دائم والذى يعد انتصارا لغزة ويعنى إعمارها للأبد منوها إلى أن الدول المانحة من مصلحتها عمل التسوية السياسية ما بين فتح وحماس وما بين الفلسطينيين والإسرائيليين حتى لا تكون كمن يتبرع للمجهول. وأشار القويسنى إلى أن رئاسة مصر لمؤتمر إعادة إعمار غزة بالمشاركة مع النرويج الشاهدة على كل الاتفاقيات السابقة يؤكد الدور المحورى والأساسى لمصر فى القضية الفلسطينية، مؤكدا على خبرة مصر الكبيرة من خلال التجارب السابقة وخاصة أنها دائما ما تستضيف المؤتمرات لدعم غزة ماديا أو سياسيا. فيما رأى أكد السفير حسين هريدى مساعد وزير الخارجية الأسبق أن الإقبال الدولى الكبير والمشجع على المؤتمر الدولى لإعادة إعمار غزة يعد خطوة مبدئية وإيجابية لإتمام وقف إطلاق النار بين الإسرائيليين والفلسطينيين، وخاصة بعد الدمار الذى لحق بقطاع غزة خلال الحرب الأخيرة. وأضاف "هريدى" أن رئاسة مصر لمؤتمر إعمار غزة يعبر عن الدور الحقيقى لها وارتباطها بالقضية الفلسطينية، كما أن هناك إدراكا لأهمية التحول من الوقف المؤقت لإطلاق النار إلى وقف دائم لإعادة إعمار القطاع واستكمال المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين بشكل يمنع تناحر الفريقين من جديد. وأشار هريدى إلى أن مدى نجاح المؤتمر لا يتوقف فقط على مقدار المنح التى تقدم لإعادة إعمار غزة، ولكن يرتبط بمدى قدرة كل دولة على تنفيذ تعهداتها. وأكد السفير محمد منيسى، مساعد وزير الخارجية السابق، والمشرف العام على الهيئة العامة لرعاية المصريين بالخارج، أن إعمار غزة كان يتطلب تمهيدا على أرض الواقع بالقطاع لعملية الإعمار، خاصة أن الحرب الأخيرة التى شنتها قوات الاحتلال على القطاع استهدفت البنية التحتية للقطاع واصفة "بالدمار الشامل". وأضاف منيسى فى تصريحات خاصة ل"بوابة الوفد" أنه يجب القضاء على قيادات حماس من أجل عملية إعمار حقيقى ترجع بالنفع على أهل غزة، مشيرا إلى أن حماس هى إحدى أذرع جماعة الإخوان الإرهابية وتعمل حسب توجيهات وتعليمات التنظيم الدولى قائلا: "لن يتم إعمار غزة وعودة الحياة إلى طبيعتها، إلا بالقضاء على قيادات حماس التى تريد السلطة فقط ولا تريد إعمار غزة".