لم يبهرني احتشاد المصريين بالولاياتالمتحدةالأمريكية في استقبال الرئيس السيسي، فهذا واجبهم وحقهم أيضًا، رغم ما تحملوه من عناء السفر لمئات بل آلاف الكيلومترات ما بين الولاياتالأمريكية بمساحاتها الشاسعة، ولم أندهش من تسابق زعماء الوفود العالمية بمبنى هيئة الأممالمتحدة وفي محل إقامته، إلى لقاء الرئيس، أغلبها كانت لقاءات تهدف الى استطلاع واستكشاف من هذا القادم؟!، من هذا العقل الذي استطاع- و«بشغل أسطوات « كما نقول - تغيير مجرى الأحداث، وجعل الكثير من دول العالم تغير من درجة تشنجها تجاه مافعله المصريون منذ الثلاثين من يونيو 2013، وما لم يصلنا من عبارات إثناء وتقدير لمصر والسيسي، لعلنا رأيناه فيما تناقلته الفضائيات والصحف من صور تعبر بوضوح عن مدى الانبهار والتقدير لشخص الرئيس، لمن يريد التأكد يراجع صور لقاءاته مع معظم «أسطوات السياسية الأمريكية مثل هنري كيسنجر ومادلين أولبرايت، وكذا صورة لقائه مع الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كيلنتون وزوجته هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية السابقة، اقرأوا الصور جيدًا؛ فالصورة كما يقولون تغني عن ملايين الكلمات! إلا أن الصورة الذهنية والروحية الأقوى التي ترسخت في وجدان المصريين والكثيرين من المنصفين في العالم، هي صورة عودة مصرنا الغالية إلى عرينها، تتسربل فى أبهى وأزهى حضورٍ لها بين دول العالم كعادتها عبر صوتها ووعيها الحضاري العتيق الذى اعتدناها فيه، ومهما كانت التحديات وطال بنا الوقت فى انتظار رجوعها، كان الأمل واليقين داخل كل مصرى نبت من أرضها أنها ستنتفض يومًا من تحت الرماد كالعنقاء لتعيد على مسامع العالم درسًا من دروسها التاريخية، التى لا تنسى مهما حاول الحاقدون أن يتناسوا، فقوة شعبها ناقوس لا يكف عن الرنين ليذكر كل خسيس أراد أن ينال من أوصال الوطن الطاهرة عقابه فى الفناء المحتوم. ولعل نجاح الشعب المصرى فى اختيار قائد يليق بقدر مصر قادر على حماية تراثها وتقديمها بما يليق بمكانتها، ليرى الجميع مصر العتيقة صانعة الجديد دوما في ركب الحضارة الإنسانية، والتى عرفوها أكثر فى ثوبها الجديد، خاصةً عندما ألقى الرئيس عبد الفتاح السيسى كلمته أمام العالم فى الاممالمتحدة ليؤكد دور مصر الرئيسى والمحوري الذى أراد البعض إغفاله وإطفاء نوره بنار الغل والحقد والكراهية، إن مصر كانت ومازالت لهم بالمرصاد؛ شعبًا وحضارةً وحاكمًا، ولا شك أن قرار الرئيس السيسى بعدم الاستجابة لمن نصحوه أن يبقى هو في البلاد و يسافر وزير الخارجية الى نيويورك لترؤس الوفد المصري؛ لهو قرار حكيم وصائب ويدل على شخصية تواجه بالحقائق ولا تتهرب، واجه السيسي العالم بكلمة مصر فى الأممالمتحدة، مشددًا على أنه يحمل رسالة الشعب المصري إلى العالم، ومؤكداً أن ما فعلته الإرادة المصرية منذ 30 يونيو هو عين الوعي التاريخي لحركة الشعوب المحبة للسلام، النابذة للعنف وجماعات الإرهاب. والدولة المصرية، مهما تخيّل البعض، أو هي أوهمتهم؛ أنها ضعفت، فهي تمرض مؤقتًا وسرعان ما تعود أكثر عافية وقوة لتهرس أعتى الفيروسات و تحيلها إلى أي مستنقع جاءت منه، وهي دولة تمتلك معطيات ثمينة لا تملكها معظم دول العالم ولن نعيد الحديث للتأكيد على الموقع الاستراتيجى، أو الدور المصرى المتميز طوال الوقت تجاه القضية الفلسطينية، وأيضًا فى معظم قضايا المنطقة بأكملها سواء على المستوى الإقليمى أو العالمي، ولكن ما حيّر العالم كله ولفت أنظار الجميع هو دور الشعب المصري وإرادته الفولاذية فى صد قهر أي قوة تتغطرس وتخون الوطن مثل جماعة الإخوان الذين لقنهم الشعب درسًا بليغا، ونفض سطوتهم عن كاهل الوطن، وها هى صفعاته المتكررة الواحدة تلو الأخرى على وجه كل من أراد بمصر سوءًا -شعب يثبت كل يوم أنه قادر على التحدى والتقدم والازدهار مهما كلفته المعاناة وسوء الظروف فها هى مصر الحديثة التى هزمت كل طاغية أراد طمس هويتها او تغير ملامحها، ومنذ عشرات السنين حذرت مصر العالم كله من الإرهاب وتصدت له وأسقطته على مر العصور، مصر الحضارة القديمة والجديدة - مصر وشعبها الذى أسقط نظامين مستبدين فى أقل من 3 سنوات، وأجبر السيسي ليأتي كرئيس منتخب فى أرقى وأنزه عملية انتخاب ديمقراطية شهدها وتحدث عنها العالم والتى استطاعت ايضا اسقاط دستور همجي وضع تحت هيمنة جماعة الإخوان الارهابية لتضع لنفسها دستورا ديمقراطيا قائماً على سيادة القانون بعيدًا عن مستغلى الدين والمتاجرين به وها هى اليوم تقف وراء أضخم مشروع بالمنطقة، وهو مشروع قناة السويس الجديدة لتدعمه بجهودها الذاتية وأيدى أبنائها الشرفاء، لتقدم للعالم درسًا بليغًا وجديدًا من دروسه.