مع استهلال العام الدراسي في المدارس وقعت عدة انفجارات في القاهرة والغربية والأقصر تم إبطال بعض العبوات الناسفة وانفجرت عبوات أخرى أدت الى سقوط ضحايا ومصابين بين قوات الشرطة.. لايزال الارهاب الأسود يمارسه الارهابيون أعداء الوطن والمواطن بهدف زعزعة الأمن والاستقرار في البلاد من أجل إفشال الدولة.. الارهابيون قاموا بعملياتهم القذرة الخسيسة منذ ثورة 30 يونية التي اطاحت بجماعة الاخوان واسقطت حكم المرشد لإثبات انهم لابد وأن يكونوا إحدى أوراق الحل في هذا الوطن.. عشرات العمليات الارهابية التي استهدفت قوات من الجيش والشرطة سقط فيها مئات الشهداء والمصابين ولكن الشعب الصامد رغم سقوط الشهداء لم يعبأ ولم يخف ولم يرتجف لأنه لديه ايمان راسخ بأنه «قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا».. شعب عظيم الايمان بالقضاء والقدر تراه يعيش حياته في الأفراح والأحزان ولم تهتز له شعرة من جراء تلك العمليات الارهابية الدنيئة.. شعب محب للحياة وسيظل الى يوم الدين لأن يوقفه عمليات صبيانية هنا أو هناك.. لن يرهبه سقوط آلاف الشهداء من أبنائه من الجيش والشرطة. بدأ الارهابيون عملياتهم المباشرة بعد فض اعتصامي رابعة والنهضة مباشرة باستهداف 25 جندياً كانوا عائدين الى وحداتهم لاستلام شهادة تأدية الخدمة العسكرية بعد أعوام من الخدمة الشاقة في حراسة الوطن واداء الواجب المقدس.. استهدفهم الارهاب بعد أن قيدوهم وطرحوهم أرضاً وأطلقوا الرصاص على رؤوسهم غدراً في أرض سيناء الطاهرة.. الارهابيون استهدفوا مديريات الأمن وأقسام الشرطة سقط خلالها عشرات الشهداء والمصابين في الدقهلية وجنوب سيناءوالقاهرة وأسوان.. ولكن الشعب الصابر لم يخف وخرج ملتفاً حول جيشه وشرطته متحدياً الارهاب الأسود.. استهدفوا قسم شرطة كرداسة وقتلوا كل من فيه من الضباط والجنود واحرقوه.. سقط 14 شهيداً مثلوا بأجسادهم في مشهد من الخزي والعار لم يرتكبه العدو الصهيوني لم تتوقف العمليات الارهابية القذرة ضد جموع الشعب بهدف إفقاده الثقة في نفسه وجيشه وأمنه.. ولكن الشعب البناء كان له رأي آخر حينما شق طريقه للمستقبل فاستفتى على الدستور الجديد للبلاد وانتخب رئيساً أحبه ووهبه ثقته.. شعب البناءين لا يعرقل مسيرته أحداً لأنه محب للحياة والنماء.. فكان وقوفه خلف قيادته السياسية في مشروع تنمية قناة السويس.. الذي بدأ العمل فيه بانشاء القناة الجديدة التي ستزيد من الدخل 100٪ خلال عام من الافتتاح.. في 8 أيام فقط جمع الشعب 64 مليار جنيه مجدداً الثقة في رئيسه متحدياً كل العمليات الارهابية وكل عمليات إعاقته عن السير في طريق المستقبل. الارهاب يلفظ أنفاسه لأن الشعب قرر أنه لا مكان للارهابيين في هذا الوطن رغم كل الدعم الخارجي والداخلي.. فلول الارهاب مازالت تقوم بعمليات قذرة غادرة هنا وهناك.. ولكن هيهات أن تنال من وحدة هذا الشعب العظيم المتمسك بالحياة الي آخر لحظة.. ومن شدة الضربات الموجعة التي توجه إليه في سيناء وشتى بقاع المحروسة يقومون بتوجيه عملياتهم الطائشة الى جنود وضباط الجيش والشرطة بهدف إرهابهم وإخافتهم.. ولكنهم فشلوا وسيفشلون لأن هناك رجالاً يضحون بأرواحهم وأنفسهم فداء لوطنهم.. العمل الارهابي الخسيس الذي وقع في منطقة بولاق أبوالعلا تحت كوبري 15 مايو على الكورنيش وفي محيط وزارة الخارجية عملية جبانة أراد بها الارهابيون أن يثبتوا أنهم قادرون على استهداف المصالح الحيوية.. ولكنهم ذهبوا ليقوموا بعمليتهم بعيداً عن الوزارة ولكن من أجل القلق واخافة العاملين فيها.. العمل الخسيس حصد أرواح ضابطين وأصاب مجموعة من الجنود كانوا جميعاً في حالة استراحة محارب.. ربما كانوا في انتظار تغيير ورديتهم أو في حالة تعب بسبب طول فترة العمل.. ولكن أن يستريح هؤلاء تحت الكوبري أو في ظل شجرة فهذا لا يجوز ولا يصح في ظل استهدافهم من الارهابيين.. نحن على ثقة أن الداخلية ستقتص لرجاله وسيسقط الارهابيون في أقرب وقت.. ولكن إلى متى نظل عرضة لهذه العمليات الاجرامية؟ هل هناك ثقوب في ثوب الأمن.. أم هناك اختراق أمني لهذا الجهاز من سنوات؟.. لماذا تتوالى العمليات الارهابية بصفة مقررة دون إتخاذ إجراءات الحيطة والأمان لعناصر الأمن؟ من الملاحظ أن الأكمنة الثابتة والمقرات هى أكثر الأماكن استهدافاً من الارهابيين فلماذا لا تتم زيادة تأمين هذه الأماكن وزرع كاميرات مراقبة وخاصة أن وزارة الخارجية والأماكن المحيطة بها من أكثر المناطق الحيوية داخل القاهرة.. فعلى بعد أمتار من الخارجية يوجد مبنى ماسبيرو «وزارة الاعلام» الذي يعمل به أكثر من 40 ألف موظف.. هل هى من قبيل المصادفة أن أحد الضابطين الشهيدين كان شاهداً في قضية الهروب الكبير من سجن وادي النطرون بقيادة الرئيس الاخواني الأسبق محمد مرسي وحاشيته. وهذا الضابط تم ندبه من قطاع الأندية بالوزارة فهل عمليات الحراسة تتناسب مع تخصصه؟ وهل من أجل سد العجز في قطاعات معينة داخل الوزارة يتم ندب أي ضابط لعمل أي شىء.. هل يصلح ضابط المخدرات للعمل في الأموال العامة دون تدريب؟ وهل سيكون الضابط المتخصص بنفس الاجادة بضابط غير المتخصص في عمله؟.. الضحايا هم من ناسنا وأهالينا نحتسبهم شهداء عند الله.. ولكن إلى متى نتركهم نهباً لعمليات ارهابية قذرة كان يمكن أن تحفظ لو اتخذنا اجراءات التأمين اللازمة لحمايتهم.. لقد سقط الشهيد المقدم محمد مبروك ضابط الأمن الوطني والشاهد الرئيسي في قضية الهروب الكبير بسبب الاهمال في تأمينه وحمايته بعد استهدافه من الارهابيين فقد كان يمكن تغيير محل سكنه ومواعيد عمله وسيارته تضليلاً لمن يرصده ولكن قضاء الله نافذ. العملية الارهابية ضد الضباط في بولاق أبو العلا لن تكون الأخيرة في هذا السياق ولابد أن نزيد من استثماراتنا في المجال الأمني.. حفظاً للرجال ومقدرات الوطن وجلباً للاستثمار في الداخل والخارج.. إذا كانت العاصمة البريطانية لندن تتم مراقبتها بنحو مليون كاميرا بمعدل كاميرا لكل 14 مواطناً وهى لا تشهد عمليات ارهابية كما نشهد.. فهل كثير على القاهرة أن يتم زرع كاميرات مراقبة في كل الشوارع لتسجيل ما يحدث لحظة بلحظة.. لن نقول إنه كان يمكن انقاذ حياة الضابطين الشهيدين لأن أجلهما كان سينتهي.. ولكن لابد من الحذر واتخاذ الاجراءات الأمنية المناسبة حفاظاً على أرواح حراسة الوطن الاستثمار في الأمن هو استثمار للوطن، لن تعود السياحة دون أمن ولن تدور عجلة الاقتصاد دون دور واضح وصريح لكل المواطنين.. توفير كافة الامكانيات المطلوبة من العتاد والسلاح للداخلية ليس رفاهية ولكن ضرورة لانقاذ اقتصاد البلاد من التردي.. لن نتصدى لارهاب الداخل والخارج دون يقظة وتوفير كل الامكانات لمن يضحون بأرواحهم من أجلنا.. أعيدوا لنا الأمن ولا تأخذكم رأفة بارهابي أو مفسد أو محرض ضد الوطن وحراسه بالضربات الاستباقية.