صرح السفير علاء يوسف، المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية، بأن جدول أعمال الرئيس لليوم الثانى خلال زيارته لنيويورك، تضمن نشاطا مكثفا، استهله الرئيس باستقبال وزيرى الخارجية الأمريكيين السابقين هنرى كيسنجر، ومادلين أولبرايت، فضلا عن برنت سكوكروفت مستشار الأمن القومى الأمريكى الأسبق، والذين يعدون من الشخصيات السياسية المرموقة فى الولاياتالمتحدة، بحضور سامح شكري، وزير الخارجية. وأضاف يوسف أنه تلا ذلك لقاء الرئيس مع ممثلى غرفة التجارة الأمريكية، برئاسة توماس دونوهيو رئيس غرفة التجارة الأمريكية، وبحضور رؤساء مجالس إدارات كبرى الشركات الأمريكية العاملة فى مصر. حضر اللقاء كل من الدكتور خالد حنفى وزير التموين والتجارة الداخلية، و أشرف سالمان وزير الاستثمار. وقال يوسف ان الرئيس استقبل ايضا مجموعة من أعضاء الكونجرس الأمريكى البارزين، ضمت كلاً من النواب اليوت أنجل، ونينا لوى، وبيتر كينج، وجيم هايمز، بالإضافة إلى عضو مجلس الشيوخ الأمريكى السناتور رون جونسون، ثم التقى «السيسى» مع لفيف من أعضاء مجلس الأعمال للتفاهم الدولى، برئاسة بيتر تشانسكى، حيث يضم المجلس فى عضويته عدداً من كبريات الشركات الأمريكية على مستوى العالم فى مجالات الاستثمارات المالية والبنوك والطاقة والخدمات البترولية والزراعة والصحة والفنادق والطيران، وحضر اللقاء وزيرا التموين والتجارة الداخلية، والاستثمار. وأضاف المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية أن الرئيس التقى مجموعة كبيرة من قادة الفكر والشخصيات المرموقة فى الولاياتالمتحدةالأمريكية، الذين عملوا فى المجالات السياسية والعسكرية، وكذا رؤساء المراكز البحثية وكبار المفكرين والكتاب الصحفيين، بحضور وزير الخارجية، والسفير محمد توفيق سفير مصر فى واشنطن. وأعقب ذلك لقاء للرئيس، مع كلاوس شواب، رئيس المنتدى الاقتصادى العالمى، بحضور وزيرى الخارجية والاستثمار، وتلاه لقاء للسيسى مع الرئيس الأمريكى الأسبق بيل كلينتون، وهيلارى كلينتون، وزيرة الخارجية السابقة، حضره وزير الخارجية المصرى. واختتم الرئيس أنشطته بلقاء مع مجموعة من رجال الأعمال المصريين المقيمين فى الولاياتالمتحدة الذين أعربوا عن رغبتهم فى المشاركة فى عملية التنمية الاقتصادية الجارية فى مصر، سواء من خلال المساهمة فى تمويل المشروعات الاقتصادية العملاقة مثل مشروع تنمية محور قناة السويس، أو عبر تنفيذ مشروعات استثمارية جديدة فى عدد من المجالات الحيوية كالطاقة المتجددة والبنية التحتية وانتاج الدواء. وتناول اللقاء تطورات الأوضاع فى مصر، حيث أكد الرئيس حرص مصر على تفعيل دور أبنائها فى الخارج وتعزيز التواصل معهم، مشيراً إلى التوجه نحو إصدار قانون لتنظيم آليات عمل صندوق تحيا مصر لتسهيل مساهمة الجاليات المصرية فى الخارج. وأضاف يوسف أن تلك اللقاءات تضمنت استعراض الرئيس مجمل التطورات على الساحة المصرية على مختلف الأصعدة، حيث أكد «السيسى» أن الأحداث التى شهدتها مصر خلال الأعوام الثلاثة الماضية أسهمت فى زيادة الوعى لدى الشعب المصرى الذى أدرك أن هويته الوطنية والثقافية تواجه خطرا كبيرا يتعين التصدى له، ومن هنا جاءت ثورة الشعب المصرى فى الثلاثين من يونية لمواجهة غياب مفهوم الدولة الوطنية والسياسات الاقصائية التى طالما تم التحذير منها. كما تناول «السيسى» الأوضاع الإقليمية التى تشهدها منطقة الشرق الأوسط اتصالاً بمكافحة الإرهاب والتأكيد على الارتباط الايديولوجى الذى يجمع بين مختلف الجماعات الارهابية المتطرفة فى الشرق الأوسط وإفريقيا، وكذا الجهود التى بذلتها مصر للتوصل لوقف إطلاق النار وإقرار الهدنة بين الجانبين الفلسطينى والاسرائيلي، مستعرضا عناصر المبادرة المصرية لتحقيق الاستقرار السياسى والاستتباب الأمنى فى ليبيا، ومنوها بحرص مصر على دعم الحكومة العراقية الجديدة والبرلمان الليبى المنتخب، وتحقيق الاستقرار والأمن للشعب السورى والحفاظ على السلامة الاقليمية لسوريا. وأبدت الشخصيات الأمريكية التى شاركت فى اللقاءات تفهماً لوجهة النظر المصرية، وأكدت أهمية الدور المحورى الذى تقوم به مصر فى منطقة الشرق الأوسط، معربين عن أملهم فى نجاح الجهود المصرية الرامية لتحقيق آمال وطموحات الشعب المصرى. وتطرقت اللقاءات إلى العلاقات المصرية – الأمريكية، من حيث كونها علاقات استراتيجية يتعين تطويرها وتعزيزها، بهدف الحفاظ على المصالح المشتركة للبلدين، لا سيما فى منطقة الشرق الأوسط، سواء لإحلال السلام أو لمكافحة الارهاب، فضلا عن تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية. وعلى الصعيد الاقتصادى، نوه الرئيس بالجهود التى تبذلها الحكومة المصرية على صعيد جذب وتحفيز الاستثمار، من خلال صياغة حزمة جديدة من التشريعات والقوانين التى من شأنها تيسير وجذب الاستثمارات الأجنبية إلى مصر، وتحسين مناخ الأعمال. وقدم وزير الاستثمار شرحاً وافياً ومفصلاً لعملية الإصلاح التى يشهدها الاقتصاد المصرى، من خلال شقين أساسيين، أولهما الإصلاح الهيكلى، من خلال الخفض التدريجى للدعم، وإصلاح المنظومة الضريبية، أما الشق الثانى فيتمثل فى تحفيز النمو، حيث تتطلع مصر إلى الوصول بمعدل النمو الاقتصادى إلى 7% بحلول عام 2020، وذلك من خلال إطلاق قانون الاستثمار الموحد. كما عرض وزير التموين والتجارة الداخلية لتصور بشأن تحويل منطقة محور قناة السويس إلى مدينة عالمية للسياحة والتسوق، وجعلها مركزا عالميا لتخزين الحبوب والسلع الغذائية وتوريدها إلى دول منطقة الشرق الأوسط والدول الافريقية. أما كلاوس شواب رئيس المنتدى الاقتصادى العالمى، فقد أكد اهتمامهم بتعزيز التعاون مع مصر, حيث طرح عدة مقترحات تضمنت ترتيب زيارة لوفد يضم عددا من خبراء المنتدى للتباحث مع المسئولين المصريين حول سبل تعزيز تنافسية الاقتصاد المصري. كما وجه الدعوة إلى الرئيس للمشاركة فى الاجتماع السنوى للمنتدى فى دافوس خلال الفترة 21-24 يناير المقبل. وأخيراً طرح تنظيم المنتدى الإقليمى الخاص بالشرق الأوسط فى مصر، على أن يتم الاتفاق على الموعد المناسب لاحقاً.