أعلن الجيش الأوكراني الأحد أنه لن ينفذ خطة السلام التي تم التفاوض في شأنها ما دامت الهدنة غير تامة في شرق البلاد حيث قتل جنديان بعد تعزيز وقف إطلاق النار. ووقع أطراف النزاع ليل الجمعة السبت في مينسك مذكرة من تسع نقاط وقعتها أيضا روسيا ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا تهدف الى اقامة منطقة عازلة على طول خط الجبهة البالغ 30 كلم، على ان تسحب منها الأسلحة الثقيلة في موعد أقصاه ليل السبت الأحد. لكن المتحدث باسم الجيش الأوكراني اعتبر ان إقامة هذه المنطقة المنزوعة السلاح لن تكون أمرا ممكنا إلا متى أصبح وقف اطلاق النار تاما في المناطق الانفصالية. وقال اندريه ليسنكو ان "احدى النقاط الاساسية (لوقف اطلاق النار الذي وقع السبت في مينسك) تتعلق بوقف اطلاق النار وبعد ذلك فقط تأتي النقاط الاخرى". وأضاف في مؤتمر صحافي: ما دامت لم تنفذ هذه النقطة الاولى، لا نستطيع ان نتحدث عن النقاط التالية وتنص الوثيقة على تطبيق متزامن للنقاط التسع في الأراضي التي يسيطر عليها الانفصاليون، واقامة منطقة تمتد 230 كلم من لوغانسك الى بحر ازوف حتى الجنوب وتمتد 160 كلم بين دونيتسك غربا والحدود الروسية شرقا. وجاءت الوثيقة بعد بروتوكول لوقف اطلاق النار وقع في الخامس من سبتمبر في مينسك ايضا. ولكن منذ ذلك التاريخ، قتل 37 مدنيا وعسكريا على الأقل في شرق أوكرانيا. وفي دونيتسك، كبرى المدن التي يسيطر عليها الموالون لروسيا، استمر متقطعا اطلاق النار بالأسلحة الثقيلة صباح الأحد في ضواحي المطار الذي يسيطر عليه الجيش الموالي لكييف. وفي تصريح قال عنصر اتخذ اسم دنيز في أجهزة "الاستخبارات العسكرية" في جمهورية دونيتسك المعلنة من جانب واحد، "منذ الفجر وبدء تطبيق وقف إطلاق النار، لاحظنا تراجعا لاستخدام الجيش الاوكراني قاذفات الصواريخ المتعددة الفوهات والمدفعية". واضاف : تراجع قصفهم على أحياء المدينة القريبة من المطار. لكنهم لم يتحركوا، ولم يردوا. ودباباتهم ومدرعاتهم مخبأة في المرائب تحت الأرض. واوضح دنيز "تلقينا الامر بأن لا نطلق عليهم النار بالاسلحة الثقيلة. لكن عندما يطلقون علينا النار، سنرد بالتأكيد. ما ان يلاحظوا تحركا من جهتنا، يعمدون الى اطلاق النار. كل طرف يريد أن يثبت للآخر انه لا يزال هنا". والسبت، :اعتبر قائد قوات الحلف الأطلسي الجنرال الاميركي فيليب بريدلوف أن وقف إطلاق النار ليس موجودا "سوى على الورق"، منددا ب"تدفق لا يتوقف" للقوات الروسية وتلك الموالية لها بين روسيا والمنطقة الانفصالية في الشرق. ووفق ما نصت عليه مذكرة مينسك، يجب ان تنسحب من اوكرانيا "كل" القوات الاجنبية. وتنفي موسكو اي وجود لقواتها في الشرق الاوكراني، رغم تداول العديد من وسائل الاعلام الروسية المستقلة معلومات ان مظليين قتلوا في اوكرانيا دفنوا في شمال روسيا. واضاف بريدلوف :"لكننا نامل ان يتغير كل ذلك"، موضحا ان عدد الجنود الروس داخل أوكرانيا "تراجع في شكل ملحوظ" بالنسبة الى ما كان عليه "قبل اكثر من اسبوع". لكن الجنرال الاميركي أكد أن هذه القوات "لم تعد الى بلادها ولا تزال جاهزة للتدخل عسكريا في اوكرانيا اذا كان ثمة رغبة في ذلك". الى ذلك، افاد مراسل فرانس برس أن آلاف الاشخاص تجمعوا الاحد في وسط موسكو في مسيرة تطالب بالسلام في اوكرانيا وترفض الدور المنسوب الى الكرملين في الحرب التي يشهدها شرق هذا البلد. وأسفر النزاع في شرق اوكرانيا عن 2900 قتيل خلال خمسة أشهر، ودفع بأكثر من 600 ألف مدني الى الفرار.