يرى عدد من النقاد أن روايات عمار علي حسن وقصصه القصيرة تنهل من تجربته الاجتماعية، سواء في الريف حيث قضى طفولته وصباه، أو المدينة حيث درس وعمل، وكذلك مشاركته في الحركة السياسية المعاصرة، وميله إلى التصوف وتذوقه، إلى جانب الاحتفاء بالأساطير سواء النابعة من الموروث الشعبي أو الخاصة به، والشغف بالشعر في جماله ومفارقته وموسيقاه ولغته. وتحدث الدكتور محمود الضبع؛ أستاذ النقد بجامعة قناة السويس؛ والدكتور محمد السيد إسماعيل؛ الشاعر والناقد؛ وأحمد رشاد حسنين؛ الناقد؛ عن التجربة الروائية والقصصية للكاتب في ندوة استضافها بيت السناري مؤخرا، قدمها الدكتور خالد عزب؛ الكاتب والباحث ومنسق الأنشطة الثقافية بمكتبة الإسكندرية. وقال الضبع: "قراءة روايات عمار تظهر أنه هضم جانبا مهما من ألوان السرد التقليدي والحديث وتابع المسار الذي سلكته الرواية عبر تاريخها"، موضحا أن أعماله "تمزج دوما بين الأسطورة الفرعونية والمخيال الشعبي والتصورات الدينية علاوة على الاستفادة من البيان القرآني والمنتج الشعري العربي". والتقط الضبع مقاطع من رواية "شجرة العابد"، وقال "نحن أمام نصوص شعرية، يمكن أن تكون قصائد نثر لولا اعتمادها السببية في البناء، وهي كذلك لأنها تعتمد التكثيف، والإيقاع الهادئ الداخلي والعمق الصوفي، والنزعة إلى الجمال والمفارقة وبناء الصورة المدهشة". وربط محمد السيد إسماعيل بين تجربة عمار علي حسن الذاتية وبين كتاباته الأدبية، وقال: "بعض نصوصه بنت تجاربه، ولا أقصد فقط رواياته وقصصه التي تنوعت بين الواقعية والسحرية، إنما أيضا أعماله النقدية التي أثرت علم اجتماع الأدب"، واصفا إياه بأنه "مثقف عضوي، وكاتب متنوع الاهتمامات". من جانبه انطلق أحمد رشاد حسنين من دراسة مطولة أعدها عن الأعمال القصصية لعمار علي حسن، وقال: "قصصه تنبع من تجربة إنسانية ثرية، وتنحاز للبسطاء، وتفضح الفقر والظلم والجهل، وتنتصر للعدل والحرية". وتحدث عمار علي حسن عن تجربته مع الكتابة الأدبية والتي بدأت في وقت مبكر، وقال: "لدي مشروع أدبي أبنيه على مهل وأتمنى أن يعطيني الله العمر لإتمامه". يشار إلى أن عمار على حسن له ست روايات هي "السلفي" و"شجرة العابد" و"سقوط الصمت" و"حكاية شمردل" و"جدران المدى" و"زهر الخريف"، علاوة على ثلاث مجموعات قصصية هي"عرب العطيات"، و"التي هي أحزن"، و"أحلام منسية"، وله تحت الطبع رواية "جبل الطير"، وقصص بعنوان "حكايات الحب الأول"، وله أيضا نحو تسعة عشر كتابا في النقد الأدبي والتصوف وعلم الاجتماع السياسي.