«خالف واتصالح».. كان شعار عهد «مبارك» وعنوانه. تدمر الاراضي الزراعية وتبني عليها, تتهرب من الجمارك والضرائب, تشيد عمارات مخالفة, تحول ملايين الأفدنة المستصلحة الي منتجعات سياحية, تغرس الحزام الأخضر بأعمدة الخرسانة, تزرع أرزاً علي حساب حصة البلد من المياه, تسرق الكهرباء أو الدقيق المخصص للغلابة, تشترى أراضي بتراب الفلوس وتبني عليها إسكاناً فاخراً وفي داهية محدودو الدخل.. افسد وزور وانهب وخالف علي راحتك لأنك في النهاية ضامن إن أخرتها المصالحة والصلح خير للحكومة والحرامية وكفي المخالفين شر الحساب والعقاب. أما الشرفاء ليس لهم سوى الفقر والقانون. في عهد «مبارك» كان كل شيء جائز وكل شئ قابل للتصالح حتي مع الإخوان وتآكلت هيبة القانون والدولة وحل محلها الصفقات. كان التصالح مع صاحب المخبز الحرامي أو الفلاح المخالف مقابل التصويت لمرشحي الحزب الوطني ودخول الإخوان الي مجلس الشعب ثمنا لموافقتهم علي مشروع التوريث. وفي مرحلة الثورة تبدل الشعار ولم تتغير أهدافه وهو التحايل علي القانون واهدار مبدأ الثواب والعقاب.. اصبح شعار المرحلة «تظاهر واقتل واتصالح» وماله اذا كان «مبارك» تفاوض وتصالح علي الشرف والقيمه والقانون فلماذا لا يتظاهر علاء عبدالفتاح وتصالحه الحكومة بتعديل القانون. ولماذا لا يمارس الإخوان القتل والإرهاب ثم نجد من يسعي للمصالحة دون مواربة أو حمرة خجل بدءاً من الست «آشتون» بتاعة الاتحاد الاوروبي والعم «كيرى» و«أودريان» وزير دفاع فرنسا وانتهاء ب«العوا» و«نافعة» وناجح ابراهيم ومحمد العمدة أبورضعة وحزب الوسط, بل ان بعض القوى السياسية كانت حتي قبل فض اعتصام رابعة لازالت تغازل الاخوان.. الشامي والمغربي يسعي للتصالح حتي تشابه علينا البقر. الدكتور ناجح ابراهيم كان ثامن ثمانية من قيادات الاخوان سبق لهم في عام 1997 ان تبنوا ما عرف وقتها بمبادرة وقف العنف والمراجعات الفقهية وزاروا السجون والمعتقلات والتقوا مع قادة الجماعات الارهابية فهل توقف العنف حينذاك أم أن الاخ «ناجح» أصيب بالزهايمر أم يظن ان لعبة «التقية السياسية» التي يتقنها الإخوان سوف تنجح في كل مرة. المصالحة علي الدم مرفوضة وأصحاب المبادرات عليهم ان يبرموها ويحتفظوا بها في مكان أمين. التصالح يكون بين طرفين متساويين في القوة والقدرة وهو ما يتنافي مع الواقع الذى يثبت يوما بعد يوم قوة الشعب واستعادة الدولة لعافيتها. ومن الإجحاف ان تكون مصر بحجمها دولة وشعبا طرفاً في مواجهة الإخوان كطرف آخر علي مائدة المفاوضات. ومن يحارب داعش في العراق عليه أن يقبل بمحاربة الاخوان في مصر. نقول إيه.. المصالح تتصالح رغم أن الارهاب واحد والدم واحد.