في الوقت الذي تتحدث فيه مديرية التربية والتعليم بالمنيا، عن استعدادات العام الدراسي الجديد، وكذلك تصريحات لمسئولي المحافظة، بتخصيص ما يقرب من 51 مليون جنيه لتجهيز المدارس لاستقبال العام الجديد، ب 2629 مدرسة بجميع المراحل التعليمية علي مستوي المحافظة. تضم 27 ألفاً و13 فصلاً، لاستيعاب مليون و128 ألفاً و799 طالباً وطالبة.. إلا أن الواقع الفعلي أثبت كذب كل التصريحات الوردية، التي حاصرتها أكوام القمامة والمخلفات الآدمية بالقري والمدن، بل وصل الحال إلي قيام بعض الأهالي لاستخدام أسوار وأبواب المدارس، كمربط للمواشي، لتكون خير مستقبل للطلاب والتلاميذ. كما تشهد المحافظة ارتفاع موجة الغلاء للمستلزمات الدراسية، خاصة الزي المدرسي ومصروفات المدارس الخاصة التي تشهد إقبالاً كثيفاً مما يشكل عبئاً كبيراً علي أولياء الأمور. وفي سياق متصل أعلن ما يقرب من 1500 معلم بنظام الحصة، الذين يعملون براتب 50 جنيهاً شهرياً، عن اعتصامهم للمطالبة بالتثبيت، وأكدوا أنهم يعملون بنظام الحصة عن طريق عقد مبرم مع مديرية التربية والتعليم، ينص علي حصول المدرس علي 50 جنيهاً شهرياً، من صندوق الخدمات بالمحافظة. يقول محمد عبدالمتعال: إن مدرسة أم الأبطال الابتدائية التابعة لإدارة أبوقرقاص تعمل ثلاث فترات في اليوم الدراسي، إذ تضم مدرسة حتشبسوت والوسيمية، خاصة بعد تسليم الأخيرة إلي أصحابها ما يؤثر بالسلب علي استيعاب التلاميذ نتيجة زيادة الكثافة الطلابية. وأضاف سيد عبدالرشيد: إن مدينة أبوقرقاص لا يوجد بها سوي 6 فصول فقط لرياض الأطفال، بثلاث مدارس، ما دفع أولياء الأمور للقيام بإلحاق أبنائهم بمدارس خاصة، بنفقات مالية مرتفعة أصبحت عبئاً ثقيلاً علي كاهلهم. وأكد محمد عبدالحكيم، بالمعاش، أن منظومة التعليم الحالية فاشلة ولا تفي بالغرض المنوط بها من تقديم العلم للطلاب، ولكن تهدف إلي حشو المناهج التعليمية دون الاستفادة علي أرض الواقع العملي، وشدد علي أهمية فتح ملفات التعليم. وفي مدينة ملويجنوب المحافظة، أشارت شيماء حسين، باحثة إعلامية، إلي مشهد القمامة أمام مبني تعليمي بملوي سيئ للغاية، ولا يليق بالعملية التعليمية، كما أن سوق ملوي يومي السبت والأربعاء من كل أسبوع يبدأ من الساعة السابعة صباحاً والمكان يكتظ بالمترددين عليه، مما يشوش علي الطلاب ويؤثر علي العملية التعليمية.. كما يعاني الآلاف من طلاب قرية الكفور بمطاي من التكدس داخل الفصول بعد وصول كثافة الفصل الواحد لما يقرب من 73 تلميذاً، ما أثر ذلك علي المستوي التعليمي، بخلاف عدم تمكن المعلم من القيام بالعملية التعليمية علي أكمل وجه. وما يزيد من معاناة أهالي القرية تباطؤ المسئولين عن التعليم بالمنيا، في تنفيذ قرار تخصيص بناء مدرسة أسوة بمدرسة أرض الربوة، علي قطعة أرض منافع تابعة لهيئة السكة الحديد، التي تقدر بطول 200 متر وبعرض 24 متراً، التي تعد حلاً مثالياً لبناء المدرسة، تقوم باستيعاب جميع تلاميذ العزب والنجوع المجاورة لها، التي لم تكن أكثر حظاً من أهل قرية الكفور.