دعا فرانسوا هولاند الرئيس الفرنسي أمس إلى رد عالمي لمواجهة تنظيم «داعش» الارهابى قائلاً: إن التنظيم يمثل تهديدا أمنيا للعالم أجمع. وأضاف في افتتاح مؤتمر باريس «ما هو التهديد؟ إنه عالمي ومن ثم يجب أن يكون الرد عالميا». واستضافت فرنسا مؤتمر باريس الذي يحضره نحو 30 دولة بهدف تنسيق استراتيجية ضد التنظيم الارهابى الذي سيطر على أجزاء من شمال العراق وله معقل في سوريا. وتم افتتاح المؤتمر بحضور جون كيري وزير الخارجية الامريكى ونظيره الروسي سيرجي لافروف وترأسه الرئيسان الفرنسي فرنسوا هولاند والعراقي فؤاد معصوم، وحضر المؤتمر وزراء خارجية الدول الاوروبية الاساسية والدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الامن التابع للامم المتحدة والدول المجاورة للعراق وكل من قطر والسعودية والكويت ودولة الامارات العربية المتحدة في العاصمة الفرنسية باريس لبحث الجوانب السياسية والامنية والانسانية لكيفية التعامل مع تنظيم «داعش». ودعا الرئيس الفرنسي في بداية المؤتمر شركاءه الغربيين والعرب الى الالتزام بوضوح وصدق وقوة الى جانب السلطات العراقية، معتبرا ان لا وقت نهدره امام تهديد تنظيم «داعش»، كما دعا إلي دعم المعارضة السورية المعتدلة بكل السبل. وقال هولاند إن معركة العراقيين ضد الارهاب هي معركتنا ايضا داعيا الى الالتزام بوضوح وصدق وقوة الى جانب الحكومة العراقية، في وقت احتل تنظيم «داعش» المتطرف مناطق شاسعة من العراق. ودعا هولاند ايضا الى دعم المعارضة السورية المعتدلة التي تقاتل نظام الرئيس السوري بشار الاسد وجهاديي تنظيم «داعش» الناشط في سوريا ايضا. وقال إن الفوضى تصب في مصلحة الارهابيين وينبغي بالتالي دعم الجهات القادرة على التفاوض والقيام بالتسويات الضرورية للحفاظ على مستقبل سوريا. وقال ان هذه القوى هي بنظر فرنسا قوى المعارضة الديمقراطية، داعيا الى دعمها بكل السبل. وأعلن مصدر دبلوماسي ان المؤتمر سيتيح لكل المشاركين ان يكونوا اكثر دقة حول ما يمكنهم او يريدون القيام به، مشيرا الى ان القرارات التي ستتخذ لن يتم الاعلان عنها كلها بالضرورة. وبعد اعدام البريطاني العامل في الحقل الانساني ديفيد هينز، اعاد الرئيس الامريكي التأكيد على عزمه العمل مع ائتلاف كبير من الامم من اجل القضاء على التهديد الذي يشكله تنظيم «داعش» الارهابى. وأعلن ديفيد كاميرون، رئيس الوزراء البريطاني بعد بث شريط الفيديو الذي يظهر اعدام هينز: «سنطارد المسئولين ونحيلهم امام القضاء مهما تطلب ذلك من وقت». وعلى صعيد متصل، قال لوران فابيوس وزير الخارجية الفرنسي إن الطائرات الفرنسية ستبدأ مهام استطلاع فوق العراق. وأضاف لإذاعة يوروب 1: «قلنا للعراقيين إننا مستعدون وطلبنا منهم التصريح بالتحليق في الأجواء العراقية». وأكد ان مهمة الاستطلاع الاولى ستنطلق من قاعدة فرنسية في ابوظبي. وقال الرئيس العراقي فؤاد معصوم لاذاعة يوروب 1 في اشارة الى الدعم العسكري للعراق انه على دول التحالف ان تتدخل بسرعة لأنها تأخرت. وأضاف انه اذا حدث تأخر في دعم العراق فهذا يعني ان تنظيم «داعش» يمكنه أن يحتل المزيد من الاراضي وسيكون التهديد الذي يشكله أكبر. وقال مسئولون فرنسيون إن خطة التحالف يجب ان تذهب أبعد من التحرك العسكري والانساني وإنه يجب ان تكون هناك خطة سياسية بعد اضعاف التنظيم الارهابى في العراق. وفى دبى، وصل جان ايف لودريان وزير الدفاع الفرنسي الى قاعدة الظفرة العسكرية في الامارات ليشرح دور بلاده في التحالف الدولي الذي تبنته الولاياتالمتحدة لدحر تنظيم «داعش» ويغادر الوزير الفرنسي الامارات متوجهاً الى مصر. وفى طهران، اعتبر مسئول ايراني كبير ان السبيل الافضل لمحاربة «الارهاب» هو من خلال دعم الحكومتين السورية والعراقية. وقال حسين امير عبداللهيان نائب وزير الخارجية الايراني الذي لم تدع بلاده الى المؤتمر إن السبيل الأفضل للتصدي لداعش الارهابى في المنطقة هو مساعدة ودعم حكومتي العراق وسوريا اللتين تحاربان الارهاب بشكل جدي، وجاء تعليق امير عبد اللهيان خلال استقباله رئيسة لجنة الدفاع في البرلمان الفرنسي باتريسيا ادم التي تقوم بزيارة الى طهران.