أثار إعلان البنك الدولي رغبته في معاونة مصر في مشروع محور قناة السويس والمساعدة في عمل البنية الأساسية لمحافظات السويس مساهمة منها في هذا المشروع العالمي الصخم، الجدل حول مدى أهمية هذا التعاون بالنسبة لمصر. فمن جانبه، قال الدكتور صلاح الدين فهمي، رئيس قسم الاقتصاد بكلية التجارة جامعة الأزهر، إن البنك الدولي مهمته توفير التمويل لمشروع تنمية قناة السويس ولكن المهمة الأكبر هو تقديم الدعم الفني للمشروع. وأضاف فهمي أنه إذا عرض البنك الدولي مساعدة مصر في هذا المشروع فإنه لن يقوم بالتمويل ولكن بالدعم الفني والخبراتي والمعلوماتي. وأشار رئيس قسم الاقتصاد إلي أن الرئيس عبد الفتاح السيسي حين قال إن تنمية قناة السويس ستكون بأيادٍ مصرية لم يكن يقصد تخليه عن الدعم الأجنبي وإنما أراد أن يثبت للعالم أن المصريين قادرين علي عمل مشروع من أهم مشروعات العصر الحالي. وأيده في الرأي الدكتور إيهاب الدسوقي، رئيس قسم الاقتصاد بأكاديمية السادات، حيث أوضح أن مصر بحاجة إلى الدعم الفني الذي يمكن للبنك الدولي من تقنيات تكنولوجية وابتكارات حديثة أكثر من الدعم المالي. وأضاف الدسوقي أن الدعم المالي يمكن توفيره من خلال توفير القروض لافتا إلى أن دعم البنك الدولي سواء الفني أو المادي فإنه سيعزز ثقة المستثمرين الأجانب ويشجعهم علي الاستثمار في مصر. وفي سياق متصل قال الدكتور فخري الفقي، المستشار السابق لصندوق النقد الدولي، إن البنك الدولي يتعامل مع حكومات وليس شركات للقطاع الخاص ومن ثم فإن الحكومة تقدم بمشروعاتها وتطلب قروضا لدعمها وإنجازها. وأضاف الفقي أنه علي الحكومة المصرية الاستفادة من البنك الدولي إذ يمكنه إقراض مصر مبالغ كبيرة مع طول فترة سدادها ونسبة فوائد 1.5% فقط فضلا عن إمكانيته مساعدة المشروع من خلال مد الحكومة بالعناصر الفنية من ذوي الخبرة كمستشارين للمشروع و توفير المعدات الثقيلة التي يحتاجها المشروع ولا تستطيع مصر توفيرها. ووافقه الدكتور صلاح جودة، الخبير الاقتصادي ومستشار هيئة المفوضية الأوروبية، حيث قال إن ميزة البنك الدولي أنه يعطي قروض موفرة وتستطيع مصر الاستعانة بها وتصل مدة سداد القرض الي 30 عاما علي الاكثر بفائدة لا تتجاوز 1.25%. وأضاف جودة أن البنك الدولي عرض المساعدة الآن علي مصر لأنه لمس وجود استقرارا سياسيا فضلا عن أن مشروع التوسع في القناة لم تستعن مصر فيه باي تمويلات خارجية وفي خلال خمسة أيام جمعت 55% من نسبة التمويل اللازمة. كما أكد الخبير الاقتصادي أن أكبر استفادة لمصر من دعم البنك الدولي هو أنه سيعطي ثقل وثقة للمستثمرين الأجانب وجذبهم لمصر.