الإخوان حكايتهم حكاية.. الاسبوع الماضي سمحت لهم إدارة سجن العقرب بأداء صلاة الجمعة.. وأحضرت لهم خطيبا من وزارة الأوقاف ليلقي عليهم خطبة الجمعة ويؤمهم في الصلاة -وحسب كلام جريدة الشروق .. وعلى مسئوليتها- فإن الشيخ عبدالقادر -الإمام المكلف من الوزارة - قد فوجئ بشيء غريب لم يألفه طوال تاريخه.. ففى كل مساجد الدنيا مجرد أن يبدأ خطيب الجمعة فى الدعاء حتى تجد كلمة «آمين» تمزق سكون الأفق وتشق عنان السماء.. إلا في هذا المسجد فلا «تأمين» على الدعاء ولا أى استجابة لنداء الإمام وكأن الرجل يخاطب مجموعة من «الخرس».. ولولا أن الرجل يعرف معظم الجالسين أمامه فى الصلاة.. خاصة انهم كانوا نجوما للمنابر وضيوفا دائمين على الفضائيات.. والمنتديات.. ومن بعد ذلك على منصة رابعة.. لولا ذلك لشك الرجل أنه دخل بطريق الخطأ لأحد دور الصم والبكم!! وبعد أن أنهى الرجل خطبته.. أقام الصلاة.. وأمّ المصلين.. خرج من المسجد والحيرة تكاد تقتله.. وهو يبحث عن إجابة للسؤال الذى يحيره لماذا صمت المصلون وابتلعوا ألسنتهم.. ولم يأمنوا على دعائه؟! طبعا مولانا الشيخ رجل طيب ولم يتعامل مع نوعية من البشر كهؤلاء البشر.. أما تفسيرى الخاص «للخرس الاخوانى».. فهو أن شيخنا الجليل كان فى دعائه يدعو لمصر والمصريين بالنجاح والرشاد والتوفيق.. وهذا طبعا يغضب إخوان الشيطان الذين كانوا يتابعون خطبته فإذا صلحت أمور البلاد والعباد زالت دولتهم الى الأبد..وإذا سبحت سفينة الوطن.. غرقت سفينة الإخوان فهم يعتبرون أنفسهم شعبا آخر..وجنسا آخر.. مختلفا عن مصر والمصريين.. بل يعتبروننا شعبا معاديا.. حتى إنهم يحبون الشعب الإسرائيلى أكثر من حبهم لنا.. تتم لا وقد تمنى رئيسهم المعزول للشعب الاسرائيلى «رغد» العيش.. بل إن ابن الجماعة وأحد أبرز قادتها عصام العريان قد طالب على الملأ بعودة اليهود الى مصر ومنحهم كافة حقوقهم التى رأى سيادته أن بلاده قد اغتصبتها منهم!! لذلك فقد أخطأت ادارة السجن.. بإتاحة الصلاة جماعة لهؤلاء الشياطين.. وأخطأت مرة أخرى عندما أحضرت لهم خطيبا أزهريا من الأوقاف فهم يعتبرون الأزهر مؤسسة معادية.. استخدمها قادة الانقلاب فى الانقضاض على سلطانهم وإنهاء دولتهم!! اذا كان على ادارة السجن.. طالما وافقت على تجمعهم والالتقاء ببعضهم البعض..كان عليها زيادة فى الديمقراطية.. وتلبية لرغبات الزبائن.. وإيمانا بأن الزبون على حق دائما.. أقول كان على إدارة السجن أن تسمح لهم بصعود الشيخ الإخوانجى عبدالرحمن البر- الشهير بمفتى الجماعة - الى منبر مسجد السجن ليسب مصر ويلعن قادتها.. ويدعو عليها بالخراب والهلاك وقلة الزاد والزواد.. وهنا ستجد ألسنة المصلين تنطلق فى الدعاء.. والتأمين على دعاء الخطيب.. وهنا ايضا قد يدعو الإمام الإخوانى الشهير بالدعاء لقائد السجن الذى أتاح لهم هذه الفرصة الذهبية للاجتماع وتدارس مستقبل التنظيم.. ووضع خططهم الجهنمية للقضاء على القوى الانقلابية.. وأيضا لإرسال الرسائل الشيطانية لأنصارهم خارج الليمان لاغتيال قوى الكفر والطغيان من رجالات الجيش والشرطة.. وعاشت الديمقراطية التى يستخدمونها كالمطية للوصول بهم لجنة السلطة ونعيمها!! وقد يتمادى الإخوان فى دلعهم «المرق».. ويطالبون مصلحة السجون بعمل دورات لهم فى صناعة قنابل المولوتوف أو معسكرات للتدريب على القنص والتنشين.. إيمانا بأن اليد البطالة نجسة كما يقولون.. وقد تصل بهم البجاحة للمطالبة باحضار «حريمهم» المثنى وثلاث ورباع.. لم لا وأيام حبيب العادلى ورئيسه المخلوع كانوا يسمحون لقادة الجماعة بالخروج لمقابلة نسائهم، حتى إن بعضهم أنجب خلال مدة تمضيته العقوبة..هذه والله حقيقة وليست نكتة.. واسألوا طارق الزمر الهارب لجنة تركيا وقطر!! وهذا يعنى ان الداخلية وإدارة السجون «مدلعاهم» على الآخر.. و«منغنغاهم» بالقوى..سواء فى عهد حبيب أو فى عهد محمد ابراهيم.. وسلملى على الحيطة والحذر..والوقاية من الإرهاب خير من الوقوع فيه.. وحسبى الله ونعم الوكيل!!