الدكتور محمود أبوالنصر وزير التربية والتعليم لا يزال مصراً علي أن بدء العام الدراسي يوم 20 «سبتمبر» الحالي، في حين ان غالبية المدارس علي مستوي الجمهورية غير مستعدة لاستقبال العام الجديد لأسباب كثيرة أبرزها عدم وصول الكتب المدرسية إلي المدارس لبدء توزيعها علي التلاميذ. ورغم ان الباقي أيام قليلة إلا أن المدارس ليست مهيأة لبدء الدراسة، ولا أدري أين كانت الوزارة طوال شهور الصيف حتي تنتهي من الكتب المدرسية، قد يكون هناك سبب مهم في عدم توزيع الكتب، وهو منح الفرصة لأصحاب الكتب الخارجية لتسويق بضاعتهم.. وفي الحقيقة ان أصحاب الكتب الخارجية لهم ممثلون في إدارة طبع الكتب الحكومية، بل منهم مؤلفون أيضاً. السبب الثاني المخجل هو أن غالبية المدارس لم تنته بعد من الترميمات وأعمال البياض التي تقوم بها المدارس رغم ان شهور الصيف كانت كافية لاجراء مثل هذه الأمور، لكن يبدو أن إدارات المدارس لا يعنيها من قريب أو بعيد تصريحات الوزير بالإصرار علي بدء الدراسة يوم 20 «سبتمبر» الحالي. والدليل هو عدم الانتهاء من الترميمات والصيانة بالمدارس. السبب الثالث أن ظاهرة التحويلات من مدرسة لأخري لم تنته حتي كتابة هذه السطور وحدث ولا حرج بشأن هذه الظاهرة الخطيرة، فهناك بيروقراطية وروتين متأصل بالمدارس، الهدف منه هو العكننة علي خلق الله، وإذلالهم ذلاً شديداً في عملية التحويل.. ومن غرائب هذه التحويلات أن يطلب من التلميذ بيان نجاح وأحياناً بيان تدرج، في حين أن المدرسة المحول منها التلميذ والإدارة التعليمية تشهد بأن هذا التلميذ ناجح بمدرسته وتعطيه بياناً بدرجاته، فلماذا إذن بيان النجاح رغم أن هناك أوراقاً كثيرة تثبت نجاح التلميذ، بالإضافة إلي شروط كثيرة غير منطقية لا تسبب إلا العكننة علي خلق الله. بل ان هناك تجارة نشطت واستفحلت وهي احتكار مجموعة من المعلمين وبعض موظفي الإدارات عملية التحويلات مقابل مبلغ من المال، بعدما ضاق المواطنون ذرعاً وقرفاً من الروتين القاتل الذي يعرقل كل المراكب السايرة. عملية التحويل مسألة شاقة لولي الأمر وتعيس الحظ من تم إجباره طبقاً لمربعه السكني أن يخوض هذه التجربة المريرة. السبب الرابع هو انتشار القمامة والقاذورات أمام مداخل المدارس، بل إن هناك فصولاً تكدست بها الرمال والأتربة ولم يتم اتخاذ شيء بشأنها رغم قرب بدء العام الدراسي طبقاً لرواية السيد وزير التربية والتعليم. السبب الخامس، لقد أعلنت الوزارة قبل ذلك علي لسان مصدر بها أن الأيام الأولي ستشهد أنشطة مختلفة، فما الداعي إذن لبدء العام الدراسي مع الجامعات ورغم ان الوزارة اعترفت صراحة بانه لا تدريس في بداية هذه الأيام الأولي من الدراسة، إذن ما هي حكاية هذا التضارب العجيب الصادر من التربية والتعليم. فهل بعد كل هذه المهازل لا يزال هناك اصرار من الوزير علي بدء العام الدراسي يوم 20 سبتمبر الحالي؟!.. أم سيتراجع في آخر لحظة؟! هذا ما ستكشف عنه الأيام القادمة. Wagdy Zein El