الآن الدكتور عصام شرف يلعب بالبدلاء.. ولا مانع بالطبع.. المهم أن تستمر المباراة.. تحدث خسائر أو لا تحدث، ليست هذه هى المشكلة.. فقد فاجأت الدكتور شرف اعتذارات عديدة.. وانسحب وزراء كثيرون، بعضهم قبل الإعلان، وبعضهم بعد الإعلان والتصريحات.. فماذا كان يفعل “ شرف” أو غيره؟.. الإجابة لا شيء.. الظروف مختلفة جداً بالنسبة للدكتور عصام شرف وغيره.. ولا بد أن تنطلق المباراة! وأخيراً، الحمد لله أدى الوزراء الجدد، اليمين القانونية أمس، أمام المشير حسين طنطاوى.. وعقد “طنطاوى” اجتماعاً مع الحكومة الجديدة بكامل تشكيلها البالغة 27 وزيراً.. وكان مجلس الوزراء أعلن فى وقت سابق، على صفحته على موقع فيس بوك، أن شرف “استكمل مشاوراته لتشكيل الحكومة الجديدة”.. بعد أن أدخلت عليها تعديلات واسعة، طاولت أكثر من نصف أعضائها، تهدف إلى الرد على الانتقادات، حول بطء الإصلاحات المنشودة فى البلاد! وأظن أننا نتنفس الصعداء الآن.. فقد عشنا أياماً، أعادتنا إلى عصر ما قبل التاريخ.. وعصر ما قبل الحكومات.. لا حدث، ولا أظنه سوف يحدث، بهذه الطريقة مرة أخرى.. فما كان يجرى فى مصر من تغيير وزارى، يجعلنا نتصور أننا عدنا، إلى عصر ما قبل الدولة.. فالارتباك الحكومى والغموض سيد الموقف.. كأننا فى سنة أولى وزارة.. وربما “كى. جى. وان”.. يذكرنى ذلك بأغنية محمد فوزى الشهيرة “ تاتا خطى العتبة.. تاتا حبة حبة”.. مع أننا دولة تصنع الحكومات، منذ آلاف السنين! فهل شطبت الثورة، تاريخ الدولة المصرية، فى تشكيل الوزارات؟.. أم أن “اللبخة” أصلاً من رئيس الوزراء المكلف، الدكتور عصام شرف؟.. أم أن اعتراضات المجلس العسكرى، وميدان التحرير، هى التى ضربت “كرسى فى الكلوب”؟.. هل المسألة تتعلق بقدرات ومهارات رئيس الوزراء؟.. أم تتعلق بالضغوط الشعبية، ومحاولة تشكيل حكومة لكل مواطن.. هل هى انتكاسة أم حالة استثنائية؟! فى تقديرى أن الطريقة التى جرى بها التشكيل الوزارى مضحكة.. وتكاد تكون مؤلمة.. خاصة أن هناك من استقال ثم عاد.. مع أنه حتى يعود، كان يحتاج إلى أداء اليمين القانونية، من جديد.. ما دامت استقالته قد قبلت.. وكان المفترض ألا يقبل رئيس الوزراء الاستقالات.. وأن يتركهم ليخرجوا فى التشكيل الوزارى.. حتى إذا احتاج الأمر لعودتهم، كما حدث لتسيير الأعمال.. فلا مانع.. ولكن الأمر كان مختلفاً وغريباً.. وكان مربكاً.. وكان مسخرة.. ولم نسمع به فى آبائنا الأولين! الطريف أننا تعرفنا على ثلاثة مرشحين.. الأول هو عبدالفتاح البنا المرشح للآثار.. وانتهى الأمر بأن كانت لعنة البنا، سبباً فى التجاوز عن حقيبة الآثار.. الثانى هو حازم عبدالعظيم الذى ملأ الدنيا ضجيجاً، ومضى لا نعرف إن كان مع التحرير أم على التحرير؟.. والثالث هو فكرى عبد الوهاب الذى اعتذر، فحرم الوزارة من لقب حكومة مرسيدس.. على طريقة حكومة شيفروليه.. التى كانت حكومة نظيف الثانية المعروفة بحكومة رجال الأعمال.. ومن عجب أن يكونوا كلهم فى السجن حالياً! لا أقول غير كلمة واحدة هى: غريبة يا مصر.. بعد أن كنا زمان نقول عظيمة يا مصر.. فلم نعد نلعب بالفريق الأصلى، وأصبحنا نلعب بالبدلاء!